بولندا – السابعة الإخبارية
في واقعة غير مسبوقة، أثار تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية موجة من التساؤلات والقلق في الأوساط التكنولوجية والأمنية، بعدما كشف عن قيام باحث بولندي يُدعى بوريس موسييلاك باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي المتقدمة GPT-4o، لإنشاء أول جواز سفر مزيف عالي الدقة في أقل من خمس دقائق.
الجواز المصمم لم يكن مجرد صورة عادية، بل نسخة احترافية تحاكي بشكل كامل الوثائق الرسمية الحقيقية، بدرجة يصعب تمييزها حتى من قِبل أنظمة الفحص الرقمية المتقدمة، ومنها أنظمة “اعرف عميلك” (KYC) التي تعتمد عليها البنوك وشركات التأمين والمؤسسات المالية الكبرى.
“اعرف عميلك” مهددة.. الذكاء الاصطناعي يفتح ثغرات أمنية
يُعد نظام “اعرف عميلك” من أهم أدوات التحقق من الهوية، ويعتمد عليه القطاع المالي لتوثيق بيانات العملاء قبل الدخول في أي تعاملات مالية. لكن الجواز المزيف الذي تم إنشاؤه باستخدام ChatGPT وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي كشف هشاشة هذه الأنظمة أمام قدرات الذكاء الاصطناعي المتسارعة.
يقول خبراء الأمن السيبراني إن القدرة على إنتاج وثائق مزيفة بجودة فائقة قد يفتح الباب أمام احتيال مالي واسع النطاق، وتجاوز أنظمة التحقق الرقمي، وربما حتى اختراق أمن الدول.
الذكاء الاصطناعي.. أداة قوية لكنها ليست مستقلة
وفي سياق متصل، علّق “روبوت الدردشة” ChatGPT نفسه على مستقبل الذكاء الاصطناعي، قائلًا إن التقنية تظل أداة طوّعها الإنسان لخدمته، وليست كيانًا له سلطة ذاتية. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يتفوّق في المهام الروتينية كتحليل البيانات، الردود الآلية، ومراقبة الجودة في خطوط الإنتاج.
ومع هذه القدرات، حذّر أيضًا من أن بعض الوظائف قد تصبح غير ضرورية مستقبلًا، ما يعزز النقاش حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، لكن دون إغفال دوره في تسريع الإنتاجية وتحسين الكفاءة في مجالات متعددة.
رغم إثارة الجدل، فإن الحادثة أعادت تسليط الضوء على الحاجة الماسّة لوضع أطر تنظيمية دقيقة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة في ما يتعلق بتزوير الوثائق والتلاعب بالهوية الرقمية. وقد دعا خبراء التقنية الحكومات إلى تطوير أدوات مضادة مدعومة بالذكاء الاصطناعي ذاته لمواجهة هذا النوع من الجرائم الرقمية المتطورة.