منوعات – السابعة الإخبارية
أي شخص بدأ بتعلم لغة جديدة يمكن أن يفهم معنى هذا الكلام، لكن هذا أكثر من شعور، الأبحاث تظهر أن الشخصيات يمكن أن تتغير اعتماداَ على اللغة التي يتحدث بها الناس.
في الواقع، تشير الأبحاث أن تصوراتنا للثقافة المرتبطة بلغة معينة يمكن أن تؤثر على سلوكنا، وهناك دراسة أجريت من متحدثين بلغات مختلفة أن يكتبوا عن شخصياتهم، وجد أنه أثناء الكتابة باللغة الإسبانية، تحدث المشاركون المكسيكيون الأمريكيون عن أنفسهم فيما يتعلق بأسرهم وعلاقاتهم وهواياتهم، أما في اللغة الإنجليزية، تحدثوا عن إنجازاتهم، الكلية، والأنشطة اليومية.
ينسب الباحثون التغييرات في الشخصية والتركيز المختلف على القيم إلى الطريقة التي تُعد بها سلوك اللغة، ويمكن أيضاً أن يكون تعلم لغة جديدة مفيداً للإحساس بالذات في هذه اللغة، بعبارات أوضح، إذا كان الشخص يحاول التحدث بالمندرين في الصين، عندها يمكن أن يجمع العديد من الملاحظات في تلك الفترة وسيتم تضمينها في الإحساس بالهوية كمتحدث بلغة الماندرين.
أما إذا كان الشخص يحاول تعلم لغة الماندرين في فصل دراسي في بلده الأصلية، فمن الممكن أن يدمج ما تعلمه من اللغة مع معتقدات المعلم وارتباطاته بالثقافة الصينية، حتى إذا كانت هذه المعتقدات تستند على الصور النمطية، أما عند تعلم لغة بدون أي سياق ثقافي أو حضاري، فمن الممكن ألا تكون التأثيرات كبيرة جدا، أي عند تعلم لغة لأغراض في العمل بملأ البيانات والأوراق أو ترجمة الفراغات فإن هذا لن يؤثر بالطبع على الشخصية.
وعند تعلم لغة جديدة، أنت لا تقوم فقط بحفظ الكلمات الجديدة والقواعد اللغوية، إنما هذه فرصة لإيجاد جوانب جديدة في الشخصية. يمكن أن يبدو تغيير الشخصية أمراً مستحيلاً، الأبحاث تظهر أن سمات الشخصية الخمس وهي الانفتاح، الاجتماعية والضمير والتوافق والعصبية هي أمور موروثة وحوالي 40 إلى 50 بالمئة منها تأتي من الجينات.
إذا الشخصيات تكون ثابتة إلى حد ما، ولكنها يمكن أن تتغير مع الوقت، وهناك العديد من الأبحاث التي أظهرت ذلك. الشخصية تؤثر بشكل كبير على صحتنا الجسدية والعقلية، والأشياء التي يمكن تحقيقها في الحياة والعلاقات، إذا كان الناس قادرين على تغيير نمط شخصيتهم فهذا يمكن أن يؤدي إلى حياة أفضل وأكثر صحة. أراد نصف المشاركين في الدراسة تغيير ردود فعلهم العصبية، أو مدى رد فعلنا عاطفيًا عندما تحدث لنا الأشياء، وربعهم أرادوا تغيير ضميرهم.
كان الانفتاح هو السمة التي كان قلة قليلة من الناس على استعداد لتغييرها. تشير الشخصية إلى الاختلافات الفردية في أنماط التفكير والشعور والتصرف، لذا فإن تغيير الشخصية لا يعني بالضرورة إعادة صياغة الشفرة الجينية -بل يتعلق بتغيير تلك الأنماط العقلية. ومع ذلك، لم يكن يعتقد دائمًا أن هذه التغييرات ممكنة.