الشارقة – السابعة الاخبارية
هيئة الأدب والنشر والترجمة، اختتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة مشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، الذي أقيم في مركز إكسبو الشارقة خلال الفترة من 5 إلى 16 نوفمبر، وسط تفاعل كبير من الزوار وإشادة واسعة بالمحتوى الثقافي والأدبي الذي قدمه الجناح السعودي. وقد جاءت هذه المشاركة امتداداً للدور المتنامي الذي تضطلع به المملكة في دعم الثقافة العربية والعالمية، وتعزيز حضورها الأدبي في المحافل الدولية.
شهد الجناح السعودي خلال أيام المعرض حضوراً لافتاً من مختلف الجنسيات، حيث عكس مستوى التنظيم والتنوع البرامجي الحيوية الثقافية التي تعيشها السعودية في السنوات الأخيرة. وجسدت الهيئة من خلال مشاركتها هذا العام رؤية الانفتاح المعرفي السعودي، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تضع الثقافة في قلب التنمية الشاملة وتعدها جسراً للانفتاح والتواصل الإنساني.
هيئة الأدب والنشر والترجمة.. برنامج ثقافي يعكس حيوية المشهد الأدبي السعودي
اعتمد الجناح السعودي برنامجاً ثقافياً ثرياً امتد على مدار 12 يوماً، حيث نظمت الهيئة سلسلة من الندوات والجلسات الحوارية والأمسيات الشعرية التي شارك فيها نخبة من الأدباء والمفكرين والباحثين السعوديين. وقد تناولت هذه الجلسات قضايا الأدب السعودي، وتطوّر حركة الكتابة الإبداعية، والتحولات الثقافية التي تشهدها المملكة، إلى جانب تسليط الضوء على إنجازات الشعراء والروائيين السعوديين الذين أصبحوا جزءاً مؤثراً من المشهد الأدبي العربي والعالمي.
تميزت الندوات بالتفاعل الحي من الجمهور الذي وجد في الطروحات السعودية نافذة جديدة على ثقافة شابة تتطور بوتيرة متسارعة. كما استعرض الأدباء المشاركون تجاربهم الشخصية في الكتابة والترجمة والنشر، مقدمين صورة شاملة عن الديناميكية التي تتحرك بها المؤسسات الثقافية السعودية في الوقت الراهن.

جناح يجذب الزوار ويقدم صورة معاصرة للثقافة السعودية
حظي الجناح السعودي بإقبال كبير من رواد المعرض، الذين وجدوا فيه مساحة معرفية تقدم الثقافة السعودية في قالب معاصر. وقد أعرب عدد من الزوار عن إعجابهم بالمحتوى المعروض، الذي تنوع بين المخطوطات والكتب الحديثة والمواد التعريفية بالمشهد الثقافي في المملكة، إضافة إلى منتجات معرفية تُبرز التحول الكبير في قطاعات النشر والترجمة وإنتاج المحتوى.
ولم يقتصر حضور الجناح على تقديم الكتب، بل شكّل منصة للحوار الثقافي، حيث تحوّل إلى نقطة لقاء بين المهتمين بصناعة الكتاب، والمؤلفين، والناشرين، والقراء من مختلف دول العالم. وقد ساهم هذا التفاعل في تعزيز جسور التعاون الثقافي بين السعودية والدول المشاركة في المعرض، وخصوصاً في مجالات الترجمة وتبادل حقوق النشر.
مشاركة سعودية تتكامل مع رسالة معرض الشارقة الدولي للكتاب
جاء حضور الهيئة منسجماً مع رسالة معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يُعَدّ واحداً من أكبر ثلاثة معارض كتب عالمياً من حيث الإقبال وتنوع المشاركين. فمنذ تأسيسه عام 1982، نجح المعرض في تعزيز الثقافة العربية ودعم صناعة النشر، ليصبح منصة يتلاقى فيها الفكر العربي والعالمي، وتُطرح من خلالها قضايا الأدب والترجمة والإبداع.
وتنسجم المشاركة السعودية مع هذا التوجه؛ إذ أسهمت في إثراء الحوارات الثقافية التي يحتضنها المعرض سنوياً، وشاركت بفاعلية في الفعاليات المهنية المصاحبة، مثل مؤتمر الناشرين الذي يعد من أهم المنصات الدولية لمناقشة الترجمة وحقوق الملكية الفكرية وتطوير منظومات النشر. وتحرص الهيئة من خلال هذه المشاركة على اعتماد أفضل الممارسات الدولية في صناعة المحتوى الثقافي وتوسيع شبكة تعاوناتها المهنية.
منصة سعودية لتعزيز التعاون الدولي في النشر والترجمة
تعكس مشاركة الهيئة في المعرض حرص المملكة على مد جسور التواصل المعرفي مع المؤسسات الثقافية العالمية، وتعزيز حضورها في الساحة الأدبية الدولية. فقد أتاحت المشاركة للهيئة فرصة للتواصل المباشر مع كبار الناشرين، ومناقشة شراكات جديدة ترتبط بالترجمة المزدوجة، وإصدار الحقوق، وتنفيذ مشاريع ثقافية مشتركة.
وتحرص الهيئة على دعم الصناعات الإبداعية السعودية، وفتح أسواق جديدة للكتاب السعودي، وتمكين المؤلفين من الوصول إلى منصات عالمية تعزز انتشار أعمالهم. وقد مثّل معرض الشارقة الدولي للكتاب فرصة مهمة لتحقيق هذه الأهداف، نظراً لما يحظى به من مكانة دولية راسخة، وما يجمعه سنوياً من ناشرين ومهنيين ومؤسسات ثقافية من مختلف أنحاء العالم.
تفاعل جماهيري مع الأدباء السعوديين وترحيب بالمنجز المحلي
تميّز الجناح السعودي بحضور لافت لعدد من الأدباء الذين تفاعل معهم الجمهور عبر جلسات توقيع الكتب والحوارات المفتوحة. وقد قدّم الأدباء المشاركون رؤى جديدة حول التحولات التي تشهدها الكتابة السعودية، سواء في الشعر أو الرواية أو النقد أو الترجمة، مؤكدين أن المملكة أصبحت اليوم فضاءً ثقافياً غنياً ومتنوعاً ومؤهلاً لأن يحتل مكانة رائدة في المحيط العربي والعالمي.
كما احتفى الجمهور بالكتب السعودية المشاركة التي شكّلت مكتبة متنوعة تضم أعمالاً أدبية، وبحوثاً معرفية، وإصدارات مترجمة، وكتباً حديثة تعكس تطور صناعة النشر في المملكة. وقد ساعد هذا التنوع في تشكيل صورة واضحة عن مكانة المملكة في المشهد الثقافي وثراء الحركة الأدبية فيها.
معرض الشارقة… تظاهرة ثقافية تتجاوز الكتب إلى بناء الإنسان
يتميّز معرض الشارقة الدولي للكتاب بكونه مهرجاناً متكاملاً للثقافة والمعرفة، وليس مجرد مساحة لعرض الكتب. فالبرنامج الثقافي الذي يقدمه سنوياً يشمل الندوات الفكرية، وورش العمل المتخصصة للأطفال واليافعين، وفعاليات توقيع الكتب، واللقاءات الأدبية، إلى جانب مبادرات نوعية تشجع القراءة وتدعم المؤلفين مثل جائزة الشارقة للكتاب ومؤتمر الناشرين.
ويتيح هذا التنوع للجهات المشاركة، ومنها هيئة الأدب والنشر والترجمة، فرصة فريدة لتقديم تجاربها ومبادراتها أمام جمهور واسع يضم المهتمين بالأدب والمعرفة وصناعة المحتوى. وقد انعكس هذا بوضوح في تفاعل الزوار مع الجناح السعودي الذي قدّم صورة متجددة للثقافة السعودية، وأبرز دور المملكة المتنامي في الساحة الثقافية العربية.

ختام يؤكد الشراكة الثقافية بين السعودية والشارقة
في ختام المشاركة، أكدت هيئة الأدب والنشر والترجمة أن حضورها في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 يأتي ضمن استراتيجية موسعة لتعزيز التعاون الثقافي مع العالم العربي والعالم، ولتقديم المملكة بوصفها مركزاً معرفياً يرفد المشهد الثقافي بنتاج متجدد ومتنوع.
وبهذا، تواصل الهيئة دورها في تمثيل السعودية في المحافل الدولية، وتعزيز مكانتها في مجالات النشر والترجمة وصناعة الكتاب، بينما يواصل معرض الشارقة الدولي للكتاب رسالته كجسر ثقافي عالمي يجمع الأدباء وصناع المعرفة من كل مكان، ليؤكد الطرفان من خلال هذا التعاون أن الثقافة هي لغة الحوار وأن الكتاب يظل الوسيط الأسمى لوصل الشعوب ببعضها.
