الكويت – السابعة الإخبارية
حياة الفهد.. شهد الوسط الفني الخليجي حالة من القلق والترقب خلال الساعات الماضية، بعد إعلان مصادر إعلامية كويتية عن تعرض الفنانة القديرة حياة الفهد لوعكة صحية مفاجئة استدعت نقلها إلى قسم العناية المركزة في مستشفى جابر الأحمد بالكويت.
حياة الفهد : حالة طارئة واستنفار طبي
بحسب المعلومات الواردة، فقد تم إدخال الفنانة الكويتية مباشرة إلى وحدة الرعاية الطبية المكثفة فور وصولها إلى المستشفى، حيث تخضع حاليًا لمتابعة دقيقة من الفريق الطبي. ولم تُكشف حتى الآن تفاصيل دقيقة عن طبيعة حالتها الصحية، إلا أن مصدرًا مقربًا أشار إلى أنها ما زالت تحت المراقبة المستمرة لضمان استقرار وضعها.
الإعلامية الكويتية مي العيدان كانت من أوائل الذين أكدوا الخبر، حيث نشرت عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي أن حياة الفهد تتلقى العلاج في العناية المركزة، داعية جمهورها ومتابعيها إلى الدعاء لها بالشفاء العاجل. وكتبت: “الفنانة حياة الفهد فيالعناية المركزة بمستشفى جابر الأحمد.. ادعوا لها”.

دعم واسع من الوسط الفني
سرعان ما تفاعل الفنانون والجمهور مع الخبر، حيث عبّر الفنان الكويتي خالد المظفر عن تضامنه مع “سيدة الشاشة الخليجية” من خلال نشر صورة لها على حسابه في “إنستغرام”، مرفقًا إياها بدعاء مؤثر: “اللهم اشفها شفاء لا يغادر سقمًا… أمنا الحبيبة حياة الفهد،تقومين بالسلامة يا أم سوزان”.
ولم يقتصر التفاعل على الأسماء الفنية في الكويت، بل امتد إلى محبيها ومتابعيها من مختلف دول الخليج والعالم العربي، الذين غصّت حساباتهم برسائل الاطمئنان والدعوات بالشفاء.
حياة الفهد… أيقونة الفن الخليجي
وُلدت حياة الفهد عام 1948 في منطقة شرق بالكويت، قبل أن تنتقل لاحقًا مع أسرتها إلى منطقة المرقاب عقب وفاة والدها وهي لا تزال في الخامسة من عمرها. ورغم أنها لم تكمل تعليمها الابتدائي، فقد حرصت على تعلم القراءة والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية، وهو ما أتاح لها لاحقًا الانخراط في الحياة المهنية والفنية بثقة.
بدأت علاقتها بالفن في مطلع ستينيات القرن الماضي، حين كانت تعمل في أحد المستشفيات والتقت بالفنان بوجسوم، الذي فتح أمامها أبواب عالم التمثيل. ورغم التحفظات الأولى من والدتها على دخولها المجال الفني، فإنها وافقت بشرط مرافقة شقيقها لها في مواقع التصوير، وهو ما شكّل بداية قصة نجاح استثنائية.
انطلاقة فنية ومسيرة حافلة
كان أول ظهور لها على الشاشة في مسلسل “عائلة بوجسوم” عام 1964، لتتوالى بعد ذلك مشاركاتها في عشرات الأعمال التي شكّلت ذاكرة الدراما الخليجية، من بينها الأعمال الكوميدية والاجتماعية الشهيرة مثل “خالتي قماشة”، و“رقية وسبيكة”، و“جرح الزمن”،و“عندما تغني الزهور”.
إلى جانب التمثيل، خاضت حياة الفهد تجربة الكتابة، فساهمت في تأليف عدد من الأعمال التلفزيونية البارزة مثل “سليمان الطيب”، و“الشريب بزة”، و“الفرية”.

استمرار العطاء في السنوات الأخيرة
رغم مرور عقود على بدايتها الفنية، واصلت حياة الفهد حضورها بقوة في المشهد الدرامي الخليجي. ومن أبرز أعمالها الحديثة مسلسل “سنوات الجريش” الذي عُرض عام 2022، وجسّد حقبة الحرب العالمية الثانية من منظور اجتماعي وتاريخي، مسلطًا الضوء على تأثير الحرب على المجتمعات الخليجية والعربية آنذاك. شاركها البطولة علي السبع، وحسن البلام، وحمد العماني، وهبة الحسيني، وفيصل فريد، وعبد الله خضر، وهو من إخراج مناف عبدال وتأليف محمد النابلسي، وإنتاج شركة الفهد.
كما شاركت مؤخرًا في بطولة مسلسل “أفكار أمي”، حيث أدت دور “شاهة”، امرأة قوية الشخصية تتحكم في أفراد أسرتها، ما يخلق أجواء مشحونة بالصراعات العائلية اليومية. هذا العمل أضاف إلى رصيدها تجربة جديدة في تجسيد الشخصيات المركبة التي تحمل أبعادًا اجتماعية ونفسية عميقة.
إرث فني وإنساني
لا تُعرف حياة الفهد فقط بكونها ممثلة بارزة، بل أيضًا لكونها رمزًا من رموز الفن الخليجي، واسمًا ترك بصمة واضحة في وجدان المشاهد العربي. أدوارها وأعمالها المتنوعة ساهمت في بناء صناعة الدراما في الكويت والمنطقة، كما ألهمت أجيالًا من الفنانين والفنانات الذين يعتبرونها قدوة ومصدر إلهام.
اليوم، ومع خبر دخولها العناية المركزة، يعيش جمهورها حالة من القلق الممزوج بالأمل، منتظرين أخبارًا مطمئنة من الأطباء حول تحسن حالتها.

الدعاء مستمر والأمل حاضر
في ظل ندرة التفاصيل الطبية، يبقى الدعاء هو الرابط الأهم بين الفنانة الكبيرة ومحبيها، الذين ينتظرون عودتها إلى حياتها الطبيعية وإلى الشاشة التي ارتبط اسمها بها لعقود طويلة.
ويبقى أن نقول إن حياة الفهد، التي لطالما جسدت شخصيات صلبة وقادرة على تجاوز الصعاب، قادرة بإذن الله على تخطي هذه الأزمة الصحية، لتعود كما عرفها جمهورها… قوية، حاضرة، ومضيئة في سماء الفن الخليجي.