أمريكا – السابعة الاخبارية
هالك هوجان، أثارت تقارير أمريكية جدلاً واسعًا بعد الكشف عن وصية المصارع الأسطوري الراحل هالك هوجان، الذي توفي في يوليو الماضي عن عمر ناهز 71 عامًا. فقد ترك هوجان ثروته المقدرة بنحو 5 ملايين دولار بالكامل لابنه نيك، مستبعدًا ابنته بروك هوجان من الوصية بشكل كامل. هذا القرار، الذي قد يبدو صادمًا للبعض، لم يفاجئ بروك، التي أكدت أن الأمر تم باتفاق مسبق وأنها لا تشعر بالندم. الخبر أعاد إلى الواجهة تاريخ الخلافات العائلية والسياسية داخل عائلة هوجان، إلى جانب المعركة القانونية التي يخوضها نيك حاليًا لحماية إرث والده.
هالك هوجان يكافئ ابنه وبروك ابنته ترد: “اعتدت العيش دون ماله”
في تعليقها الأول على استبعادها من الوصية، قالت بروك هوجان (37 عامًا) في تصريحات لموقع TMZ بتاريخ 11 سبتمبر: “قرار والدي ليس مفاجئًا.. هذا ما طلبته، وأنا متمسكة به دون ندم. لقد اعتدت العيش من دون ماله منذ زمن طويل.” كلماتها أوضحت أنها لم تتفاجأ، بل على العكس، كانت تتوقع هذه الخطوة وربما ساهمت في صياغتها.
بروك بدت واثقة ومستقلة، مؤكدة أنها بنت حياتها بعيدًا عن أموال والدها، وأنها لم تعتمد عليه ماديًا منذ سنوات. رسالتها حملت طابعًا هادئًا يعكس رضاها عن قراراتها الشخصية ومسار حياتها الحالي.
قطيعة عائلية وخلافات سياسية
يأتي هذا القرار على خلفية سنوات من القطيعة بين بروك ووالدها، والتي تعود إلى خلافات شخصية وأخرى سياسية. إحدى أبرز هذه الخلافات كانت دعمه الصريح للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري عام 2024. هذا الموقف أثار انقسامًا في العائلة، إذ كانت بروك على خلاف مع توجهات والدها السياسية، وهو ما أدى إلى توتر العلاقة بينهما بشكل متزايد.
ولم تكن هذه الخلافات وليدة اللحظة، إذ عانت العائلة في السنوات الأخيرة من ضغوط إعلامية كبيرة، خصوصًا بعد الفضائح والتسريبات التي طالت هالك هوجان في مراحل سابقة. ويبدو أن هذه التوترات تركت أثرها العميق على العلاقة بين الأب وابنته.
حياة جديدة لبروك بعيدًا عن ظل الأب
منذ ابتعادها عن والدها، اتخذت بروك خطوات عملية لبناء حياتها الخاصة بعيدًا عن شهرة عائلة هوجان. ففي عام 2018، أسست شركة للتصميم الداخلي، تمكنت من خلالها من تحقيق نجاح مستقل في عالم الأعمال. وابتعدت تدريجيًا عن الأضواء التي رافقتها خلال فترة ظهورها في برامج تلفزيون الواقع العائلية.
في عام 2022، تزوجت بروك من لاعب الهوكي المتقاعد ستيفن أوليكسي، وبدأت معه حياة زوجية مستقرة. وفي مطلع عام 2025، رُزقا بتوأم، ما أضفى بعدًا جديدًا من الاستقرار والمسؤولية في حياتها. هذه التحولات العائلية والمهنية عززت من استقلاليتها المادية والمعنوية، وأثبتت أنها قادرة على بناء مستقبلها دون الاعتماد على إرث والدها.
ذكريات البرامج العائلية
قبل سنوات من الخلافات والانفصال العائلي، كانت بروك جزءًا من حياة إعلامية مشتركة مع والدها وعائلتها. فقد ظهرت في برامج شهيرة على قناة VH1، مثل “هوغان يعرف الأفضل” و”بروك تعرف الأفضل”. هذه البرامج قدمت العائلة للجمهور بصورة متماسكة ومرحة، لكنها أيضًا ساهمت في زيادة الضغوط على العلاقات العائلية مع انكشاف حياتهم الشخصية أمام ملايين المشاهدين.
وبالرغم من نجاح تلك البرامج في تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، فإنها ربما ساهمت في كشف الفجوات الداخلية بين أفراد العائلة، والتي ظهرت لاحقًا بشكل أكثر وضوحًا بعد ابتعاد بروك عن والدها.
نيك هوجان والمعركة القانونية لحماية الإرث
بينما أبدت بروك هدوءًا حيال قرار والدها، فإن نيك هوجان، الابن الوحيد الذي ورث ثروة والده، يخوض معركة قضائية لحماية حقوق الإرث. فقد رفع نيك دعوى قضائية بالتعاون مع صديقه المقرب تيري ماكوي ضد المذيع بوبا ذا لوف سبونج كليم. السبب هو محاولة الأخير استخدام شريط فيديو مثير للجدل يعود لعام 2007 في فيلم وثائقي جديد.
هذا الشريط كان محور نزاع قضائي كبير في الماضي، حيث حصل هالك هوجان عام 2012 على حقوقه القانونية ومنع أي استخدام مستقبلي له. وكان الفيديو سببًا في واحدة من أشهر القضايا في تاريخ الترفيه الأمريكي، والتي انتهت بتعويضات ضخمة لهوجان.
أمر قضائي بحذف لقطات الفيديو
في تطور جديد، أصدرت المحكمة في 4 سبتمبر أمرًا تقييديًا يقضي بحذف ثماني ثوانٍ من لقطات الفيديو المثيرة للجدل من أي إنتاج مستقبلي، مؤكدة تحميل المنتجين كامل المسؤولية القانونية في حال عدم الامتثال. هذه الخطوة اعتُبرت انتصارًا أوليًا لنيك هوجان وفريقه القانوني، لكنها في الوقت ذاته تعكس حجم التحديات التي يواجهها للحفاظ على إرث والده.
القضية تذكر الجمهور بالأزمات القانونية والإعلامية التي رافقت مسيرة هالك هوجان، والتي لم تتوقف حتى بعد وفاته. فالإرث الذي تركه ليس فقط ثروة مالية، بل أيضًا سمعة وقضايا متشابكة تتعلق بحقوق الملكية الفكرية.
انعكاسات القرار على سمعة العائلة
قرار هالك هوجان باستبعاد بروك من وصيته بالكامل ترك انطباعات متباينة بين جمهور المصارعة ومتابعي أخباره. البعض رأى فيه تصرفًا غير عادل قد يضر بصورة العائلة، بينما رأى آخرون أنه حق شخصي للمصارع الأسطوري في توزيع ثروته كما يشاء.
إلا أن تصريحات بروك الهادئة قللت من حدة الجدل، حيث بدت متصالحة مع الأمر بشكل كامل. وهذا قد يسهم في تجنيب العائلة مواجهة إعلامية حادة، خاصة أن الخلافات السابقة بينهم كانت مادة دسمة لوسائل الإعلام.
إرث هالك هوجان في عالم المصارعة
بعيدًا عن القضايا العائلية، يظل هالك هوجان واحدًا من أعظم رموز المصارعة الحرة في التاريخ. فقد لعب دورًا محوريًا في تحويل المصارعة إلى ظاهرة ترفيهية عالمية خلال الثمانينيات والتسعينيات. شخصيته الكاريزمية ومبارياته الشهيرة ساهمت في رفع شعبية الاتحاد العالمي للمصارعة (WWE)، وأصبح أيقونة ثقافية تتجاوز حدود الرياضة.
حتى بعد ابتعاده عن الحلبة، استمر هوجان في التأثير على الأجيال الجديدة من المصارعين والجماهير. ورغم الفضائح والمشكلات القانونية التي واجهها في سنواته الأخيرة، فإن إرثه الرياضي سيظل جزءًا مهمًا من تاريخ الترفيه الأمريكي.
الدروس المستفادة من تجربة العائلة
تكشف هذه القصة جانبًا إنسانيًا مهمًا حول العلاقات العائلية والشهرة. فالحياة تحت الأضواء ليست دائمًا سهلة، والنجومية قد تؤدي أحيانًا إلى تعقيد الروابط الأسرية. كما تسلط الضوء على أهمية الاستقلال المادي والمعنوي للأبناء، وهو ما جسدته بروك هوجان بوضوح في حياتها.
كما أن معركة نيك القانونية تبرز التحديات التي تواجه ورثة المشاهير في حماية حقوق الملكية الفكرية والحفاظ على سمعة العائلة بعد رحيل الشخصيات العامة.
خاتمة
رحيل هالك هوجان وقراره باستبعاد ابنته بروك من وصيته يلخص حياة مليئة بالأحداث المثيرة والقرارات الحاسمة. بروك بدت متصالحة مع الواقع، مؤكدة استقلاليتها وقدرتها على بناء مستقبلها بعيدًا عن ظل والدها. أما نيك، فيحمل الآن عبء حماية إرث العائلة المالي والمعنوي وسط معارك قانونية مستمرة.
القصة ليست فقط عن توزيع ثروة، بل عن قرارات شخصية وعلاقات إنسانية معقدة، وعن تأثير الشهرة والسياسة على الروابط العائلية. هالك هوجان، الذي كان يومًا بطل الحلبة وأيقونة المصارعة الحرة، يترك بعد رحيله إرثًا يتجاوز المال إلى دروس في الحياة والاختيارات، ورسالة بأن العلاقات الأسرية قد تتغير، لكن الاحترام والوضوح يمكن أن يخففا من قسوة القرارات الصعبة.