فرنسا – السابعة الاخبارية
منتخب فرنسا، بعد اعتزاله كرة القدم، يسلك اللاعبون عادةً مسارات متنوعة تتراوح بين العمل في مجال الرياضة أو الانخراط في عالم التجارة والاستثمار.
ومع ذلك، اختار اللاعب الفرنسي فلوران مالودا، الذي عرف بأدائه المميز في الملاعب الأوروبية، طريقًا مختلفًا تمامًا بعد اعتزاله، حيث قرر العودة إلى مسقط رأسه في إقليم غويانا الفرنسية والانضمام إلى مؤسسة تحمل طابعًا عسكريًا.
مالودا يظهر بملابس عسكرية أثناء المشاركة في أنشطة
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة ذا صن البريطانية، فإن فلوران مالودا، الذي توج مع نادي تشيلسي الإنجليزي بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2012، والذي سبق له اللعب في الدوري المصري ضمن صفوف نادي وادي دجلة في عام 2016، ظهر مؤخرًا مرتديًا ملابس عسكرية أثناء مشاركته في أنشطة ضمن إقليم غويانا الفرنسية.
أثار هذا الظهور اهتمام المتابعين، خاصة أنه اتخذ خطوة غير تقليدية من خلال انضمامه إلى وحدة عسكرية في غابات الأمازون المطيرة.
وقد انضم مالودا إلى قوات الاحتياط التابعة لفوج المشاة الثالث، وهي وحدة عسكرية تابعة للجيش الفرنسي ومقرها في إقليم غويانا.
سبب انضمام مالودا للجيش في إقليم غويانا
هذه القوات تمنح المدنيين البارزين في مجالاتهم فرصة المساهمة في تعزيز القيم والمبادئ العسكرية الفرنسية، دون الحاجة إلى أن يصبحوا جزءًا دائمًا من الجيش.
وتعتبر هذه المبادرة وسيلة لتعزيز التعاون بين المجتمع المدني والمؤسسة العسكرية.
إقليم غويانا الفرنسية، الذي يُعد مسقط رأس مالودا، يتمتع بطبيعة فريدة ويقع على الساحل الشمالي لقارة أمريكا الجنوبية.
وارتبط الإقليم بتاريخ مالودا الرياضي، حيث سبق له أن مثل منتخب غويانا في أربع مباريات عام 2017، نظرًا لأن الإقليم يُعتبر جزءًا من الأراضي الفرنسية ولا يُصنف كدولة مستقلة.
بالنسبة لمالودا، يبدو أن قراره بالانضمام إلى هذه القوات يعكس اهتمامه بالمساهمة في خدمة المجتمع وتعزيز الروابط مع مسقط رأسه.
وتُعد تجربة الانضمام إلى قوات الاحتياط وسيلة لإظهار التزامه بالقيم التي تربى عليها، والتي تجمع بين الانضباط والاحترام للمؤسسات الوطنية.
هذا التوجه الفريد يعكس شخصية لاعب لم يكتفِ بالتألق على المستطيل الأخضر، بل اختار أن يخوض تجربة جديدة ذات طابع مختلف تمامًا.
على مدى مسيرته الكروية، حقق مالودا نجاحات كبيرة على المستوى الأوروبي والدولي، حيث كان جزءًا من الجيل الذهبي لنادي تشيلسي الإنجليزي، وساهم في تحقيق العديد من البطولات الكبرى.
ومع ذلك، فإن انتقاله إلى مرحلة ما بعد كرة القدم يعكس سعيه الدائم للبحث عن تحديات جديدة تضيف إلى مسيرته الشخصية والإنسانية.
إقليم غويانا الفرنسية يتميز بتنوعه الطبيعي والثقافي، حيث يضم مساحات شاسعة من غابات الأمازون المطيرة، التي تُعتبر من أكثر المناطق البيئية حيوية في العالم.
اختيار مالودا المشاركة في الأنشطة المرتبطة بهذه المنطقة يعكس ارتباطه القوي بجذوره وحرصه على تقديم الإضافة في مجتمع يحمل طابعًا مميزًا.
تمثل خطوة مالودا بالانضمام إلى قوات الاحتياط الفرنسية نموذجًا ملهمًا للاعبين المعتزلين الذين يبحثون عن طرق مميزة لخدمة مجتمعاتهم والمشاركة في أنشطة ذات مغزى.
هذه التجربة تعكس روح الالتزام والرغبة في الاستمرار في تقديم الإسهامات القيمة حتى بعد الابتعاد عن الأضواء الرياضية.
بهذا القرار، يؤكد فلوران مالودا أن حياة اللاعبين بعد الاعتزال ليست محصورة في إطار محدد، بل يمكن أن تتخذ مسارات غير تقليدية تعكس شخصياتهم وقيمهم.
ويظل ارتباط مالودا بمسقط رأسه في غويانا الفرنسية شاهدًا على ولائه لجذوره وسعيه الدائم لخدمة المجتمع بطرق مبتكرة ومؤثرة.