أمريكا – السابعة الاخبارية
نيكول كيدمان، في تطور مفاجئ هزّ الوسط الفني العالمي، أعلنت مجلة PEOPLE الأمريكية أن النجمة الأسترالية نيكول كيدمان قد انفصلت رسميًا عن زوجها المغني العالمي كيث أوربان، بعد زواج استمر ما يقرب من عقدين. الخبر الذي انتشر بسرعة البرق على مواقع التواصل والمنصات الإخبارية، وضع حدًا للشائعات التي طالت علاقتهما في الأشهر الماضية، وأعاد تسليط الضوء على واحدة من أكثر العلاقات استقرارًا – ظاهريًا – في عالم المشاهير.
بحسب ما أكّدته مصادر مقربة من كيدمان، فإن الانفصال لم يكن قرارًا سهلاً أو سريعًا، بل جاء بعد فترة من التوترات والصعوبات التي أثرت على العلاقة تدريجيًا، رغم المحاولات الحثيثة للحفاظ عليها.
نيكول كيدمان وكيث أوربان.. من اللقاء الأول إلى الزواج: حكاية حب بدأت في 2005
بدأت قصة نيكول وكيث في عام 2005، حين التقت نجمة هوليوود بالمغني الأسترالي خلال مناسبة خاصة في مدينة لوس أنجلوس. تقول كيدمان في إحدى مقابلاتها السابقة إنها شعرت بانجذاب قوي نحوه منذ اللحظة الأولى، وتحديدًا حين أمسك يدها وقال لها “يسعدني لقاؤك”.
لم تمضِ سوى أشهر قليلة حتى تحولت تلك المشاعر إلى ارتباط رسمي، وتوّجت علاقتهما بالزواج في يونيو 2006 في حفل عائلي حميم أُقيم في مدينة سيدني، وسط حضور عدد محدود من الأصدقاء والعائلة.
ورُزق الثنائي خلال سنوات زواجهما بابنتين: صنداي روز (17 عامًا) وفيث مارغريت (14 عامًا)، اللتين بقيتا بعيدتين نسبيًا عن الإعلام، حرصًا من كيدمان وأوربان على منحهما طفولة طبيعية.
نيكول كيدمان لم تكن ترغب في الطلاق
رغم أن الخبر جاء عبر مصدر إعلامي موثوق، إلا أن ما جاء في كواليسه أضفى بُعدًا أكثر إنسانية على القصة. فقد نقلت مجلة PEOPLE عن مصادر مقربة من كيدمان، أن النجمة لم تكن تسعى إلى إنهاء العلاقة، بل كانت حريصة على إنقاذ الزواج بكل الطرق الممكنة.
وبحسب نفس المصدر، فإن أنتونيا كيدمان، شقيقة نيكول، كانت لها دور محوري في دعمها نفسيًا خلال هذه المرحلة الصعبة. كذلك كان أفراد العائلة والأصدقاء المقربون ملتفين حولها، في محاولة للتخفيف من وقع الانفصال الذي شكّل صدمة لها على المستوى الشخصي والعائلي.
تُعرف كيدمان بشخصيتها العاطفية المرهفة، وكثيرًا ما تحدثت في لقاءاتها السابقة عن أهمية العائلة والاستقرار، لذا بدا من الطبيعي أن تحاول التمسك بالزواج قدر الإمكان، خصوصًا من أجل بناتها.
إشارات سابقة.. هل كان الانفصال متوقعًا؟
ورغم أن العلاقة بين نيكول وكيث بدت في الظاهر متماسكة حتى وقت قريب، إلا أن المتابعين لاحظوا بعض المؤشرات التي ربما كانت تنذر بأن شيئًا ما لم يكن على ما يرام.
أبرز تلك المؤشرات كان الحادث المثير للجدل في يوليو 2025، حين أنهى كيث أوربان مقابلة إذاعية بشكل مفاجئ، بعد أن وُجه له سؤال حول المشاهد العاطفية الجريئة لنيكول كيدمان في أفلامها. ردة فعله اعتُبرت من قِبل البعض إشارة إلى توتر داخلي ربما كان حاضرًا خلف الأضواء.
كما أن حادثة سرقة منزلهما في بيفرلي هيلز يوم عيد الحب شكلت لحظة حرجة في حياتهما، حيث كان يُعتقد أنها زادت من التوترات، خصوصًا مع غيابهما عن المنزل وقت الحادثة، ووجود شكوك حول الجهة التي استهدفت الممتلكات.
آخر مظاهر الحب العلني: صورة الأبيض والأسود
قبل أشهر قليلة من إعلان الانفصال، احتفلت نيكول كيدمان بذكرى زواجها التاسعة عشرة مع كيث أوربان بطريقة بدت في وقتها رومانسية وعاطفية. نشرت صورة بالأبيض والأسود لهما عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، وكتبت: “ذكرى زواج سعيدة يا حبيبي”، في منشور حصد آلاف الإعجابات والتعليقات من محبي الثنائي.
كما عبّرت في مقابلة أجريت معها في ديسمبر 2024، عن حبها للمفاجآت التي كان يحضرها لها أوربان، قائلة: “يملك موهبة خاصة في تحويل الأيام العادية إلى مناسبات لا تُنسى”. كلمات تبدو اليوم كأنها صدى لأيام مضت، لكنها تعكس بشكل واضح عمق العلاقة التي جمعتهما، حتى في أشهرها الأخيرة.
الضغوط المهنية والبعد الجغرافي: عاملان ساهما في الانفصال
تشير بعض التحليلات إلى أن السبب الأساسي وراء الانفصال لا يعود إلى خيانة أو خلافات حادة، بل إلى الضغوط المهنية والتباعد الجغرافي المتكرر بين الطرفين.
في الفترة التي سبقت إعلان الانفصال، كانت كيدمان منشغلة بتصوير الجزء الثاني من فيلمها “Practical Magic” في مدينة لندن، بينما كان أوربان يواصل جولته الموسيقية المكثفة في الولايات المتحدة، وتحضيراته لحفل موسيقي من المقرر إقامته في 2 أكتوبر بمدينة هيرشي، بنسلفانيا.
هذا الانشغال المتبادل وجدول الأعمال المتضارب، وضع علاقة الثنائي تحت ضغط مستمر. غياب التواجد المشترك، والانفصال الجغرافي المتكرر، ربما خلق شرخًا عاطفيًا صعب الترميم.
أبناء من زواجين: عائلة مختلطة وتحديات متشابكة
إلى جانب ابنتيهما، فإن نيكول كيدمان هي والدة أيضًا لإيزابيلا وكونور، وهما من زواجها السابق من النجم الأمريكي توم كروز. العلاقة بين كيدمان وأبنائها من كروز كانت دائمًا موضوعًا مثيرًا للجدل، نظرًا لتأثير معتقدات كروز الدينية على تربية الأبناء، وابتعادهم لفترات طويلة عن والدتهم.
لكن كيدمان حاولت دائمًا أن تحافظ على صورة الأسرة المتماسكة، ووصفت في أكثر من مناسبة علاقتها بأطفالها الأربعة بأنها “الركيزة الأهم في حياتها”.
اليوم، ومع انفصالها عن كيث أوربان، تزداد مسؤولياتها كأم، لا سيما في دعم ابنتيها المراهقتين نفسيًا، خلال هذه المرحلة الانتقالية.
كيدمان وأوربان بعد الطلاق.. ماذا بعد؟
في الوقت الذي لا تزال فيه التفاصيل الدقيقة للانفصال غير معلنة، لم يصدر أي بيان رسمي من نيكول كيدمان أو كيث أوربان حتى اللحظة. ومع ذلك، تؤكد المصادر أن الانفصال تم بهدوء واحترام متبادل، بعيدًا عن النزاعات القانونية أو الإعلامية، وأن الطرفين يركزان الآن على مستقبل أطفالهما.
من المتوقع أن تستمر كيدمان في مسيرتها الفنية القوية، حيث أنها أحد الأسماء اللامعة في هوليوود، وحائزة على جائزة الأوسكار وعدد كبير من الجوائز الدولية. كما يُنتظر عرض أعمالها الجديدة خلال موسم الجوائز المقبل.
أما كيث أوربان، فهو مستمر في جولاته الفنية، ويبدو أنه يضع تركيزه حاليًا على الموسيقى، التي لطالما كانت ملاذه الأول والأخير في فترات الأزمات.
في الختام: نهاية علاقة، وبداية مرحلة جديدة
قد تكون قصة نيكول كيدمان وكيث أوربان قد انتهت رسميًا، لكن ذكراها ستبقى حاضرة في أذهان جمهور تابع فصولها على مدى 19 عامًا. زواج بدأ بحب عميق، واستمر رغم المحن، وانتهى بقرار مؤلم لكنه يبدو نابعًا من رغبة في السلام الداخلي لكل طرف.
مثل كثير من قصص الحب في عالم المشاهير، تحمل القصة بين طيّاتها دروسًا عن التفاهم، والمسؤولية، وقيمة المحاولة، حتى لو لم تثمر النتيجة المرجوة.
رحلة نيكول وكيث لم تكن مثالية، لكنها كانت حقيقية، إنسانية، ومليئة بلحظات الحب والدعم المتبادل. واليوم، يبدأ كل منهما فصلًا جديدًا، مختلفًا، لكنه لا يخلو من الأمل.