القاهرة – السابعة الاخبارية
وفاء عامر، نفت الفنانة المصرية وفاء عامر، في بيان صحفي صدر اليوم السبت، ما تم تداوله مؤخرًا عبر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن مغادرتها البلاد هربًا من تحقيقات قضائية، مؤكدة أنها موجودة داخل مصر وتتابع القضية المثارة ضدها بكل ثقة وهدوء.
وفي بيانها، شددت عامر على احترامها الكامل لمؤسسات الدولة وللقضاء المصري، مؤكدة ثقتها المطلقة في أن الحقيقة ستظهر، وأن العدالة ستأخذ مجراها، بما يُنصف المظلومين ويُحاسب من يتعمد التشهير والإساءة دون سند قانوني.
وفاء عامر تكسر صمتها: لم أهرب وسألاحق من شوّه سمعتي قانونيًا
تعود تفاصيل الأزمة إلى ما نشرته إحدى صانعات المحتوى وتُدعى “مروة” على منصة “تيك توك”، حيث بثّت سلسلة من مقاطع الفيديو تتهم فيها الفنانة وفاء عامر زورًا بـ”الضلوع في قضايا تتعلق بتجارة الأعضاء البشرية”، دون أي دلائل أو مستندات تدعم هذه المزاعم الخطيرة.
المقاطع أثارت حالة من الصدمة بين الجمهور والمتابعين، إذ تضمّنت إيحاءات مباشرة وعبارات تُحمّل وفاء عامر مسؤولية جرائم بالغة الخطورة، مما دفعها إلى اللجوء سريعًا إلى الجهات القانونية لاتخاذ إجراءات ضد ما وصفته بـ”الافتراءات الكاذبة والتشهير العمدي”.
عامر: لن أتنازل عن حقي القانوني
وفي تصريحات مرفقة ببيانها، أكدت الفنانة وفاء عامر أنها “لن تصمت أمام هذه الافتراءات”، وأنها أوكلت محاميها الخاص للتعامل مع القضية وملاحقة كل من يشارك في الإساءة إلى اسمها وتاريخها الفني، مضيفة:
“لم أهرب، ولم أغادر البلاد كما يُشاع، أنا هنا في مصر، وأتابع عن كثب تطورات القضية.. أؤمن تمامًا بعدالة القضاء المصري، وثقتي كاملة في الإنصاف”.
وأضافت أن القضية بالنسبة لها لا تتعلق فقط بسمعة شخصية، بل تمثل معركة ضد الظلم والتنمر الرقمي، والانتشار العشوائي للشائعات عبر الإنترنت دون رقابة.
نقابة المهن التمثيلية تتدخل رسميًا
من جانبها، أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانًا رسميًا أعلنت فيه تضامنها الكامل مع الفنانة وفاء عامر، ووصفتها بـ”فنانة كبيرة تتمتع بتاريخ مشرف”، مشيدة بمسيرتها الطويلة ومواقفها الفنية والإنسانية المعروفة.
وأكدت النقابة في بيانها أنها شكّلت لجنة قانونية خاصة لمتابعة تفاصيل القضية، واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية لحماية أعضائها من حملات التشهير والابتزاز الإلكتروني.
وقال مصدر داخل النقابة – طلب عدم ذكر اسمه – إن النقابة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام من وصفهم بـ”مثيري الفتن”، مؤكدًا:
“منصات التواصل الاجتماعي لا تمنح أحدًا الحق في الاتهام دون دليل.. وسنقاضي كل من يسيء لسمعة فنانينا”.
القضية في مسارها القانوني
مصادر قانونية أكدت أن محامي الفنانة وفاء عامر تقدم رسميًا ببلاغ إلى النائب العام ضد صانعة المحتوى “مروة”، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل فيما تم بثه عبر حساباتها الإلكترونية، لما يشكله ذلك من جرائم واضحة تحت بند السب والقذف العلني، ونشر أخبار كاذبة، والتشهير بشخصية عامة.
وبحسب القانون المصري، فإن نشر اتهامات بدون أدلة موثقة، واتهام شخص بالتورط في جرائم خطيرة كـ”تجارة الأعضاء”، يُعد جريمة يُعاقب عليها بالحبس والغرامة، خاصة إذا أُرفقت بعنصر التشهير العلني على وسائل الإعلام أو الإنترنت.
ردود فعل متباينة على منصات التواصل
بينما لقي نفي وفاء عامر تفاعلًا واسعًا من جمهورها وعدد من زملائها في الوسط الفني، عبر تغريدات ومنشورات داعمة على “فيسبوك” و”إكس”، انقسمت الآراء بين مؤيد لموقفها الرافض للصمت، ومطالب بضرورة ضبط المحتوى الإلكتروني، ومَن رأى أن بعض هذه النزاعات تُضخم إعلاميًا على نحو مبالغ فيه.
وشهد وسم #وفاء_عامر انتشارًا كبيرًا خلال الساعات الماضية، وتصدّر قائمة الأكثر تداولًا في مصر، حيث عبّر عدد من الفنانين والمشاهير عن دعمهم الكامل لها، من بينهم الفنانة إلهام شاهين، والمخرج مجدي الهواري، والممثلة صابرين، الذين وصفوا وفاء بأنها “صاحبة تاريخ لا يُشوَّه بمقطع”.
ما بين حرية التعبير والمحاسبة القانونية
الحادثة فتحت من جديد باب النقاش حول حدود حرية التعبير على الإنترنت، ومسؤولية صناع المحتوى في التأكد من صحة المعلومات التي ينشرونها، لا سيما إذا كانت تتعلق بأشخاص أو شخصيات عامة.
ويرى خبراء قانونيون أن حرية التعبير لا تعني إطلاق الاتهامات دون دليل، مؤكدين أن ما حدث مع وفاء عامر يعكس ظاهرة خطيرة متنامية في المجتمع الرقمي، وهي “الاغتيال المعنوي عبر السوشيال ميديا”، حيث يُطلق البعض ادعاءات بدون مرجعية قانونية أو مهنية، مما يُعرض الآخرين لخسائر فادحة معنويًا ومهنيًا.
وفاء عامر: “تاريخي يشهد لي.. ولن أُبتز”
تختتم الفنانة وفاء عامر رسالتها بالتأكيد على أن مشوارها الفني والوطني والإنساني معروف لدى الجميع، مشيرة إلى أنها لن تسمح لأي جهة أو شخص بتلويث هذا التاريخ، مهما كان حجم الحملة أو مدى انتشار الشائعات.
وقالت:
“من يعتقد أن هذه الحرب ستُخيفني أو تدفعني للتنازل عن حقي، فهو واهم.. أنا هنا، وسأظل أواجه بالأدلة والقانون، ولن أقبل أن أكون ضحية في معركة لا أخلاق فيها”.