القاهرة – السابعة الاخبارية
وفاء عامر، في تطوّر أثار جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وجدت الفنانة المصرية وفاء عامر نفسها وسط عاصفة إعلامية وأخلاقية، بعدما تداولت بعض الصفحات والمستخدمين مزاعم تربطها بقضية “الاتجار بالأعضاء البشرية”، وهي من القضايا الحساسة والخطيرة على المستويين القانوني والإنساني. الاتهام لم يكن بسيطًا، ورد فعل وفاء لم يكن عادياً.
وبينما تسابقت الشائعات لتطغى على المنصات الإلكترونية، اختارت الفنانة الكبيرة أن تواجه العاصفة بنفسها، عبر مداخلة هاتفية حادة وصريحة، كان الهدف منها واحدًا: رد الاعتبار وتفنيد الادعاءات.
وفاء عامر ترد من خلال قناة الشمس (ظلم بين)
في أول رد فعل رسمي لها، ظهرت الفنانة وفاء عامر عبر مداخلة هاتفية مع قناة “الشمس”، لتؤكد أنها تعرّضت لظلم كبير وغير مبرر، ووصفت الزجّ باسمها في قضية الاتجار بالأعضاء البشرية بـ”العبث الأخلاقي الذي لا يخدم إلا أجندات هدفها تشويه صورة مصر ورموزها الثقافية”.
قالت وفاء بصوت يحمل الكثير من الانفعال:
“أنا مش مجرد فنانة، أنا مواطنة مصرية بتمثل ثقافة كاملة، والتطاول عليّ بدون دليل هو تطاول على الدولة اللي أنا واحدة من بناتها”.
القضية وأبعادها.. لماذا ذُكر اسم وفاء عامر؟
بدأت القصة بعدما ربطت بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي اسم وفاء عامر بقضية اللاعب الراحل إبراهيم شيكا، الذي توفي مؤخرًا إثر إصابته بمرض السرطان. وبدأت تكهنات غير موثّقة تشير إلى احتمال تورّط بعض الشخصيات العامة في قضايا تتعلّق بسرقة أعضاء أو تجارة غير شرعية، دون وجود أي مستند رسمي أو بلاغ قانوني.
ورأت وفاء أن الزج باسمها تحديدًا لم يكن صدفة، بل جاء ضمن حملة ممنهجة.
وأضافت:
“لو مكانش اسمي وفاء عامر، كان حد تاني هيبقى مكانه؟! إقحامي في الموضوع ده مقصود. أنا مستهدفة”.
رسالة واضحة: “أنا هكمل في الخير رغم كل حاجة”
واحدة من النقاط التي استندت إليها حملة التشويه، هي مشاركة وفاء عامر في مساعدة بعض الحالات المرضية، ومنهم اللاعب شيكا نفسه، الذي طلب دعمها قبل وفاته. لكنها ترى أن هذا الدور المجتمعي تم تحويره وتحريفه لخدمة سيناريو مختلق.
قالت وفاء بحسم:
“الخير اللي بعمله نابع من ضميري، مش حملة إعلامية ولا بروباغندا. أنا مش طالبة مقعد في البرلمان، وبساعد اللي محتاج بقدر ما أقدر، وعمري ما سألت حد عن ديانته أو أصله”.
وأكدت أنها لن تتراجع عن هذا الدور الإنساني، إلا إذا صدر أمر رسمي يمنعها، وهو ما ترى أنه مستحيل في دولة تعرف جيدًا قيمة التضامن المجتمعي.
وفاة شيكا.. تفاصيل الساعات الأخيرة
عن العلاقة التي جمعتها باللاعب الراحل إبراهيم شيكا، أوضحت وفاء عامر أن الأخير تواصل معها مباشرة، وطلب مساعدتها في تغطية تكاليف العلاج، وهو ما استجابت له فورًا، حيث تواصلت مع عدد من الأطباء داخل مصر وخارجها، لتأمين أسرع خطة علاج ممكنة.
وأضافت:
“شيكا كان عارف إني مش هرفض له طلب، وكان بيعاني من حالة متأخرة جدًا من السرطان، والأطباء قالولي وقتها إنه قدامه أيام معدودة. عملنا اللي نقدر عليه”.
وبالنسبة للشائعات التي طالت ظروف وفاته، طالبت وفاء بالكشف عن تقارير المسح الذري الأخيرة التي خضع لها اللاعب، مؤكدة أن التشكيك في وفاته بهذا الشكل هو إساءة ليس فقط لها، بل لكل من حاول إنقاذه بصدق.
نقابة المهن التمثيلية ترد: نحن في ظهر وفاء
في خضم هذه العاصفة، لم تقف نقابة المهن التمثيلية مكتوفة الأيدي، حيث أصدرت بيانًا رسميًا أعلنت فيه تضامنها الكامل مع الفنانة وفاء عامر، معتبرة أن ما تتعرض له هو “محاولة غير شريفة لتشويه صورة فنانة وطنية”.
وأكدت النقابة أنها شكّلت لجنة قانونية لمتابعة القضية من كافة جوانبها، والعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد من يروّجون لهذه الشائعات، كما دعت وسائل الإعلام إلى الالتزام بالدقة، وتجنّب الانسياق وراء معلومات مغلوطة أو مسيئة.
الإعلام والسوشيال ميديا.. أزمة مهنية وأخلاقية
في مداخلتها الهاتفية، لم تكتف وفاء عامر بالدفاع عن نفسها، بل وجّهت رسالة قوية إلى الإعلاميين، وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، داعية إلى التحقق من المعلومات قبل نشرها، خاصة في القضايا التي تمسّ سمعة الأفراد والدولة على حد سواء.
قالت:
“القضاء هو الفيصل. مصر فيها قانون، والقانون مش هيسيب حد يظلم حد. لكن اللي بيحصل على السوشيال ميديا عيب، ومش بس بيسيء لي، ده بيسيء لمصر”.
كما شددت على أن قضايا مثل الاتجار بالأعضاء يجب أن تُطرح في أطر قانونية ومهنية، بمشاركة مختصين في الطب والعدالة، وليس عبر منصات تبحث عن التريند على حساب الحقيقة.
الجانب الإنساني في حياة وفاء عامر
ليست هذه المرة الأولى التي تُعرف فيها وفاء عامر بمواقفها الإنسانية. فقد كانت دائمًا من أوائل الفنانين الذين يتدخلون في القضايا المجتمعية، سواء بدعم مالي أو معنوي. ويعرف عنها اهتمامها بالقضايا الصحية والتعليمية، ودعمها للمرضى والأطفال، خصوصًا في المحافظات.
ورغم التقدير الذي كانت تحظى به دائمًا، يبدو أن النجاح المجتمعي قد تحوّل في لحظة إلى باب للتأويل والتشكيك، وهو ما علّقت عليه بقولها:
“النجاح له ضريبة، وأنا مستعدة أدفعها. بس اللي مش مستعدة له، هو الافتراء”.
كلمة أخيرة من وفاء عامر
اختتمت وفاء حديثها برسالة حملت نبرة حزينة لكنها قوية، فقالت:
“في لحظة معينة، بتلاقي نفسك فجأة متهم من غير تهمة، ومطلوب منك تبرّر وجودك. لكن أنا مش هسكت. وهرد بالقانون، وبحبي لبلدي، وباحترامي لجمهوري”.
وأكدت أنها ستسلك الطرق القانونية لحماية اسمها وسمعتها، مشيرة إلى أنها ستعود قريبًا لاستكمال مشروعاتها الفنية بعد تجاوز هذه المحنة.
ما القادم؟رغم أن الأمور لا تزال ضبابية في بعض جوانبها، إلا أن الموقف الرسمي من الجهات المعنية، إلى جانب دعم النقابة والجمهور، يشير إلى أن الفنانة وفاء عامر ستخرج من هذه الأزمة أقوى مما كانت، وربما يكون ما حدث دافعًا جديدًا لتسليط الضوء على أهمية المهنية، وحماية الشخصيات العامة من التشويه دون أدلة.
فما بين الحقيقة والشائعة، تبقى العدالة هي الفيصل، ويبقى الضمير الإنساني هو ما يجب أن يقودنا في الحكم على الآخرين.