أمريكا – السابعة الإخبارية
أسدل النجم الأمريكي جون سينا الستار على واحدة من أطول وأنجح المسيرات في تاريخ المصارعة الحرة، معلنًا اعتزاله الرسمي بعد 23 عامًا من الحضور المتواصل داخل حلبات WWE، في مشهد مؤثر طغت عليه الدموع وتصفيق الجماهير، ليودّع أحد أبرز الرموز التي شكّلت ملامح اللعبة في العصر الحديث.
وجاء الوداع خلال عرض «ليلة السبت – الحدث الرئيسي» الذي أُقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث خاض سينا نزاله الأخير أمام المصارع النمساوي غونثر، وانتهى بخسارته المواجهة، في مباراة حملت طابعًا رمزيًا أكثر من كونها تنافسية، نظرًا لما تمثله من محطة ختامية لمسيرة حافلة بالإنجازات.

لحظة الوداع.. دموع وتصفيق
عقب نهاية النزال، توجه جون سينا إلى وسط الحلبة، ووضع ربطاته وحذاءه فوق الأرضية، في إشارة تقليدية تعلن نهاية مشوار المصارع داخل الحلبة. بدا التأثر واضحًا على ملامحه، وهو يحاول حبس دموعه أمام آلاف الجماهير التي وقفت لتحيته، قبل أن يغادر الحلبة متجهًا إلى غرفته وسط هتافات التقدير والاحترام.
وكان سينا قد مهّد لهذا القرار منذ فترة، عندما ألمح في أكثر من مناسبة إلى قرب نهاية مسيرته، مؤكدًا رغبته في إنهاء مشواره بطريقة تليق بتاريخه، دون انتظار التراجع البدني أو فقدان القدرة على تقديم المستوى الذي اعتاد عليه الجمهور.
مسيرة لا تُنسى داخل الحلبة
يُعد جون سينا، البالغ من العمر 48 عامًا، واحدًا من أعظم المصارعين في تاريخ WWE على الإطلاق، بعدما حقق رقمًا قياسيًا بالفوز ببطولة العالم 17 مرة، متجاوزًا أسماءً أسطورية وراسخًا اسمه في سجلات اللعبة كأكثر الأبطال تتويجًا.
وخلال مسيرته، تحوّل سينا إلى رمز ثقافي يتجاوز حدود المصارعة، بفضل شخصيته الكاريزمية وشعاره الشهير «You Can’t See Me»، إضافة إلى قدرته على المزج بين القوة البدنية والحضور الجماهيري اللافت، ما جعله الوجه الأبرز للشركة لسنوات طويلة.
وشارك سينا في عدد لا يُحصى من النزالات التاريخية والعروض الكبرى، وكان عنصرًا أساسيًا في نجاح WWE عالميًا، سواء من خلال المواجهات الفردية أو السيناريوهات الدرامية التي جذبت ملايين المشاهدين حول العالم.
من الحلبة إلى الشاشة الكبيرة
في السنوات الأخيرة، بدأ جون سينا بتوجيه تركيزه نحو عالم السينما، حيث نجح في بناء مسيرة فنية موازية، شارك خلالها في عدد من الأفلام الناجحة، خاصة في أفلام الأكشن والكوميديا، ما ساهم في توسيع قاعدته الجماهيرية خارج إطار المصارعة الحرة.
هذا التحول الذكي منح سينا حضورًا عالميًا جديدًا، ورسّخ صورته كنجم متعدد المواهب، قادر على النجاح داخل الحلبة وخارجها، وهو ما انعكس بشكل مباشر على وضعه المالي ومكانته في صناعة الترفيه.

ثروة ضخمة حصاد سنوات النجاح
بفضل مسيرته الطويلة وإنجازاته المتنوعة، قُدّرت صافي ثروة جون سينا حاليًا بنحو 80 مليون دولار، جمعها من مشاركاته في WWE، وأدواره السينمائية، إضافة إلى عقود الرعاية والإعلانات التي أبرمها على مدار السنوات الماضية.
ويُعد سينا من أكثر المصارعين الذين نجحوا في استثمار شهرتهم وتحويلها إلى مصدر دخل مستدام، ما جعله نموذجًا يُحتذى به داخل أروقة المصارعة الحرة وخارجها.
علاقة مستمرة مع WWE
ورغم اعتزاله النزالات، لن تنقطع علاقة جون سينا بعالم المصارعة، إذ سيواصل ارتباطه بشركة WWE من خلال دور جديد كسفير رسمي لها، يساهم من خلاله في دعم المواهب الصاعدة وإلهام الأجيال الجديدة من المصارعين.
ويمثل هذا الدور امتدادًا طبيعيًا لمسيرته، حيث سيظل اسمه حاضرًا في المشهد، حتى بعد ابتعاده عن المنافسة المباشرة، مؤكدًا أن تأثيره في عالم المصارعة لن يتوقف عند حدود الحلبة.
نهاية مشرفة لأسطورة خالدة
برحيل جون سينا عن الحلبة، تُطوى صفحة ذهبية من تاريخ WWE، لكن إرثه سيبقى حيًا في ذاكرة الجماهير، كنجم صنع الفارق، وترك بصمة لا تُمحى في واحدة من أكثر الرياضات الترفيهية شعبية في العالم.
