لبنان – السابعة الإخبارية
وائل كفوري .. لم يعتد جمهور الفنان اللبناني وائل كفوري أن يتصدر اسمه العناوين الإخبارية بعيدًا عن الفن والغناء، إلا أن الأيام الأخيرة حملت معه عاصفة جديدة كان مسرحها ساحات القضاء ومنصات التواصل الاجتماعي، بعدما خرجت تفاصيل خلافاته مع طليقته أنجيلا بشارة إلى العلن بشكل غير مسبوق. القضية لم تعد مجرد نزاع عائلي، بل تحولت إلى قضية رأي عام تمسّ القانون، الإعلام، وحتى المجتمع اللبناني الذي يعيش ظروفًا اقتصادية صعبة.
وائل كفوري .. بداية الأزمة
القصة تعود إلى تصريحات مباشرة من أنجيلا بشارة عبر حسابها على إنستجرام، حيث عبّرت عن استيائها من أداء محاكم الأحوال الشخصية الجعفرية، معتبرة أنها لم تنصفها في ملف النفقة والحقوق المترتبة على وائل كفوري بعد الطلاق. كتبت بشارة بوضوح:
“ست سنوات في المحاكم، لم يكن القاضي يقرّ النفقة على أساس سعر الصرف الحقيقي، وكانت حججه غير منطقية وكأنه يعيش فيبلد آخر غير بلدنا.”
ولم تتوقف عند هذا الحد، بل صعّدت لهجتها متهمة القضاء بـ”الظلم القانوني” ومؤكدة: “خيبت أمالي محكمة كان يفترض أن تكونالملجأ، لكنها دمرت عائلة وأولاد. رغم ذلك، لن أستسلم لقضاء فاسد.”
هذه العبارات أحدثت صدى واسعًا، خصوصًا وأنها جاءت متزامنة مع أنباء متداولة في الإعلام اللبناني حول استقبال وائل كفوري مولودته الأولى من زوجته الجديدة شانا عبود، والتي أطلق عليها اسم “كلوفي”. الأمر فتح الباب لموجة جديدة من الجدل، وجعل القضية تحت المجهر مجددًا.

تسجيل مسرّب يشعل الشارع
الأزمة أخذت منحى أكثر حدّة بعد تسريب تسجيل صوتي لمحامي أنجيلا، أشرف الموسوي، تضمّن إساءات شخصية لوائل كفوري ولأهالي مدينة زحلة، مسقط رأس النجم اللبناني. التسجيل أثار موجة غضب في زحلة، حيث اعتبر الأهالي أن الإساءة تجاوزت وائل شخصيًا لتطال مدينتهم وهويتهم. وسرعان ما خرجت مظاهر دعم شعبية للفنان، رُددت خلالها شعارات مثل: “وائل كفوري خطأحمر” و*“لا لتشويه الفن الزحلي”*.
هذا الالتفاف الشعبي عزز مكانة كفوري وأحرجه خصومه في المعركة القضائية والإعلامية، ليجد الرأي العام نفسه منقسمًا بين تعاطف مع طليقة ترى أنها مظلومة من القضاء، ودعم واسع لنجم يملك رصيدًا فنيًا وشعبيًا كبيرًا.
وساطات واتفاقيات
بعد فترة من التصعيد الإعلامي والقانوني، كشفت مصادر مقربة من الطرفين عن اتفاقية مصالحة تم التوصل إليها بوساطة شخصيات بارزة، تضمنت تعهد أنجيلا بشارة بعدم التطرق علنًا لطليقها أو الإساءة إليه عبر الإعلام، مقابل التزام وائل كفوري برفع قيمة النفقة الشهرية المنتظمة، وضمان حقه في لقاء طفلتيه متى شاء.
الاتفاقية اعتُبرت خطوة مهمة لتخفيف التوتر بين الطرفين، لكنها لم تُنهِ النزاع كليًا، حيث استمرت أنجيلا في السعي إلى الحصول على مزيد من الحقوق المالية في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه لبنان، الأمر الذي أعاد الملف إلى أروقة المحاكم مجددًا.
القضاء يحسم الموقف
في تطور لافت، أصدرت محكمة الاستئناف في منطقة الجبيل مؤخرًا قرارًا قضى برفض دعوى أنجيلا بشارة للمطالبة بحقوق إضافية، وأكدت على الاتفاق الموقع بين الطرفين عام 2019. القرار جاء رغم الأزمة الاقتصادية وتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية، معتبرًا أن الالتزامات السابقة لا يمكن تعديلها بشكل جذري إلا بتوافق جديد بين الطرفين.
هذا الحكم شكّل ختامًا قانونيًا للملف على الأقل في مرحلته الحالية، وأعاد الأمور إلى نقطة أكثر استقرارًا، رغم أن آثار الأزمة ما زالت حاضرة بقوة في الرأي العام والإعلام.

بين الخصوصية والشهرة
ما يميز هذه القضية هو أنها كشفت عن التداخل العميق بين الحياة الخاصة للفنانين وبين صورتهم العامة. فبينما يسعى وائل كفوري للحفاظ على خصوصيته بعيدًا عن الأضواء، وجد نفسه في قلب عاصفة إعلامية تُناقش تفاصيل حياته العائلية بشكل يومي. وفي المقابل، استخدمت أنجيلا بشارة الإعلام كمنصة للضغط والتعبير عن معاناتها، ما حول النزاع من ملف قانوني بحت إلى قضية اجتماعية مفتوحة.
دروس مستفادة
القضية حملت معها دروسًا متعددة، أولها أن القانون وحده لا يكفي لحل النزاعات العائلية إذا لم يقترن بالحس الإنساني والوعي الاجتماعي. ثانيًا، أن الشهرة قد تكون سلاحًا ذا حدين، فهي تمنح الدعم الشعبي لكن تكشف في الوقت ذاته تفاصيل حساسة أمام الجميع. وثالثًا، أن الأزمات العائلية حين تتزامن مع انهيار اقتصادي شامل كما في لبنان، تأخذ أبعادًا أكبر بكثير من مجرد نزاع بين زوجين سابقين.
النهاية المفتوحة
اليوم، ومع استقرار نسبي في العلاقة بين وائل كفوري وطليقته أنجيلا بشارة بفضل الاتفاق الأخير، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستُطوى هذه الصفحة نهائيًا، أم أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية قد تعيد إشعال الخلافات مستقبلًا؟
ما هو مؤكد أن وائل كفوري، رغم كل ما مرّ به من أزمات، ما زال يحتفظ بمكانته كواحد من أبرز نجوم الغناء في لبنان والعالم العربي، فيما تظل حياته الخاصة مرآة تعكس التحديات التي يواجهها المشاهير حين تتقاطع الشهرة مع تفاصيلهم الإنسانية الأكثر خصوصية.
