أمريكا – السابعة الإخبارية
في خطوة حاسمة تؤكد التزامها بمبادئ الشمولية والمساواة، أعلنت علامة التجميل العالمية «هدى بيوتي»، المملوكة لرائدة الأعمال هدى قطان، عن إنهاء تعاونها مع هدى مصطفى، إحدى المشاركات في الموسم السابع من برنامج الواقع الأمريكي الشهير «Love Island USA»، بعد تورط الأخيرة في حادثة وُصفت بأنها عنصرية، أثارت موجة غضب واسعة بين الجمهور والمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

موقف رسمي حازم من “هدى بيوتي”
وقالت العلامة التجارية في بيان رسمي نشرته عبر حسابها على «إنستغرام»:
«نؤمن في هدى بيوتي بقيم تقوم على الشمولية واحترام جميع الأفراد دون تمييز. التصرفات التي ظهرت مؤخرًا في أحد البثوث المباشرة لا تتماشى مع قيمنا، ولذلك قررنا إنهاء التعاون على الفور وإزالة جميع المحتويات المتعلقة بالطرف الآخر».
وأضاف البيان: «نشعر بخيبة أمل عميقة تجاه ما حدث، ونؤكد أننا نقف بحزم ضد أي شكل من أشكال العنصرية أو الإقصاء».
وقد حظي هذا الموقف بإشادة واسعة من المستخدمين الذين أثنوا على سرعة استجابة الشركة وتعاملها الصارم مع الحادثة، معتبرين أن هذه الخطوة تعزز صورتها كإحدى العلامات التي ترفع شعار “الجمال للجميع”.
بداية الأزمة: بث مباشر أثار الغضب
تعود تفاصيل الأزمة إلى بث مباشر جمع هدى مصطفى وصديقها لويس راسل، أحد نجوم برنامجي «Too Hot To Handle» و**«Perfect Match»**، حين ورد تعليق من أحد المتابعين يتضمن عبارة عنصرية بحق زميلتهما أولاندريا كارثن.
المثير للجدل أن الفيديو أظهر الثنائي وهما يضحكان بعد سماع التعليق، ما فُسِّر على أنه تهاون أو موافقة ضمنية على السلوك العنصري، وهو ما أثار انتقادات حادة من الجمهور.
وانتشرت مقاطع الفيديو بسرعة كبيرة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا) و”تيك توك”، مرفقة بتعليقات غاضبة تُطالب بمقاطعة الطرفين، وبضرورة اتخاذ إجراءات رادعة ضد أي شخص يشارك في سلوك يُعيد إنتاج العنصرية، حتى ولو كان بشكل غير مباشر.

ردّ الضحية: “كلماتكم ليست مجرد مزاح”
وفي أول تعليق لها، نشرت أولاندريا كارثن، وهي إحدى نجمات “Love Island”، بيانًا مطولًا عبر صفحتها الرسمية، قالت فيه:
«ما حدث ليس مجرد مزحة أو سوء فهم، بل هو تذكير مؤلم بما يعيشه السود يوميًا من تهميش وسخرية. هذه الكلمات تحمل في طياتها أجيالًا من الألم والمعاناة، ولا يمكن التغاضي عنها».
وأكدت كارثن أنها لا تسعى للانتقام أو المقاطعة، لكنها تدعو إلى المساءلة والتعلم من الخطأ، مضيفة أنها ستتبرع بجزء من دخلها لعدد من المؤسسات الداعمة للمجتمع الأسود، من بينها UNCF وNAACP، في محاولة لتحويل الغضب إلى عمل إيجابي يخدم قضايا العدالة الاجتماعية.
اعتذار علني وتبرع من هدى مصطفى
من جانبها، نشرت هدى مصطفى اعتذارًا رسميًا عبر حسابها على إنستغرام، قالت فيه:
«أتحمل كامل المسؤولية عما حدث. ضحكي لم يكن سخرية، بل كان رد فعل تلقائي نتيجة الصدمة والتوتر، ومع ذلك أدرك أن تصرفي كان غير لائق وأتفهم تمامًا حجم الأذى الذي تسببت فيه».
وأضافت أنها تعلمت درسًا قاسيًا حول أهمية الانتباه لتصرفاتها أمام الجمهور، مؤكدة دعمها الكامل للمجتمع الأسود ومعلنة تبرعها لمنظمة NAACP كمبادرة رمزية للتكفير عن الخطأ والمساهمة في نشر الوعي ضد العنصرية.
ورغم اعتذارها، اعتبر كثير من المتابعين أن البيان “جاء متأخرًا” وأن الضرر المعنوي الذي سبّبته الواقعة لا يمكن تداركه بسهولة، خصوصًا في ظل حساسية الجمهور تجاه قضايا التمييز العرقي في الولايات المتحدة.

جدل واسع بين المتابعين
تباينت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يرى أن هدى مصطفى تستحق فرصة ثانية لأنها اعتذرت بصدق، ومن يعتقد أن تصرفها يكشف عن عدم وعي ثقافي بعمق قضايا العنصرية.
بينما نالت “هدى بيوتي” إشادة كبيرة على موقفها الصارم، معتبرين أن “سرعة التحرك” رسالة واضحة بأن القيم أهم من الشهرة، وأن العلامات التجارية باتت مطالبة باتخاذ مواقف أخلاقية، لا مجرد بيانات حيادية.
الجمال والوعي الاجتماعي.. وجهان لا ينفصلان
تأتي هذه الحادثة في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل صناعة الجمال والموضة إلى ربط الجمال بالوعي والمسؤولية الاجتماعية، خاصة مع الانتشار الكبير للمؤثرين على وسائل التواصل الذين يمتلكون تأثيرًا مباشرًا على ملايين المتابعين.
ويرى خبراء التسويق أن تصرف “هدى بيوتي” يعزز مكانتها كعلامة عالمية تتبنى التنوع والاحترام، في مقابل بعض العلامات التي تتجنب التدخل في القضايا الجدلية.
في نهاية المطاف، تُسلّط هذه الواقعة الضوء على التحدي الجديد الذي تواجهه العلامات التجارية في عصر التواصل الفوري: كيف تحافظ على قيمها الأخلاقية وسط ضجيج الشهرة والفضائح الرقمية؟
وبينما تستمر موجة الجدل، يبدو أن رسالة “هدى بيوتي” كانت واضحة:«الجمال لا يكتمل دون احترام، والنجاح لا يبرر الخطأ».
