إنجلترا – السابعة الإخبارية
محمد صلاح.. في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية، وجّه واين روني، أسطورة مانشستر يونايتد السابق ومدرب برمنغهام سيتي السابق، انتقادات حادة إلى المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، بسبب تراجع مستواه في الموسم الحالي وعدم التزامه بالأدوار الدفاعية خلال المباريات الأخيرة للفريق.
وقال روني في حديث لصحيفة “ليفربول إيكو” البريطانية، إن أداء صلاح في الفترة الأخيرة لا يعكس حجم خبرته أو مكانته كأحد أفضل لاعبي الدوري الإنجليزي في السنوات الماضية، مشيراً إلى أنه بدا متقاعساً عن أداء واجباته الدفاعية في مباراة ليفربول الأخيرة أمام تشيلسي، والتي خسرها “الريدز” بنتيجة 2-1 ضمن منافسات الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز.

“ترك زميله يتمزق أمام عينيه”
وأوضح روني أن السبب المباشر وراء خسارة ليفربول أمام تشيلسي كان ضعف المساندة الدفاعية من جناحي الفريق، وعلى رأسهم محمد صلاح، الذي اكتفى بالمشاهدة في بعض اللقطات الحاسمة. وقال النجم الإنجليزي السابق:”صلاح ترك ظهير فريقه الأيمن يتمزق أمامه وهو يراقب فقط. اللاعب الكبير لا يكتفي بالهجوم، عليه أن يقاتل ويعود للدفاع عندما يتطلب الأمر ذلك.”
وأضاف روني أن اللاعبين الكبار في بعض الأحيان يقعون في فخ الغرور بعد سنوات من النجومية والتألق، ما يجعلهم أقل التزامًا داخل الملعب، مؤكدًا أن محمد صلاح “يحتاج إلى تذكير من قادة الفريق في غرفة الملابس” بضرورة بذل جهد أكبر والمساعدة في التغطية الدفاعية.
روني: على قادة ليفربول أن يتدخلوا
وتابع المهاجم الإنجليزي السابق تصريحاته قائلاً:”يجب على قادة ليفربول أن يكونوا أكثر حزماً. محمد صلاح لاعب رائع وهداف مذهل، لكن في بعض المباريات عليك أن تنسى اسمك الكبير وتلعب من أجل الفريق ككل. إذا لم يكن الجميع في حالة انضباط تكتيكي، فالفريق سيدفع الثمن.”
وأشار إلى أن صلاح بدا تائهاً بعض الشيء خلال مباراة تشيلسي، حيث لم يتمكن من فرض نفسه كما اعتاد، ولم يظهر بنفس الروح القتالية التي عرفها الجمهور في مواسمه الأولى مع ليفربول.
وتأتي هذه الانتقادات في وقت يعيش فيه ليفربول حالة من التذبذب في النتائج، وسط تساؤلات حول مستوى عدد من نجومه، وفي مقدمتهم صلاح الذي لم يسجل سوى 3 أهداف في أول 7 جولات من الموسم، وهو معدل أقل من المعتاد بالنسبة للنجم المصري الذي توّج هدافًا للبريميرليغ ثلاث مرات من قبل.
مقارنة بين صلاح ورونالدو
وفي مقارنة لافتة، تحدث روني عن موقف مشابه عاشه فريقه السابق مانشستر يونايتد في فترة تألق كريستيانو رونالدو قبل انتقاله إلى ريال مدريد، موضحًا أن السير أليكس فيرغسون واجه تحديًا مشابهًا بسبب ضعف المجهود الدفاعي لرونالدو.
وقال روني:”رونالدو كان لا يدافع كثيرًا، وهذا أثّر على التوازن الدفاعي للفريق، لكن فيرغسون تعامل بذكاء، حيث منحه حرية هجومية أكبر بنقله إلى عمق الملعب بدلاً من الجناح، ليستفيد من قدرته على التسجيل وحسم المباريات دون أن يضر بالبنية الدفاعية.”
وأضاف أن على مدرب ليفربول يورغن كلوب أن يتعامل مع وضع صلاح بالطريقة ذاتها، بحيث يُستثمر في مركز يتيح له التألق هجومياً دون أن يُثقل بالمهام الدفاعية التي قد تقلل من فعاليته أمام المرمى.
وأشار إلى أن ليفربول يمتلك خيارات هجومية متعددة، ويمكن لمدربه إعادة توزيع الأدوار داخل الفريق بما يضمن الحفاظ على توازن الأداء الجماعي، دون التقليل من مكانة صلاح كنجم أول للفريق.

صلاح بين الانتقادات والضغوط
رغم الانتقادات الأخيرة، ما زال محمد صلاح يحتفظ بمكانة خاصة لدى جماهير ليفربول التي تعتبره أحد أهم اللاعبين في تاريخ النادي الحديث، بعدما قاده للفوز بدوري أبطال أوروبا عام 2019، والدوري الإنجليزي الممتاز عام 2020، إلى جانب تسجيله أكثر من 200 هدف بقميص الفريق في مختلف البطولات.
لكن الأصوات المطالبة بتجديد الدماء في ليفربول تتصاعد، خصوصاً مع رحيل عدد من نجوم الجيل الذهبي، وهو ما يضع صلاح في دائرة الضوء مجدداً، ويجعله مطالباً باستعادة مستواه المعهود وإثبات أنه ما زال قادراً على قيادة الفريق نحو البطولات.
وفي المقابل، يرى بعض المحللين أن التراجع النسبي في مستوى صلاح طبيعي في ظل تغير منظومة ليفربول التكتيكية وتقدم عمر اللاعب الذي بلغ 32 عاماً، مؤكدين أن خبرته وقدرته على الحسم ستظل نقاط قوة لا يمكن الاستغناء عنها في أي خطة فنية.
تصريحات واين روني فتحت الباب أمام جدل جديد حول أداء محمد صلاح ودوره في المنظومة الحالية لليفربول، بين من يرى أنه لا يزال النجم الأبرز في الفريق، ومن يعتقد أن الغرور بدأ يؤثر على عطائه داخل الملعب.
لكن المؤكد أن صلاح، الذي اعتاد الرد في الميدان، سيحاول إسكات الانتقادات بالطريقة التي يجيدها دائمًا: بتسجيل الأهداف وصناعة الفارق في المواعيد الكبرى.
