االإمارات – السابعة الإخبارية
واتساب.. في خطوة جديدة تعزز من تكامل الذكاء الاصطناعي في التطبيقات اليومية، بدأ تطبيق المراسلة الفورية الشهير “واتساب” في طرح ميزة مبتكرة تتيح للمستخدمين تلخيص الرسائل غير المقروءة بسرعة وسلاسة. الميزة الجديدة، التي تعمل بدعم مباشر من تقنية Meta AI، تسهم في تقليل الوقت والجهد المطلوبين لقراءة المحادثات الطويلة، خاصة في المجموعات النشطة التي تزدحم بالرسائل بشكل يومي.
الميزة التي أُعلن عنها مؤخرًا، أصبحت متوفرة حاليًا لمستخدمي واتساب في الولايات المتحدة، وتعمل حصرًا باللغة الإنجليزية في هذه المرحلة. ووفقًا لما أعلنته الشركة الأم “ميتا”، فإن هذه التقنية ستشهد توسعًا تدريجيًا في الأشهر المقبلة، لتصل إلى أسواق ودول أخرى، مع دعم متوقع للغات إضافية لتشمل نطاقًا أوسع من المستخدمين حول العالم.

كيف تعمل ميزة “تلخيص الرسائل” في واتساب ؟
تُعد الميزة إضافة نوعية لتجربة استخدام واتساب، حيث تتيح للمستخدم ببساطة طلب ملخص لمحادثة معينة — سواء أكانت جماعية أو فردية — مباشرة من داخل التطبيق. يقوم الذكاء الاصطناعي حينها بقراءة محتوى المحادثة وتقديم ملخص دقيق على شكل نقاط أساسية تلخص أهم ما ورد فيها.
هذا التلخيص لا يُظهر للمشاركين الآخرين في المحادثة، مما يضمن سرية الاستخدام ويجعل من الميزة أداة مساعدة شخصية بالكامل. كما أن هذه الخاصية مفيدة بشكل خاص للمستخدمين الذين ينشغلون لفترات طويلة ثم يعودون ليجدوا عشرات أو مئات الرسائل التي تتطلب قراءتها وقتًا طويلاً.
على سبيل المثال، في مجموعات العمل أو العائلة التي تشهد تفاعلات يومية متلاحقة، يمكن للميزة أن توضح للمستخدم “ما فاتك” في ثوانٍ معدودة، دون الحاجة للتمرير اللانهائي عبر الرسائل القديمة.
الخصوصية أولًا: تصميم يحمي البيانات
مع كل تقنية جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي، يبرز التساؤل حول مدى حماية الخصوصية. وهنا، تؤكد شركة “ميتا” أن ميزة تلخيص الرسائل في واتساب قد صُممت من البداية لتضع خصوصية المستخدم في المقام الأول.
وتعتمد الخاصية على ما تطلق عليه الشركة اسم “المعالجة الخاصة” (Private Processing)، وهي تقنية متقدمة تضمن أن البيانات، بما في ذلك محتوى الرسائل والملخصات الناتجة، لا تُرسل إلى خوادم ميتا ولا تُخزن هناك. كما أوضحت الشركة أن نماذج الذكاء الاصطناعي لا تقوم بتعلم أو حفظ أي معلومات من هذه المحادثات، مما يضمن أن التفاعل مع الميزة يظل محصورًا بين المستخدم نفسه والتطبيق فقط.
هذا النهج في حماية الخصوصية ينسجم مع سياسة واتساب العامة التي تقوم على التشفير التام بين الطرفين (End-to-End Encryption)، والتي كانت دائمًا من أبرز نقاط قوته مقارنة بتطبيقات المراسلة الأخرى.

ميزة اختيارية بالكامل وبإمكانات تخصيص مرنة
من النقاط المهمة التي أوضحتها واتساب أيضًا أن الميزة ليست مفعّلة تلقائيًا. بل يتعين على المستخدمين الراغبين في الاستفادة منها القيام بتفعيلها يدويًا من خلال إعدادات الخصوصية المتقدمة داخل التطبيق. هذا الخيار يمنح المستخدم تحكمًا كاملاً في طريقة استخدام الميزة وتحديد المحادثات التي يمكن تلخيصها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ليس ذلك فحسب، بل سيكون للمستخدم حرية تحديد المجموعات أو الأشخاص الذين يمكن تضمين محادثاتهم في هذا النوع من المعالجة، بما يضمن توازنًا دقيقًا بين الراحة والخصوصية.
أثر هذه الميزة على تجربة المستخدم اليومية
من المتوقع أن تُحدث هذه الميزة تحولًا كبيرًا في الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع واتساب، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على التطبيق في التواصل المهني والاجتماعي. فبدلًا من قضاء وقت طويل في مراجعة الرسائل، يمكن الآن للمستخدمين الحصول على “خلاصة مفيدة” تختصر الوقت وتعزز الفعالية.
ويمكن أيضًا النظر إلى هذه الميزة بوصفها خطوة أولى نحو دمج أوسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في منصات المراسلة الفورية، إذ من المرجح أن نشهد لاحقًا وظائف ذكية إضافية مثل توليد ردود تلقائية مخصصة، أو تحليل نبرة المحادثة، أو حتى اقتراح مواعيد بناءً على السياق.
التحديات المحتملة… وما يمكن توقعه مستقبلاً
رغم ما تحمله الميزة من فوائد واضحة، إلا أن طرحها قد يواجه بعض التحديات، خاصة فيما يتعلق بفعالية التلخيص في اللغات الأخرى غير الإنجليزية، وكذلك في التعامل مع السياقات المعقدة أو الرسائل ذات الطابع العاطفي أو المزاحي، والتي يصعب على الخوارزميات فهمها بدقة في بعض الأحيان.
كما أن توسيع النطاق ليشمل دولًا متعددة يتطلب دراسة ثقافية ولغوية متعمقة لضمان أن تكون الخدمة مفيدة ومفهومة باختلاف البيئات. لكن ميتا تبدو واعية لهذه التحديات، ومن المتوقع أن تستثمر في تحسين النماذج وتطوير قدراتها مع مرور الوقت.
مستقبل المراسلة الذكي يبدأ الآن
يمكن القول إن ميزة “تلخيص الرسائل” في واتساب تمثل نقلة نوعية في مجال تطبيقات المراسلة، حيث تجمع بين قوة الذكاء الاصطناعي وسهولة الاستخدام والخصوصية الصارمة. وهي خطوة تعكس رؤية أوسع نحو تقديم تجربة مراسلة أكثر ذكاءً وتنظيمًا، تلبي احتياجات المستخدمين في عالم سريع الإيقاع ومليء بالمعلومات.
مع استمرار التقدم في هذا المجال، قد لا يكون بعيدًا ذلك اليوم الذي يصبح فيه الذكاء الاصطناعي شريكًا يوميًا في تنظيم حياتنا الرقمية، وتقديم مساعدات ذكية تفوق التوقعات.
<
كيف تجعل رسالة واتساب التي أرسلتها بالخطأ تختفي لدى الطرف الآخر بدون استخدام “حذف لدى الجميع”📵
–
🔖احفظها علامة مرجعية وانشرها للفائدة 🙏🏻 pic.twitter.com/baSxJH4hC9— عبدالحفيظ علي محمد عبدالله صالح (@abdulhafiz20111) June 24, 2025
/p>