السعودية – السابعة الاخبارية
هتان السيف، في أجواء تسودها الحماسة والترقب، تتجه أنظار عشاق رياضات الفنون القتالية المختلطة إلى واحدة من أبرز المحطات المنتظرة هذا الصيف بمشاركة السعودية هتان السيف، ضمن منافسات دوري المقاتلين المحترفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حيث تتأهب نخبة من المقاتلين والمقاتلات العرب لتقديم عروض قتالية قوية أمام جمهور تواق للندية والإثارة، وسط مشاركة سعودية وعربية واسعة، تنذر بصدامات لا تُنسى على حلبات البطولة.
هتان السيف.. حضور سعودي أنثوي بصلابة واستعداد
تُعد المقاتلة السعودية هتان السيف من أبرز الأسماء التي خطفت الأنظار في النسخة الحالية، ليس فقط بأدائها المتصاعد، وإنما أيضًا بعقلية المنافسة التي أظهرتها. وفي تصريح خاص لصحيفة «الشرق الأوسط»، عبّرت هتان عن احترامها الشديد لمنافستها اللبنانية نور الفليطي، قائلة:
«لا أرى أنني أفضل منها بالسجل الاحترافي، وأقول لها: كل التوفيق لنا جميعًا في النزال».
هذا التصريح الذي حمل في طياته تواضعًا وشغفًا برياضة الـMMA، أظهر الجانب الرياضي الناضج لهتان، التي تخوض هذه المنافسة باسم المملكة العربية السعودية وتطمح لتقديم أداء يُشرّف بلدها وجمهورها.
من جهتها، لم تتأخر المقاتلة اللبنانية نور الفليطي في الرد، لكنها فعلت ذلك بأسلوب مختلف، حين وجهت رسالة مباشرة لخصمتها السعودية، قائلة: «أحترم خصمي هتان السيف، هي قوية.. وأقول لها: كوني مستعدة».
كلمات تحمل في ظاهرها الاحترام، لكن في باطنها تحفيزًا نفسيًا ورسالة قوية مفادها أن الحلبة لا تعرف المجاملات. الفليطي بدورها تملك سجلًا قويًا في الفنون القتالية وتُعد من المنافسات العنيدات في البطولة.
البطل المصري عمر الدفراوي.. نهاية مرحلة وبداية مسار جديد
ومن ضمن المشاركين البارزين في الدورة، كان للمقاتل المصري عمر الدفراوي، حامل حزام وزن الويلتر، موقف مختلف، إذ فاجأ المتابعين بقوله: «لا أخطط للعودة إلى دوري المقاتلين، أخذت كفايتي وخبرتي من المقاتلين العرب، وأريد أن أخطو في مسار النزالات الاستعراضية».
هذه الكلمات تعني تحولًا كبيرًا في مسيرة الدفراوي، الذي يُعد من الأسماء التي صنعت مجدًا عربيًا في رياضة الفنون القتالية، لكن يبدو أنه يسعى الآن لتوسيع آفاقه والانتقال إلى مرحلة جديدة تحمل طابعًا تجاريًا واستعراضيًا أكبر.
بدر الدين دياني.. الصمت هو السلاح
أما المغربي بدر الدين دياني، فاختار أن يكون ردّه داخل الحلبة، مكتفيًا بالقول: «لا أحب الرد على خصمي ولا يهمني ذلك، سيكون ردي داخل الحلبة وسأقاتل للحظة الأخيرة».*
كلمات قليلة لكنها عميقة في معناها، وتعكس ذهنية قتالية صارمة وثقة عالية في القدرات الفنية. دياني يعرف أن الأضواء لا تصنع النصر، بل العمل والتركيز، ويبدو أنه يفضل أن يكون حديثه بالأفعال فقط.
جيرومي مازِت: المقاتلون السعوديون شعلة البطولة
جيرومي مازِت، المدير العام لدوري المقاتلين المحترفين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن السعودية باتت رقمًا صعبًا في المعادلة القتالية، قائلًا:
«المقاتلون السعوديون شعلة النزالات القوية، مثل هتان السيف صاحبة الانتصارات المتتالية، وعبد العزيز معمر الذي كان شغوفًا بالفنون القتالية المختلطة منذ بداياته».
هذا الثناء يسلّط الضوء على الدعم الرسمي والتطور المتسارع في قطاع الرياضات القتالية داخل المملكة، والذي ساهم في بروز مقاتلين ومقاتلات على مستوى عالٍ من الجاهزية والانضباط.
عبد الرحمن الحياصات.. تغيير الوزن من أجل التحدي
المقاتل الأردني عبد الرحمن الحياصات دخل بدوره مرحلة جديدة حين قرر الانتقال إلى فئة وزن مختلفة، وهو القرار الذي برّره قائلًا: «كل مباراة بالنسبة لي هي تحديد مصير. تغيير الوزن كان بناءً على توصية من الفريق، وأيضًا لأنها تجربة جديدة أود خوضها».
هذا التحول يشير إلى أن الحياصات يسعى لصناعة توازن بين طموحه الشخصي والنصائح التقنية، وهو أمر يعكس نضوجًا كبيرًا في التعامل مع متطلبات المهنة.
محمد الأقرع.. الطموح الكويتي لا يعرف اليأس
واختتمت التصريحات اللافتة بكلمات قوية من المقاتل الكويتي محمد الأقرع، وصيف النسخة الماضية، حيث قال: «اشتغلت على ثغراتي وكل نزال أدخله يكون أقوى من السابق. لا أريد إثبات أنني الأفضل، لكن أريد إثبات لنفسي أنني أستحقها، وبإذن الله سأحققها».
تصريح يلخّص الروح التنافسية العالية التي يتمتع بها الأقرع، وهو واحد من أبرز المقاتلين الخليجيين الذين يُراهن عليهم الجمهور الكويتي والعربي.
ترقب جماهيري ومكانة عربية متقدمة في MMA
وسط هذه التحضيرات والتصريحات، يترقّب جمهور الفنون القتالية المختلطة مواجهات مثيرة تعكس تطور المقاتلين العرب وقدرتهم على مجاراة المستوى العالمي. لم تعد المشاركة العربية مجرد حضور شرفي، بل باتت منافسة حقيقية على الألقاب.
البطولة تُثبت مرة أخرى أن دوري المقاتلين المحترفين MENA ليس مجرد ساحة نزالات، بل منصة لبروز نجوم جدد يعكسون طموح شباب المنطقة. وبين النزال والتكتيك، تبقى الحلبة هي الفصل الأخير الذي يُترجم الأقوال إلى أفعال، والحلم إلى بطولة.
السؤال الآن.. من سيُثبت أنه الأفضل؟ ومن سيكون نجم الليلة؟
الإجابة ستكون فقط على وقع الجرس الأول، وصوت الركلات واللكمات، وصرخات النصر والانتصار.