سوريا – السابعة الاخبارية
نقيب الفنانين، أثارت أخبار متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا موجة من الجدل خلال الأيام الأخيرة، بعدما زعمت بعض الصفحات أن نقابة الفنانين السوريين يرئاسة مازن الناظور نقيب الفنانين أصدرت قرارًا رسميًا يقضي بمنع ظهور الفنانة سلاف فواخرجي في الإعلام المحلي، ومنع عرض أعمالها على الشاشات السورية.
الخبر انتشر بسرعة كبيرة، مستفيدًا من حالة الانقسام التي يعيشها الوسط الفني السوري بين مؤيدين ومعارضين لمواقف الفنانين في السنوات الأخيرة، ما دفع نقيب الفنانين السوريين مازن الناطور إلى الخروج بتوضيح رسمي لحسم الجدل ووقف تداول الشائعات.
نقيب الفنانين ينفي بشكل قاطع
في تصريحات خاصة نقلتها وسائل إعلام فنية، نفى مازن الناطور بشكل قاطع صدور أي قرار من نقابة الفنانين يمنع عرض أعمال سلاف فواخرجي أو ظهورها في الإعلام السوري.
وأوضح أن هذه الأنباء عارية تمامًا من الصحة، وأن النقابة لم تصدر أي قرار بهذا المضمون، مشيرًا إلى أن ما تم تداوله هو تكرار لشائعات قديمة سبق تداولها في فترات سابقة.
وأضاف الناطور أن القرار الوحيد الذي صدر بالفعل يتعلق بشطب اسم سلاف فواخرجي من عضوية النقابة، مؤكدًا أن ذلك تم بناءً على لوائح العمل الداخلي للنقابة، بعد “خروجها عن أهدافها” وفق تعبيره.
توضيح حول شطب العضوية
أوضح نقيب الفنانين أن شطب العضوية لا يعني بالضرورة المنع من الظهور الإعلامي أو الفني، بل هو إجراء نقابي إداري بحت، لا يمتد أثره إلى نطاق البث أو العرض الفني.
وقال الناطور إن النقابة لا تمتلك صلاحيات منع الأعمال الفنية التي تُعرض داخل سوريا أو خارجها، إذ إن هذا القرار من اختصاص جهات إنتاجية وإعلامية أخرى، وليس من صلاحيات النقابة نفسها.
وأكد أن النقابة، رغم ما يصدر عنها من قرارات انضباطية، لا تسعى إلى “محاصرة الفنانين أو تقييد إبداعهم”، بل تعمل على تنظيم المهنة وحماية حقوق أعضائها، مضيفًا أن النقابة تبقى مظلة لكل فنان يلتزم بلوائحها ويشارك في نشاطها النقابي.
سلاف فواخرجي بين القاهرة والكويت
في المقابل، تواصل الفنانة سلاف فواخرجي نشاطها الفني والثقافي خارج سوريا، بعد أن استقرت منذ مطلع العام الحالي في العاصمة المصرية القاهرة، حيث تشارك في عدد من الفعاليات الفنية والثقافية.
وكانت فواخرجي قد لفتت الأنظار مؤخرًا بمشاركتها في احتفالية كبيرة أقيمت في دار الأوبرا المصرية بمناسبة الكشف عن تمثال الفنانة الراحلة أسمهان، وهي فعالية شهدت حضورًا فنيًا وثقافيًا واسعًا، وأعيد خلالها أيضًا عرض تمثال الموسيقار الكبير فريد الأطرش بعد ترميمه.
ظهور سلاف فواخرجي في هذا الحدث حظي بتغطية إعلامية لافتة، خاصة أنها ألقت كلمة قصيرة عبّرت فيها عن فخرها بالمشاركة في حدث يكرّم رموز الغناء العربي الأصيل، مؤكدة أن الفن العربي “أكبر من الحدود الجغرافية والسياسية”.
محطة جديدة في مسيرتها السينمائية
لم تكتفِ فواخرجي بالفعاليات الثقافية، بل استمرت في الترويج لأحدث أعمالها السينمائية، وهو فيلم “سلمى”، الذي بدأ عرضه مؤخرًا في دولة الكويت ضمن سلسلة عروض خاصة في صالات سينما سينسكيب.
وقد شاركت الفنانة جمهورها عبر خاصية “الستوري” على حسابها الرسمي في منصة “إنستغرام”، بنشر بوستر الفيلم مع تعليق مقتضب قالت فيه: “سلمى.. يُعرض في الكويت على شاشات سينسكيب”.
الفيلم، الذي يندرج ضمن الدراما الاجتماعية، يمثل محطة مهمة في مسيرة سلاف فواخرجي كممثلة ومخرجة، إذ يتناول قضايا المرأة العربية من زاوية إنسانية بعيدة عن الخطاب التقليدي، ويركّز على الصراع بين الذات والواقع في مجتمعات تبحث عن التوازن بين الأصالة والحداثة.
من شاشات دمشق إلى عواصم العالم العربي
سلاف فواخرجي تُعد من أبرز الفنانات السوريات اللواتي تمكنّ من تجاوز الحدود المحلية إلى فضاء عربي أوسع.
منذ انطلاقتها في نهاية التسعينيات، قدمت أعمالًا درامية تركت بصمة واضحة في وجدان الجمهور العربي، مثل “الحسناء والعندليب”، و”أسمهان”، و”كليوباترا”، و”بانتظار الياسمين”.
ومع انتقالها مؤخرًا إلى القاهرة، تبدو فواخرجي وكأنها تفتح فصلًا جديدًا من مسيرتها، يعتمد على الحضور الإقليمي بدل المحلي، ويمنحها مساحة أكبر للتجديد الفني بعيدًا عن القيود الإدارية والسياسية التي ترافق المشهد الفني السوري في السنوات الأخيرة.
خلفيات الشائعات
تأتي الشائعات حول منع سلاف فواخرجي من الظهور في سوريا في سياق حالة التوتر القديمة التي صاحبت قرارات نقابة الفنانين السوريين في الأعوام الماضية، حين اتخذت قرارات مماثلة بحق عدد من الفنانين بسبب مواقفهم أو إقامتهم خارج البلاد.
هذا الواقع جعل الكثير من الجمهور يصدّق بسرعة أي خبر يتعلق بإجراءات المنع أو الفصل، خاصة في ظل غياب بيانات رسمية فورية من النقابة، ما يسمح للشائعات بالانتشار على نطاق واسع.
ويرى مراقبون أن هذه الشائعات غالبًا ما تُستغل لإثارة الجدل أو لربط الأحداث الفنية بمواقف سياسية، خصوصًا حين يتعلق الأمر بفنانين ذوي حضور عربي واسع مثل فواخرجي.
موقف سلاف فواخرجي من النقابة
حتى الآن، لم تُصدر الفنانة سلاف فواخرجي أي تعليق مباشر على تصريحات النقيب مازن الناطور، كما لم تتحدث عن مسألة شطب اسمها من النقابة أو نفي المنع.
لكن متابعيها لاحظوا في منشوراتها الأخيرة على “إنستغرام” تركيزها على أعمالها الفنية الجديدة والأنشطة الثقافية التي تشارك فيها، ما فُسّر على أنه تجاهل متعمّد للشائعات ورغبة في إبقاء تركيزها على الفن فقط.
من المعروف عن سلاف فواخرجي أنها تتجنب الدخول في سجالات علنية مع المؤسسات الرسمية، مفضّلة الرد العملي من خلال عملها وحضورها المستمر في المهرجانات والفعاليات.
علاقة فواخرجي بالجمهور السوري
رغم غيابها عن الدراما السورية في الفترة الأخيرة، إلا أن سلاف فواخرجي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة داخل سوريا، بفضل تاريخها الطويل في المسلسلات الوطنية التي تناولت قضايا المجتمع السوري.
ويعتبرها كثير من النقاد من رموز “الدراما الذهبية” التي ازدهرت في العقدين الماضيين، حين كانت المسلسلات السورية تحظى بجماهيرية عربية واسعة.
كما يرى محبوها أن خروجها من سوريا لا يقلل من انتمائها الفني، بل يفتح أمامها آفاقًا جديدة للتعبير عن نفسها بحرية أكبر.
مازن الناطور: من فنان إلى نقيب
تولي الفنان مازن الناطور منصب نقيب الفنانين السوريين شكّل محطة جديدة في مسيرته، إذ انتقل من الشاشة إلى موقع المسؤولية النقابية، وهو ما وضعه في مواجهة مباشرة مع قضايا الوسط الفني.
الناطور أكد مرارًا أن مهمته الأساسية هي حماية الفنانين السوريين وضمان بيئة مهنية عادلة، بعيدًا عن التجاذبات السياسية أو الشخصية.
تصريحه الأخير حول سلاف فواخرجي يعكس رغبته في إرساء نهج أكثر شفافية في التعامل مع الأخبار والشائعات، خصوصًا في ظل الانتشار السريع للمعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي.
الفن السوري بين التحديات والتجديد
الجدل الذي رافق قصة فواخرجي ليس مجرد حالة فردية، بل يعكس أجواء المشهد الفني السوري الذي يعيش منذ سنوات حالة إعادة تشكيل مستمرة.
الكثير من الفنانين اضطروا إلى العمل في الخارج بسبب الظروف الاقتصادية أو الإدارية، فيما يحاول الجيل الجديد إثبات نفسه داخل البلاد بإمكانات محدودة.
ورغم هذه التحديات، تبقى الدراما السورية أحد أبرز المكونات الثقافية في العالم العربي، لما تحمله من أصالة فنية وواقعية اجتماعية.
في هذا السياق، يُنظر إلى حضور سلاف فواخرجي المستمر في المهرجانات العربية كامتداد طبيعي للدور الذي لعبته الدراما السورية تاريخيًا في رفد الثقافة العربية بالعمق الإنساني والجمال الفني.
خلاصة المشهد
يمكن القول إن تصريحات مازن الناطور جاءت لتضع حدًا واضحًا لشائعات منع أعمال سلاف فواخرجي، ولتؤكد أن الخلافات الإدارية لا يجب أن تُترجم إلى قرارات تقيّد الإبداع أو تحرم الجمهور من مشاهدة فنه.
أما سلاف فواخرجي، فتبدو ماضية في مسيرتها بخطى واثقة، متنقلة بين العواصم العربية، محافظة على حضورها، ومستمرة في تقديم مشاريع فنية تحمل رسائل إنسانية وثقافية.
وبين نفي النقابة وصمت الفنانة، يبقى الأكيد أن الفن السوري لا يزال حاضرًا وقادرًا على تجاوز الانقسامات، بفضل رموزه الذين لا يتوقفون عن الإبداع رغم كل العقبات.