إيطاليا – السابعة الإخبارية
سان سيرو..في خطوة تُعد تاريخية بكل المقاييس، كشفت تقارير صحفية إيطالية عن موافقة بلدية مدينة ميلان رسميًا على بيع ملعب سان سيرو الشهير إلى ناديي إي سي ميلان وإنتر ميلان، ما يمهّد الطريق نحو هدم الملعب الأسطوري وإعادة بنائه من جديد على طراز حديث وبسعة جماهيرية أكبر.
وبحسب ما أوردته شبكة “سكاي سبورتس”، فإن مجلس مدينة ميلان صوت بالموافقة على الصفقة، حيث أيّد القرار 24 عضوًا، بينما اعترض عليه 20 آخرون، ليتم تمرير الاتفاق الذي طال انتظاره بعد سنوات من الجدل بين الجهات الحكومية وإدارات الناديين.
تفاصيل الصفقة: 197 مليون يورو لشراء “الكاتدرائية”
وفقًا للشبكة، فقد بلغت قيمة صفقة شراء ملعب سان سيرو من قبل الناديين 197 مليون يورو، وهو ما يمثل الاستثمار الأول في خطة أكبر لإعادة إحياء ملعب يعد من بين الأيقونات المعمارية في تاريخ كرة القدم الأوروبية والعالمية.
الصفقة تمنح ناديي ميلان وإنتر الملكية الكاملة للملعب، وهو ما سيسمح لهما بالمضي قدمًا في تنفيذ مشروع هدم سان سيرو القديم وبناء ملعب حديث يُتوقع أن يكون جاهزًا بحلول عام 2031، بسعة تصل إلى 71,500 مقعد.

استثمار ضخم: تكلفة المشروع تصل إلى 1.2 مليار يورو
ذكرت “سكاي سبورتس” أن خطة إعادة بناء ملعب جديد على أنقاض سان سيرو ستكلف الناديين حوالي 1.2 مليار يورو، في إطار مشروع استثماري ضخم يهدف إلى تحديث البنية التحتية الرياضية في المدينة، ورفع مستوى التجربة الجماهيرية، وزيادة عوائد الأندية من حقوق البث والتسويق والرعاية.
ويأتي هذا المشروع في إطار رغبة ميلان وإنتر في امتلاك ملعب خاص بهما، بعدما كان سان سيرو مملوكًا لبلدية المدينة ويتم تقاسمه بين الناديين منذ عقود، وهو ما كان يحدّ من قدرتهما على تطوير الملعب وتحقيق عوائد تجارية أكبر.
ملعب سان سيرو.. أيقونة تودع الملاعب
ويُعد ملعب سان سيرو، المعروف أيضًا باسم “جوزيبي مياتزا”، واحدًا من أشهر الملاعب في العالم، حيث تم افتتاحه عام 1926، وشهد على مدار ما يقرب من قرن من الزمان لحظات تاريخية حافلة، من بينها:
استضافة مباريات نهائية لدوري أبطال أوروبا
مباريات كأس العالم 1990
كلاسيكيات ديربي الغضب بين ميلان وإنتر
لحظات تألق نجوم مثل باولو مالديني، رونالدو، زلاتان، وباريزي وغيرهم
ويمثل قرار هدم الملعب نهاية فصل أسطوري من تاريخ كرة القدم الإيطالية، وبداية مرحلة جديدة تحمل آمالًا بمزيد من التقدم والبنية التحتية العصرية.
لماذا الآن؟ أسباب القرار وإرهاصاته
لطالما واجهت فكرة تجديد أو هدم سان سيرو رفضًا واسعًا من قطاعات في المجتمع الإيطالي، ومشجعي الناديين، نظرًا للقيمة التاريخية والمعنوية للملعب. غير أن العوامل الاقتصادية والرياضية فرضت نفسها في نهاية المطاف.
من أبرز الأسباب التي دفعت باتجاه هذه الخطوة:
تقييد الملكية: كون الملعب مملوكًا للبلدية كان يحدّ من قدرة الأندية على تطويره أو استخدامه كمصدر دخل مستقل.
البنية التحتية المتقادمة: رغم التجديدات التي أُجريت على سان سيرو، إلا أنه لم يعد يواكب الملاعب الأوروبية الحديثة من حيث التجهيزات والتقنيات.
الدوافع الاستثمارية: الأندية الأوروبية الكبرى باتت تعتمد بشكل كبير على ملاعبها كمصادر دخل رئيسية، وهو ما يسعى إليه ميلان وإنتر.

ما الذي سيحدث بعد البيع؟
مع اكتمال عملية البيع، من المتوقع أن تبدأ الأندية في:
إعداد التصاميم النهائية للملعب الجديد
الحصول على التصاريح اللازمة للبناء والهدم
تأمين التمويل الكامل للمشروع من مستثمرين وشركاء تجاريين
ومن المرجح أن يستمر استخدام ملعب سان سيرو الحالي خلال السنوات القليلة المقبلة حتى يتم البدء فعليًا بعملية الهدم والبناء، مع احتمالية إقامة بعض المباريات في ملاعب بديلة خلال فترة التنفيذ.
مستقبل واعد.. وماضٍ لا يُنسى
رغم الحزن الذي يُخيّم على الكثير من عشاق كرة القدم الإيطالية بسبب قرب وداع “الكاتدرائية”، فإن القرار يمثل أيضًا انطلاقة جديدة لميلان وإنتر نحو مستقبل أكثر استقرارًا من الناحية المالية والرياضية.
ويمثل الملعب الجديد، متى ما اكتمل بناؤه، رمزًا لتجديد الحلم الإيطالي، وربما يشكل نموذجًا يحتذى به في باقي المدن الإيطالية التي تحتاج إلى تحديث بنيتها الرياضية.
خاتمة: بين الحنين والتطور
مع موافقة بلدية ميلان على بيع سان سيرو، تدخل كرة القدم الإيطالية مرحلة جديدة، تتوازن فيها مشاعر الحنين إلى الماضي المجيد مع الطموح نحو مستقبل أكثر تطورًا. سيبقى سان سيرو في الذاكرة، لكن الملعب القادم قد يكون بداية لعصر ذهبي جديد في مدينة عاشقة لكرة القدم.
