القاهرة – السابعة الاخبارية
والد حلا شيحة، في تصريح حاسم أنهى كثيرًا من الشائعات التي ترددت مؤخرًا، خرج الفنان التشكيلي الكبير أحمد شيحة، والد حلا شيحة الفنانة المصرية، ليؤكد أن ابنته لم تعتزل الفن ولم تُعلن في أي وقت نيتها الابتعاد عنه أو تحريمه كما تردّد على بعض المواقع. وأوضح أن ما يُنسب إليها من تصريحات في هذا الشأن “عارٍ تمامًا من الصحة”، مشيرًا إلى أن حلا لا تزال فنانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأن انشغالها بأسرتها وأبنائها هو ما يفسر ابتعادها المؤقت عن الساحة الفنية.
والد حلا شيحة: ابنتي تعيش أمومة مؤقته
في لقائه ببرنامج “كلام الناس”، أوضح أحمد شيحة أن ابنته حلا تمرّ في مرحلة تركّز فيها على دورها كأم أكثر من أي وقت مضى، وأن وجودها في كندا ليس انسحابًا من الفن، بل هو قرار عائلي مؤقت لمرافقة أولادها أثناء فترة دراستهم هناك. وأضاف أن هذا القرار يعكس جانبًا إنسانيًا عميقًا في شخصيتها، فهي أم قبل أن تكون فنانة، وتضع مصلحة أبنائها فوق كل اعتبار.

وأشار شيحة إلى أن “حلا فنانة حتى النخاع”، وأنها لم تكن يومًا ضد الفن أو رسالته، مؤكدًا أن ما تفعله الآن هو نوع من التوازن بين واجبها كأم وبين شغفها بالفن، وأنها ستعود إلى الشاشة في الوقت المناسب، عندما تشعر أن الظروف ملائمة لذلك.
وقال أيضًا إن حلا “تؤمن بأن الفن رسالة إنسانية سامية”، وأنها لا تنظر إليه كمجرد مهنة أو وسيلة شهرة، بل كأداة يمكن من خلالها التعبير عن القيم والمشاعر الإنسانية.
توضيح حول الشائعات
في الفترة الأخيرة، انتشرت أخبار كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أن حلا شيحة اعتزلت الفن مرة أخرى، أو أنها أصدرت تصريحات تحرّم العمل الفني وتعتبره مخالفًا للدين. هذه الأخبار أثارت جدلًا واسعًا بين جمهورها، خصوصًا أنها كانت قد مرت سابقًا بتجارب متعددة بين الاعتزال والعودة إلى التمثيل.
لكن والدها، الفنان أحمد شيحة، حسم الموقف هذه المرة بشكل قاطع، مؤكدًا أن ابنته لم تُدلِ بأي تصريحات من هذا النوع، وأن من يروّج لهذه الأخبار “يبحث عن الجدل فقط”. وأضاف أن حلا في الوقت الحالي تركز على تربية أولادها، وتعيش فترة هدوء نفسي، لكنها لم تتخلّ عن حبها للفن أو رغبتها في العمل من خلاله في المستقبل.
وأوضح أن غيابها عن الأضواء لا يعني غيابها عن الإبداع، فهي تكتب وتفكر وتتابع كل ما يدور في الوسط الفني، وتحتفظ بعلاقات طيبة مع زملائها الفنانين.
رحلة حلا شيحة بين القرارات والتجارب
منذ بداياتها، كانت حياة حلا شيحة مليئة بالتحولات، سواء على المستوى الشخصي أو المهني. بدأت مشوارها الفني في أواخر التسعينيات وحققت شهرة كبيرة من خلال أدوارها السينمائية التي جمعت بين العفوية والصدق. شاركت في أفلام ناجحة مثل “ليه خلتني أحبك” و”السلم والثعبان” و”عريس من جهة أمنية”، وأثبتت موهبتها بسرعة بين بنات جيلها.
ثم جاءت فترة ارتدائها الحجاب واعتزالها التمثيل، وهي المرحلة التي أثارت وقتها الكثير من الجدل. لاحقًا، عادت إلى الفن بعد سنوات من الغياب، لتطلّ على جمهورها في أعمال جديدة أبرزها مسلسل “زلزال” مع محمد رمضان، حيث بدت أكثر نضجًا واتزانًا.
ورغم أن قراراتها المتعددة بين الاعتزال والعودة كانت دائمًا محل نقاش، إلا أن الجمهور ظلّ يحتفظ لها بمكانة خاصة، لأنها كانت صادقة في كل مرحلة، سواء كانت أمام الكاميرا أو بعيدة عنها.
ما بين الحجاب والهوية الفنية
في مقطع فيديو نشرته مؤخرًا عبر قناتها على “يوتيوب”، تحدثت حلا شيحة بصراحة عن تجربتها الشخصية مع ارتداء الحجاب ثم خلعه، موضحة أنها مرت بفترات من الاضطراب والخوف والبحث عن الذات.
قالت في الفيديو إن الخوف حين يسيطر على الإنسان يجعله يرى الأمور من زاوية ضيقة، مشيرة إلى أن الإيمان الحقيقي لا يقوم على الخوف بل على المحبة والثقة بالله. وأضافت: “كل إنسان يمكن أن يقع في الفتنة، لكن الضعف لا يعني أن الله تخلّى عنه، بل هو دليل على أن الخوف تغلب على الإيمان مؤقتًا”.
وتابعت أنها كانت قريبة من الله دائمًا، لكنها مرت بفترات من القلق على مستقبلها ومستقبل أولادها، مما جعلها تتردد وتنتكس أحيانًا، لكنها كانت دائمًا تعود إلى الدعاء والاستعانة بالله.
كلماتها الصريحة لاقت تفاعلًا واسعًا، لأنها تحدثت بصدق عن تجربة إنسانية يعيشها كثيرون، ولم تطرح نفسها كناصحة أو مثالية، بل كإنسانة تبحث عن التوازن بين الإيمان والحياة.
أحمد شيحة: فنانة بطبعها
خلال حديثه، شدد والدها على أن ابنته “فنانة بطبعها”، وأن الفن يجري في دمها مثلما يجري في دماء أفراد العائلة كافة، قائلًا: “حلا منذ طفولتها وهي عاشقة للرسم والتمثيل، ولم أجد يومًا منها موقفًا ضد الفن. هي فقط مرت بتجارب إنسانية جعلتها أكثر عمقًا في نظرتها للحياة”.
وأضاف أن ابنته تمتلك حسًا فنيًا عاليًا وتحب الجمال في كل شيء، سواء في تفاصيل الحياة اليومية أو في الفن التشكيلي والسينما والموسيقى، مشيرًا إلى أن هذا الحس لن يختفي، حتى لو ابتعدت مؤقتًا عن الأضواء.
وأكد أن دعم الأسرة لها مستمر، وأنهم جميعًا يقدّرون رغبتها في التفرغ حاليًا لأبنائها، لأنهم يدركون أن الأمومة جزء أساسي من شخصيتها ولا يمكن فصلها عن كونها فنانة.
هنا شيحة… القيادة والمسؤولية في العائلة
لم يقتصر حديث أحمد شيحة على ابنته حلا فقط، بل تناول أيضًا شخصية ابنته الأخرى هنا شيحة، التي وصفها بأنها “القيادية في بيت العائلة”. أوضح أنها منذ صغرها كانت تتحمل المسؤولية في غيابه، وتدير شؤون المنزل والمصروفات، وتتعامل بدقة وانضباط مع كل التفاصيل.
وقال عنها: “هنا كانت دائمًا منظمة جدًا، ولديها روح القيادة، عندما كنت أسافر أو أنشغل بالعمل، كانت هي من تدير الأمور في المنزل وتتابع إخوتها، لذلك كانت دائمًا عمود البيت”.
وأشار إلى أن هذه الشخصية القيادية انعكست على حياتها المهنية أيضًا، فهي فنانة تمتلك رؤية واضحة واختيارات مدروسة، وتحرص على تقديم أدوار متنوعة تثبت فيها موهبتها. كما أكد أنه فخور بنجاحها واستقلاليتها، وبقدرتها على الجمع بين الأمومة والعمل الفني دون أن تفقد توازنها.
العائلة الفنية
عائلة شيحة تُعدّ واحدة من أبرز العائلات الفنية في مصر. فإلى جانب الأب الفنان التشكيلي أحمد شيحة، برزت بناته في مجالات الفن والتمثيل. هنا شيحة حققت حضورًا قويًا في السينما والتلفزيون، ورشا شيحة اختارت مجال التصوير الفوتوغرافي والفن البصري، أما حلا فكانت وما زالت محور اهتمام الجمهور بسبب قراراتها الجريئة ومسيرتها المليئة بالتحولات.
ورغم اختلاف تجاربهن، يجمع بين الأخوات حب الفن والبحث عن الجمال والإبداع، وهو ما يراه أحمد شيحة امتدادًا طبيعيًا لتأثيره كفنان عاشق للفن التشكيلي واللون والحياة.
بين الاختيار والقدر
في ختام حديثه، عبّر أحمد شيحة عن قناعته بأن ما تمر به حلا ليس سوى مرحلة مؤقتة من حياتها، مؤكدًا أنها ستعود للفن عندما تشعر أن الوقت مناسب لذلك، وأنها لا تزال تحتفظ بشغفها وإحساسها الفني.
قال: “حلا لم تعتزل، ولم تتخلّ عن فنها. هي فقط اختارت أن تكون أمًا في هذه المرحلة، وهذا لا ينتقص من كونها فنانة. بالعكس، هذه التجربة ستجعلها أكثر نضجًا عندما تعود، لأن الفنان الحقيقي يتغذى على تجاربه الإنسانية”.
وأضاف أن الفنان لا يمكن أن يعتزل الفن بالمعنى الحقيقي، لأن الإبداع جزء من تكوينه، وحلا من هذا النوع من الفنانين الذين يعيشون الفن في كل تفاصيل حياتهم، حتى في صمتهم وابتعادهم.
رؤية إنسانية ناضجة
من خلال تصريحات أحمد شيحة ومقاطع الفيديو الأخيرة لحلا، يتضح أن ما تعيشه الأسرة اليوم هو مرحلة نضج وتوازن، لا صراع أو تناقض. حلا لا ترفض الفن، لكنها تبحث عن معنى أعمق له في حياتها، وهنا تواصل طريقها بثبات وقيادة، والأب يتابع بنظرة فخر ورضا مسيرة بناته المختلفات المتفقات في حب الإبداع.

الجدل حول حلا شيحة يبدو أنه لن يتوقف، لأنها فنانة تختار دائمًا أن تكون صادقة مع نفسها، حتى لو أثار ذلك الجدل. لكن المؤكد، بحسب والدها، أن الفن لم يخرج من حياتها، وأن عودتها إلى الشاشة ليست سوى مسألة وقت، حين تكتمل الصورة وتستقر حياتها الأسرية.
بهذا التصريح الحاسم، وضع أحمد شيحة حدًا للشائعات، وأعاد الأمور إلى نصابها، مؤكدًا أن ابنته حلا شيحة لم تعتزل الفن، وأنها ما تزال فنانة محبة للجمال وللحياة، تعيش حاليًا مرحلة أمومة تملؤها بالحب والمسؤولية، لكنها ستعود قريبًا إلى جمهورها الذي لم يتوقف عن انتظارها ودعمها.
 
		 
									 
					