لبنان – السابعة الاخبارية
نيشان، فُجع الإعلامي اللبناني نيشان ديرهاروتيونيان بوفاة زوج شقيقته سعيد بخيت، بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث أعلن الخبر عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بكلمات مؤثرة عكست حجم الألم الذي يعيشه بعد هذا الفقد المفجع.
الرحيل الذي خيّم على عائلة نيشان لم يكن مجرد خبر وفاة عادي، بل كان لحظة حزينة في حياة إعلامي لطالما شارك جمهوره مشاعره الإنسانية العميقة، وكان صريحًا في التعبير عن لحظات الضعف والفقد، كما كان جريئًا في مواقف الرأي والطرح الإعلامي.
نيشان يوجه رسالة حزينة من القلب
في منشور عبر حسابه الرسمي على إنستغرام، نعى نيشان صهره الراحل بكلمات حملت الكثير من الألم والحب والامتنان. كتب يقول:
“فقدتُ اليوم زوج أختي، صهري سعيد بخيت، أخي وصديقي وحبيب أسرتنا… السّرطان سَرَقَهُ مِنّا. الحياة قصيرة… البقاء لله.”
بهذه العبارات المختصرة، عبّر نيشان عن عمق العلاقة التي كانت تربطه بالراحل، مشيرًا إلى أن الفقيد لم يكن مجرد صهر، بل كان بمثابة أخٍ حقيقي، وصديقٍ مقرّب، وعضوٍ محبوب من أفراد العائلة.
تفاعل واسع وتعاطف إنساني
الموجة الحزينة التي رافقت منشور نيشان انعكست في التعليقات التي انهالت على صفحته، حيث عبّر عدد كبير من النجوم والإعلاميين والجمهور عن تعازيهم الحارة، مؤكدين تضامنهم معه في هذه اللحظات الصعبة.
وشارك كثيرون في التعبير عن مدى قسوة مرض السرطان الذي خطف الراحل، في حين دعا آخرون للفقيد بالرحمة والمغفرة، ولعائلته بالصبر والسلوان. وكأن رحيل سعيد بخيت لم يكن وجع نيشان وحده، بل أصبح ألمًا مشتركًا بينه وبين متابعيه.
موعد التشييع وتفاصيل العزاء
بكل احترام وخصوصية، أعلنت عائلة الفقيد تفاصيل مراسم التشييع وتقبّل العزاء، والتي تقرر أن تُقام في كنيسة مار إلياس للروم الملكيين الكاثوليك في لبنان، حيث سيُشيّع جثمان الراحل في الساعة الثالثة عصر اليوم الثلاثاء.
أما تقبّل التعازي، فسيكون كما يلي:
- قبل الدفن: ابتداءً من الساعة 11 صباحًا وحتى وقت الجنازة.
- بعد الدفن: من الساعة 4 عصرًا حتى 6 مساءً.
- اليوم التالي (الأربعاء): من الساعة 2 بعد الظهر حتى 6 مساءً في صالون الكنيسة.
بهذا التنظيم الهادئ، توجّه العائلة رسالة شكر ضمنية لكل من ساندهم في مصابهم الأليم، وفتحت الباب أمام من يريدون مشاركة نيشان وأسرته لحظات الوداع الأخيرة للفقيد.
محطات إنسانية في حياة نيشان
ليس من الغريب أن يعيش نيشان هذه اللحظة من الحزن علنًا. فالإعلامي المعروف بأسلوبه الصريح وقربه من الناس، لم يكن يومًا بعيدًا عن مشاركة محبيه كل تفصيل من تفاصيل حياته، سواء المهنية أو الشخصية.
وتاريخ نيشان مليء بالمواقف الإنسانية التي وقف فيها إلى جانب عائلته وأصدقائه في الأزمات، كما لم يتوانَ يومًا عن التعبير عن حزنه أو حزنه بفقدان شخص عزيز. وهذا ما فعله أيضًا في حادثة سابقة حين ودّع صديقه الإعلامي الفرنسي الشهير تييري أرديسون.
تييري أرديسون: صديق آخر خطفه المرض
قبل أشهر فقط، وتحديدًا في يوليو/ تموز الماضي، كان نيشان قد عاش لحظة فقد أخرى حين توفي صديقه الإعلامي تييري أرديسون، بعد صراع طويل مع سرطان الكبد. وفي رسالة وداع مؤثرة، كتب نيشان آنذاك:
“اليوم توفي صديقي الإعلامي تييري أرديسون عن عمر 75 عامًا بعد صراعه مع سرطان الكبد، مِن أشهر مقدّمي الشاشة.”
وتابع باسترجاع ذكرياته معه قائلًا:
“أتذكر ذكرياتنا معًا، ففي 2005 سافرنا إلى باريس برفقة المنتجة الصديقة پيري كوشان مع المخرج الصديق باسم كريستو، والمُعدّ طوني سمعان، والمبدع فادي رعيدي.”
ثم أشار إلى لحظة خاصة في مسيرته الإعلامية، حيث تابع تسجيل حلقة من برنامج Tout Le Monde En Parle في فرنسا، واقترح بعدها تقديم النسخة العربية منه تحت عنوان “شاكو ماكو”، الذي تحول لاحقًا إلى واحد من البرامج الناجحة في المنطقة.
السرطان… العدو الخفي
لم يكن الحزن الذي عبّر عنه نيشان مجرد فقد لشخص عزيز، بل كان أيضًا رسالة ضمنية عن قسوة مرض السرطان، الذي أصبح شبحًا يهدد الملايين حول العالم. بكلماته المختصرة “السرطان سرقه منّا”، سلّط نيشان الضوء على هذا العدو الخفي الذي لا يرحم، وذكّر الجميع بضرورة تقدير الوقت والحياة.
في عالمٍ يركض بسرعة، وفي خضم الانشغالات اليومية، تأتي لحظات الفقد لتُعيد ترتيب الأولويات، وتدفع الإنسان للتفكير في العلاقات، في الوقت الضائع، وفي الحب الذي ربما لم يُقل بما يكفي.
دعم من الوسط الإعلامي والفني
كعادته، حظي نيشان بدعم واسع من زملائه في الوسط الإعلامي والفني. فالكثير من الشخصيات العامة التي تعاونت معه أو جمعته بها صداقة طويلة، حرصت على تقديم العزاء إما عبر تعليقاتهم على منشوره، أو من خلال رسائل خاصة، أو اتصالات هاتفية.
هذا التضامن ليس مفاجئًا، فنيشان يُعد واحدًا من أكثر الإعلاميين احترامًا في العالم العربي، بفضل نزاهته وصدقه المهني، إلى جانب إنسانيته التي لا تفارقه في التعامل مع الآخرين.
بين الحزن والإصرار: نيشان دائمًا حاضر
ورغم لحظات الفقد التي عاشها مؤخرًا، لا يزال نيشان حاضرًا بقوة في المشهد الإعلامي، حيث يواصل تقديم برامجه وحواراته بأسلوبه المميز، ما يجعله من الأسماء التي يحتفظ لها الجمهور بمكانة خاصة.
فهو لا يكتفي بلعب دور المحاور، بل يسعى دائمًا إلى أن يكون جسرًا بين المشاهدين والضيف، وأن يطرح الأسئلة التي تلامس العقل والقلب معًا. ووسط كل ذلك، لا يتردد في أن يكون إنسانًا قبل أن يكون إعلاميًا.
الحياة أقصر مما نظن
تجربة نيشان مع فقد صهره، وبعدها صديقه تييري أرديسون، تأتي كتذكير مؤلم لنا جميعًا بأن الحياة قصيرة، كما كتب هو نفسه. وأن الحب، والوفاء، والوقت الذي نقضيه مع من نحب، أهم بكثير من كل الركض وراء الإنجاز أو النجاح.
وفي هذا السياق، يبقى نيشان نموذجًا لإنسان يعيش مشاعره بكل صدق، يواجه حزنه بقوة، ويشارك جمهوره لحظاته الصعبة دون تصنّع. وفي كل منشور أو رسالة، يؤكد أن الإعلام ليس مجرد منصة للعرض، بل مساحة للتواصل الإنساني الحقيقي.
البقاء لله، والرحمة لروح الفقيد سعيد بخيت، وكل العزاء لنيشان وعائلته.