أثار الأداء الباهت للنجم الفرنسي كيليان مبابي منذ انضمامه إلى ريال مدريد تساؤلات حول جدوى التعاقد معه، خصوصًا بعد أدائه في مباراة أتلتيك بيلباو الأخيرة التي خسرها الفريق بنتيجة 2-1 في الجولة الـ19 من الدوري الإسباني.
ومع تزايد الانتقادات الموجهة له، يلوح في الأفق سؤال محوري:
هل كان ريال مدريد مخطئًا بالتعاقد مع اللاعب الذي طالما كان حلمًا للنادي وجماهيره؟
“بداية متعثرة ومردود ضعيف“
منذ وصوله إلى ريال مدريد في الصيف الماضي، عانى مبابي من بداية متواضعة لموسمه الأول مع الفريق الملكي، ولم يظهر اللاعب بالشكل المتوقع، حيث واجه صعوبة في التأقلم مع أسلوب اللعب في الليجا، وفشل في تقديم الأداء الحاسم في العديد من المباريات الكبرى.
في مباراة أتلتيك بيلباو، بدا مبابي معزولاً في الخط الأمامي، ولم يتمكن من استغلال الفرص القليلة التي أتيحت له، بما في ذلك إهداره ركلة جزاء كانت يمكن أن تغير مسار المباراة.
“الانتقادات الجماهيرية والصحفية“
تعرض مبابي لانتقادات لاذعة من الجماهير والصحافة الإسبانية، التي أشارت إلى أنه لم يقدم الإضافة المنتظرة مقارنة بالمبلغ الكبير الذي دفعه النادي لضمه.
بعض المعلقين الرياضيين اعتبروا أن مبابي يفتقر إلى الجدية والاندماج المطلوب مع زملائه، مشيرين إلى أن النجم الفرنسي يبدو أحيانًا وكأنه يلعب لنفسه وليس لصالح الفريق.
“مقارنة مع التوقعات العالية“
عندما انضم مبابي إلى ريال مدريد، كان يُنظر إليه كخليفة لكريستيانو رونالدو وكمفتاح لاستعادة الهيمنة الأوروبية، لكن حتى الآن، لم يتمكن من الارتقاء إلى مستوى هذه التوقعات العالية.
ورغم امتلاكه مهارات استثنائية، إلا أن غياب الحسم والتركيز أمام المرمى جعل العديد يتساءلون عما إذا كان مبابي يفتقر إلى العقلية اللازمة للتألق في نادٍ بحجم ريال مدريد.
“تأثير الأداء على الفريق“
إخفاق مبابي في تقديم الأداء المأمول أثر بشكل مباشر على ريال مدريد، الذي يعاني من تذبذب في النتائج هذا الموسم، فالفريق يعتمد بشكل كبير على مهاجميه لتحويل الفرص إلى أهداف، وهو ما لم يحققه مبابي حتى الآن.
أداؤه المتواضع في المباريات الحاسمة، مثل مواجهة أتلتيك بيلباو، زاد من تعقيد موقف الفريق في سباق الدوري.
“أسئلة حول الاستراتيجية“
التعاقد مع مبابي كان جزءًا من خطة طويلة الأمد لريال مدريد لتجديد الفريق، لكن النتائج الحالية تثير تساؤلات حول صحة هذه الاستراتيجية.
هل كان من الأفضل توجيه الأموال الضخمة التي أُنفقت على مبابي لتعزيز مراكز أخرى تحتاج إلى دعم؟ أم أن اللاعب يحتاج فقط إلى مزيد من الوقت للتكيف مع ضغط اللعب في ملعب سانتياجو برنابيو؟
“نظرة على المستقبل“
رغم البداية المتعثرة، لا يزال أمام مبابي فرصة لتحسين أدائه وإثبات جدارته بارتداء قميص ريال مدريد، حيث يحتاج اللاعب إلى استعادة ثقته بنفسه والعمل بجدية أكبر للتكيف مع متطلبات الفريق. من جانبه، قد يحتاج النادي أيضًا إلى توفير الدعم النفسي والفني اللازم للنجم الفرنسي لضمان استفادته الكاملة من إمكاناته.
باختصار، التعاقد مع مبابي قد يكون خطوة صحيحة على المدى الطويل، لكن أداؤه الحالي يثير تساؤلات مشروعة حول مدى نجاح هذه الصفقة في تحقيق طموحات ريال مدريد في الوقت الراهن.
View this post on Instagram