مصر – السابعة الإخبارية
وفاء عامر.. في خضم عالم رقمي سريع الاشتعال، تصدّرت الفنانة وفاء عامر المشهد الإعلامي ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، ليس بسبب عمل فني جديد أو ظهور إعلامي لافت، بل نتيجة حملة شرسة من الشائعات والاتهامات الباطلة التي طالتها، وارتبطت زيفًا بقضية الاتجار بالأعضاء البشرية.
مزاعم غريبة وصادمة انتشرت كالنار في الهشيم، أربكت جمهور الفنانة المصرية التي تمتلك رصيدًا فنيًا واحترامًا واسعًا في الأوساط الفنية، وأثارت ضجة كبيرة دفعتها إلى الخروج عن صمتها والتلويح بالتصعيد القانوني.

وفاء عامر.. وبداية الأزمة منشورات مجهولة المصدر
القصة بدأت عندما تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي منشورات غير موثقة المصدر تزعم تورط الفنانة المصرية في قضايا اتجار بالبشر، وتربط اسمها بملابسات وفاة أحد لاعبي نادي الزمالك السابقين، وهي روايات بلا أي سند قانوني أو أدلة حقيقية.
ورغم نفي عائلة اللاعب المتوفى أي علاقة للفنانة بالقضية، فإن هذه المنشورات استمرت في الانتشار، مستغلة آليات التفاعل السريع وغياب المحاسبة الرقمية، لتشكل نموذجًا صارخًا على انفلات الشائعات الإلكترونية واستهداف الشخصيات العامة.
وفاء عامر: “لن أتنازل عن حقي”
وفور تصاعد الحملة، خرجت وفاء عامر عن صمتها، وأصدرت بيانًا رسميًا عبر حسابها على “فيسبوك”، أكدت فيه رفضها القاطع لهذه الاتهامات، واصفة إياها بـ”الأكاذيب الممنهجة” التي تسعى لتشويه سمعتها.
وقالت الفنانة في البيان:“ما حدث ليس مجرد شائعة، بل محاولة اغتيال معنوي متعمد لشخصي ومسيرتي الفنية التي بنيتها باجتهاد وشرف على مدار سنوات”.
وأكدت أنها بدأت بالفعل إجراءات قانونية لملاحقة مروّجي الشائعات، مشيرة إلى أن سكوت الفنانين على هذا النوع من الإساءات “يساهم في ترسيخ الكذب والتشهير كأداة للنيل من الناس”.
كما ظهرت الفنانة في مقابلات تلفزيونية، حيث بدت غاضبة لكنها ثابتة في موقفها، مؤكدة ثقتها الكاملة في نزاهة القضاء المصري، مشيرة إلى أنها لن تسامح من تطاول على شرفها الإنساني والفني.

دعم واسع من الوسط الفني
لم تمر الحملة ضد وفاء عامر مرور الكرام على زملائها في الوسط الفني، إذ شهدت الساحة تضامنًا واسعًا من فناني مصر والعالم العربي، الذين عبروا عن دعمهم المطلق لها ورفضهم لما سموه “حملات الابتزاز الرقمي”.
ومن أبرز المتضامنين، الفنان أمير كرارة الذي نشر صورة لوفاء عامر عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، وكتب: “الأخت الجدعة، بنت الأصول اللي دايمًا بتعمل خير، وكل الدنيا بتحبها… كلنا جنبك وبنحبك”.
كما أعاد فنانون آخرون مثل صابرين، روجينا، وأحمد زاهر نشر رسائل دعم مشترك، وأكدوا أن ما تتعرض له وفاء عامر هو “أذى متعمد” يهدف إلى هدم صورة فنية محترمة لم تتورط يومًا في أي شبهات.
نقابة المهن التمثيلية تتحرك
في أول رد فعل رسمي، أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانًا أدانت فيه “الحملة المسيئة” ضد الفنانة وفاء عامر، ووصفت ما جرى بأنه “انتهاك فاضح للخصوصية وتشويه غير أخلاقي لمكانة فنية معروفة”.
وأكدت النقابة في بيانها أنها شكّلت لجنة قانونية لتتبع مروّجي الشائعات واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهم، مطالبة الجهات المختصة بتفعيل الرقابة على التحريض الرقمي والإساءة عبر الإنترنت.
أزمة تعكس هشاشة بيئة السوشيال ميديا
قضية وفاء عامر سلطت الضوء مجددًا على الوجه المظلم لمنصات التواصل الاجتماعي، حيث يمكن بسهولة تحويل الأكاذيب إلى “حقائق مزيفة” في أعين الجمهور، دون تحقيق أو أدلة، مستغلة غياب الضوابط وانتشار ثقافة “الترند”.
ويرى خبراء إعلام أن مثل هذه القضايا تؤكد الحاجة الملحّة لإصدار قوانين أشد صرامة ضد التشهير الإلكتروني، خصوصًا في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي الذي قد يُستخدم مستقبلًا لتلفيق أدلة رقمية مزيفة.

نهاية مفتوحة… وموقف لا يُنسى
في خضم هذا الجدل، ظهرت الفنانة المصرية ثابتة، حازمة، تؤكد أنها لن تتراجع عن استرداد حقها القانوني والمعنوي. وفي الوقت نفسه، أظهرت الأزمة أن الجمهور، رغم كل شيء، لا يزال قادرًا على التمييز بين الحقيقة والافتراء، وبين الفنان الحقيقي وأصوات الإساءة.
القصة لم تنتهِ بعد، لكن ما هو مؤكد أن وفاء عامر خرجت منها أقوى، لا بفنها فقط، بل بثقة جمهورها وبدعم زملائها، وبإصرارها على أن تبقى الحقيقة فوق كل الأكاذيب.
القصة لم تنتهِ بعد، لكن ما هو مؤكد أن وفاء عامر خرجت منها أقوى، لا بفنها فقط، بل بثقة جمهورها وبدعم زملائها، وبإصرارها على أن تبقى الحقيقة فوق كل الأكاذيب.