الأردن – السابعة الاخبارية
نداء شرارة، عادت الفنانة الأردنية نداء شرارة لتتصدر محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، بعد تداول مقطع فيديو قديم لها من مقابلة تلفزيونية تعود إلى نحو ثماني سنوات. المقطع الذي تحدثت فيه عن رأيها في الغناء وحُرمته أثار جدلًا واسعًا بين الجمهور، وأعاد الجدل القديم حول العلاقة بين الفن والدين إلى الواجهة من جديد، لكن نداء تعاملت مع الأمر بهدوء وثقة، معتبرة أن إعادة تداول الفيديو جاء في مصلحة ألبومها الجديد الذي تستعد لطرحه قريبًا.
نداء شرارة.. قصة الفيديو القديم
المقطع الذي انتشر على نطاق واسع أظهر نداء شرارة وهي تتحدث بعفوية عن موقفها من مسألة تحريم الغناء، قائلة:
“عادي ما عندي مشكلة لو الغناء حرام، عندي كثير أشياء تشفعلي عند رب العالمين، وأنا ما بحلل الغناء. ما بحثت عن الموضوع، بس إذا الغناء حرام ربنا ليه يعطيني صوت؟ وإذا كان حرام ما عندي مشكلة، وقفتي مع أهلي بتشفعلي”.
ورغم أن الفيديو يعود إلى مقابلة تلفزيونية قديمة، إلا أن تداوله هذه الأيام فجّر موجة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد لصدقها وعفويتها، ومعارض اعتبر كلامها غير مناسب لفنانة محجبة.
نداء شرارة ترد على الجدل
ردّ فعل نداء على انتشار الفيديو جاء سريعًا عبر صفحتها الرسمية في منصة “إنستغرام”، حيث كتبت منشورًا مطولًا قالت فيه إن المقطع قديم جدًا، يعود إلى ثماني سنوات مضت، وإنها كانت تتحدث فيه بعفوية دون أن تتوقع أن يُعاد تداوله بعد كل هذه المدة.
وقالت شرارة في منشورها:
“ظهر أخيراً فيديو قديم لي منذ ثماني سنوات، قلت فيه بعفوية عادي ما عندي مشكلة لو الغناء حرام، عندي كثير أشياء تشفعلي عند رب العالمين، وأنا ما بحلل الغناء… المقطع قديم من مقابلة قبل 8 سنوات، وكان حجابي وقتها محور لجذب المشاهدات. لما شفت الفيديو قلت: ما أحلاكي يا نداء ما تغيرتي”.
وأكدت نداء أنها لا ترى في انتشار الفيديو أمرًا سلبيًا، بل تعتبره دعاية غير مقصودة لألبومها الجديد. وأضافت:
“اليومين دول طالع ترند بسبب تصريح قديم، لكني تعودت إن شغلي يحكي عني من غير ما حد يكتب رغم التهميش الإعلامي. يمكن صدفة ويمكن مش صدفة، بس أشكركم لأنكم اختصرتم عليّ دعاية الألبوم”.
نداء شرارة: بين الإيمان بالفن والالتزام الشخصي
منذ ظهورها في برنامج “ذا فويس” عام 2015 وحصولها على اللقب ضمن فريق شيرين عبد الوهاب، لفتت نداء الأنظار بموهبتها القوية وصوتها الدافئ، إلى جانب تمسكها بحجابها الذي شكّل حالة فنية مميزة في العالم العربي.
ولطالما أكدت في لقاءاتها أن الفن بالنسبة لها رسالة إنسانية قبل أن يكون مهنة، وأنها لا ترى تعارضًا بين الالتزام الديني والغناء ما دام يحمل مضمونًا راقيًا. في تصريحات سابقة، قالت إنها تؤمن بأن الله منحها موهبة الصوت لتستخدمها في الخير ولتصل بها إلى قلوب الناس، وليس لتثير الجدل.
ألبومها الجديد “أسف لمين”
بالتزامن مع انتشار الفيديو القديم، كشفت نداء شرارة عن تفاصيل ألبومها الغنائي الجديد “أسف لمين”، الذي تستعد لإطلاقه قريبًا بعد غياب نسبي عن الساحة الفنية. وأوضحت أن الألبوم يضم مجموعة من الأغاني التي تعبّر عن مراحل مختلفة من حياتها وتجاربها الشخصية.
يتضمن الألبوم عشر أغنيات هي:
- أسف لمين
- عيش هتعرف
- أنا فرصة
- الأيام مرعبة
- في البداية
- عدى وقت
- لو حتى عني بعيد
- بدون أسباب
- نفسي أقلك
- أتدري
وعن الألبوم، قالت نداء:
“هتسمعوا ألبوم من القلب، مليان مشاعر وأغاني هتلاقوا فيها نفسكم. عشر سنوات بالفن، أرى نفسي جميلة القلب والقالب، فخورة باسمي وباجتهادي وأخلاقي”.
وأضافت أن الألبوم يحمل تنوعًا موسيقيًا كبيرًا، يجمع بين الطابع الرومانسي والإنساني والاجتماعي، في محاولة لتقديم صورة أكثر نضجًا عن تجربتها الفنية.
“الترند” الذي خدم الألبوم
من اللافت أن نداء لم تعتبر تصدرها “الترند” أمرًا سلبيًا كما يفعل كثير من الفنانين، بل رأت فيه فرصة إيجابية للترويج لأعمالها الجديدة. كتبت في منشورها:
“اللي خلاني أرد هو تزامن نشر الفيديو مع موعد ألبومي الجديد. يمكن صدفة ويمكن مش صدفة، بس أشكركم لأنكم اختصرتم عليّ دعاية الألبوم”.
هذا الموقف يعكس ذكاءها في التعامل مع الجدل بطريقة إيجابية، وتحويل أزمة محتملة إلى مساحة ترويج ودعاية مجانية، وهو ما أثار إعجاب جمهورها ومتابعيها الذين أثنوا على هدوئها وثقتها بنفسها.
بين الفن والدين: جدل لا ينتهي
أعادت تصريحات نداء شرارة الجدل الأزلي حول العلاقة بين الفن والدين، خصوصًا عندما يكون الفنان متدينًا أو محجبة. فالكثير من الجمهور العربي لا يزال يتعامل مع الغناء بوصفه سلوكًا مثيرًا للشبهات الدينية، رغم وجود عشرات الأصوات الفنية التي تحاول التوفيق بين الالتزام والموهبة.
نداء شرارة، بموقفها الهادئ وتصريحاتها المتزنة، تبدو واحدة من الأصوات القليلة التي استطاعت أن تفرض نفسها فنيًا رغم هذه الحساسية. فهي لم تتنازل عن مبادئها، ولم تسعَ لإثارة الجدل الديني، بل تركت أعمالها تتحدث عنها، معتبرة أن “الفن مرحلة عابرة، وما يبقى هو الذكرى الجميلة”، كما قالت.
نداء شرارة ومسيرتها الفنية
نداء شرارة من الأصوات العربية التي أثبتت حضورها على الساحة رغم التحديات. فازت في برنامج “ذا فويس” عام 2015 بعد أداء مميز جعل شيرين عبد الوهاب تحتضنها وتدعمها، لتبدأ بعدها مشوارًا فنيًا متوازنًا بعيدًا عن الصخب الإعلامي.
قدمت نداء عدة أغنيات ناجحة منها: “بعدو عطرك”، “سما عالية”، “قالهالي”، و”حبيتك بالتلاتة”، وتميزت بصوتها العذب وقدرتها على الجمع بين الإحساس القوي والكلمة الراقية. كما شاركت في عدد من المهرجانات العربية وقدمت حفلات في الأردن ومصر والخليج، وحصدت جوائز تقديرية عدة.
تعامل الجمهور مع الجدل
رغم اختلاف الآراء حول تصريحاتها القديمة، إلا أن غالبية الجمهور أبدت احترامها لشخص نداء شرارة، معتبرين أن حديثها قبل ثماني سنوات كان عفويًا وصادقًا ولا يستحق الهجوم. وكتب كثيرون عبر المنصات تعليقًا موحدًا:
“نداء صوت جميل وأخلاقها أروع، واللي بيتصيد كلامها القديم ما شاف إنها ما تغيرت ولا بدلت”.
بينما رأى آخرون أن المقطع يعبّر عن حيرة إنسانية طبيعية بين الإيمان والواقع، ولا ينبغي تضخيمه. وفي المقابل، وجّه بعض المتشددين انتقاداتها، لكن نداء لم تنجر إلى سجالات، واكتفت بالردّ الهادئ المعتاد.
ختام
في النهاية، أثبتت نداء شرارة أنها قادرة على تحويل أي جدل إلى فرصة. فبينما انشغل البعض بتأويل تصريحاتها القديمة، كانت هي تواصل التحضير لألبومها الجديد بثقة وهدوء. وبذكاء فني ووعي إعلامي، استطاعت أن توظّف “ترند الفيديو القديم” لصالحها، مؤكدة أن الفنان الحقيقي هو من يجعل عمله يتحدث عنه، لا الجدل حوله.
وهكذا، تحوّل مقطع عمره ثماني سنوات إلى حملة دعائية مجانية لألبوم جديد يحمل اسمًا رمزيًا هو “أسف لمين”، وكأنه رسالة ضمنية لكل من حاول محاسبتها على كلمات عفوية قديمة. نداء شرارة، كما قالت بنفسها، “ما تغيّرت”، بل ما زالت تُغنّي من القلب، وتثبت أن الفن الحقيقي لا يحتاج سوى الصدق ليصل إلى الناس.