أمريكا – السابعة الاخبارية
هاري بوتر، بعد مرور نحو 30 عامًا على صدور أول رواية من سلسلة “هاري بوتر“، بدأ رسميًا تصوير المسلسل الجديد الذي يُعيد تقديم هذه القصة الخالدة بنظرة عصرية أعمق وأشمل. المسلسل من إنتاج منصة “Max“، التابعة لشبكة “HBO”، ويتكوّن من سبعة أجزاء تلفزيونية، كل منها يركّز على واحد من كتب السلسلة الأصلية التي كتبتها المؤلفة البريطانية جي كي رولينغ.
تُعد هذه الخطوة من أبرز مشاريع إعادة الإحياء الأدبي والسينمائي خلال العقد الحالي، إذ تسعى “Max” إلى استثمار النجاح الساحق الذي حققته أفلام “هاري بوتر” السابقة، والتي تجاوزت إيراداتها 7.7 مليارات دولار عالميًا.
هاري بوتر إخراج وتفاصيل إنتاجية عالية الجودة
المسلسل الجديد يُخرجه البريطاني مارك ميلود، المعروف بإخراجه أعمالًا درامية ناجحة مثل “Succession”، ما يضفي على المشروع ثقة كبيرة من حيث الإخراج والبناء السردي. ويتم تصوير العمل في استوديوهات وارنر براذرز في كاليفورنيا، وهي ذات الشركة التي تولت إنتاج السلسلة السينمائية الأصلية.
ويستهدف المسلسل جمهورًا عالميًا واسعًا، حيث يتم بثه عبر منصة Max في العديد من الأسواق الآسيوية مثل تايوان، الفلبين، ماليزيا، إندونيسيا، هونغ كونغ، وسنغافورة، بالإضافة إلى الجمهور الغربي.
العودة إلى الجذور: روايات دون تحريف
في تصريح للمؤلفة جي كي رولينغ، أكدت أن المسلسل سيعتمد بالكامل على الروايات الأصلية دون تغيير في الحبكة الأساسية، لكنه سيتوسع في سرد الأحداث التي لم تحظَ بمساحة كافية في الأفلام. وتهدف هذه الرؤية إلى تقديم تجربة أعمق لعالم السحر، تتماشى مع الطابع الطويل للمسلسلات التلفزيونية مقارنة بالأفلام السينمائية.
وهذا يعني أن تفاصيل كثيرة لم تُستعرض سابقًا — مثل الخلفيات النفسية للشخصيات الثانوية، والأحداث الجانبية في هوجوورتس — ستحصل أخيرًا على الضوء الذي تستحقه.
أصالة الشخصيات والتزام بالعمر والتفاصيل
أوضح كل من المخرج مارك ميلود والمنتجة فرانشيسكا غاردنر التزام فريق العمل بتقديم الشخصيات بدقة كما جاءت في الروايات، من حيث العمر والسمات الشخصية. وهذا يختلف عن بعض التعديلات السينمائية التي شهدتها الأفلام، حيث تم اختصار أو تهميش بعض الأدوار أو تقديم الشخصيات بشكل غير دقيق زمنيًا.
كما سيُسلّط المسلسل الضوء على شخصيات محبوبة مثل البروفيسور “مكغوناجل” و”سناب”، إضافة إلى الموظفين في مدرسة هوجوورتس، وهي جوانب لم تحظَ بمساحة كافية سابقًا، رغم تأثيرها العميق في مجريات الأحداث.
تصميم بصري جديد لمدرسة هوجوورتس
أكد المخرج ميلود أن المسلسل لا يسعى فقط لتكرار الصور السينمائية المعروفة لهوجوورتس، بل يهدف إلى تقديم رؤية جديدة ومعمّقة للمدرسة الأشهر في عالم السحر. سيُبرز العمل كيف تطورت ملامح المكان مع الزمن، مع تصميمات داخلية وخارجية أكثر واقعية وتفصيلًا.
وهذا التطوير البصري يشمل العمارة الكلاسيكية للقلعة، الغرف الدراسية، الغابات المحيطة، والممرات السرية، وهو ما سيساعد المشاهدين على الانغماس أكثر في أجواء السحر والمغامرة.
قصة مستمرة من النجاح: من الكتب إلى الشاشة
منذ صدور أول رواية بعنوان “هاري بوتر وحجر الفيلسوف” عام 1997، ثم تحويلها إلى فيلم عام 2001، أصبحت سلسلة هاري بوتر ظاهرة عالمية. فقد تمت ترجمة الروايات إلى أكثر من 80 لغة، وبيعت منها مئات الملايين من النسخ، مما جعل رولينغ واحدة من أغنى الكاتبات في العالم.
وما زالت القصة تجد جمهورًا متجددًا من كل الأعمار، خاصةً مع اهتمام الكبار بإعادة قراءتها أو مشاهدتها، وتعريف الأطفال بها لأول مرة. إن التوازن بين الخيال والمغامرة والرسائل الإنسانية مثل الصداقة، الحب، الصراع بين الخير والشر، هو ما يجعل “هاري بوتر” عملًا خالدًا.
رؤية مختلفة وليس بديلاً عن الأفلام
يرى النقاد أن المسلسل لا يهدف إلى استبدال سلسلة الأفلام المحبوبة، بل يُكملها من خلال تقديم أبعاد جديدة، وفهم أعمق للشخصيات والعلاقات والسياقات الثقافية داخل عالم هوجوورتس. وهي فرصة لجيل جديد من المشاهدين لاكتشاف القصة لأول مرة، وللجيل القديم للعودة إلى عالم الطفولة ولكن من منظور أكثر نضجًا.
رغبة مستمرة في امتلاك جزء من “السحر”
تتجلى شعبية “هاري بوتر” المستمرة من خلال المبيعات الضخمة للكتب، وحفلات الهالوين المتكررة التي تتضمن شخصياته، وألعاب الفيديو، والأزياء، بل وحتى حدائق “عالم هاري بوتر” الترفيهية التي تستقطب الملايين.
في مايو 2022، تم عرض نسخة نادرة من الرواية الأولى موقّعة من رولينغ في مزاد بلندن، وبيعت بمبلغ كبير، ما يعكس التقدير العميق لبدايات السلسلة المتواضعة التي أصبحت فيما بعد ظاهرة ثقافية عالمية.
انتظار ساحر لمغامرة جديدة
مع انطلاق تصوير المسلسل، بدأ عشاق هاري بوتر حول العالم العدّ التنازلي لأول عرض رسمي. فبين وفاء للنصوص الأصلية، وتوسيع بصري وتفصيلي غير مسبوق، وإخراج متمكن، يبدو أن المسلسل الجديد يحمل كل المقومات ليعيد عالم السحر إلى الصدارة من جديد.
ومع جيل جديد من السحرة، ومغامرات تُروى بتفصيل لم يُشاهد من قبل، فإن “هاري بوتر” لا يعود فقط… بل يتجدّد بكل ما تحمله الكلمة من معنى.