مصر – السابعة الإخبارية
وفاء عامر .. أثارت الفنانة وفاء عامر موجة من الجدل خلال الساعات الأخيرة، بعد تداول مقاطع فيديو عبر إحدى المنصات الرقمية الشهيرة تتهمها بشكل غير مباشر بالتورط في قضية “تجارة الأعضاء”، تحديدًا في ما يرتبط باللاعب الشاب إبراهيم شيكا، الذي تصدّر اسمه عناوين الأخبار في الأيام الماضية بعد ظروف غامضة أثارت قلق المتابعين.
ورغم أن اسم وفاء عامر لم يُذكر صراحة في بداية تلك الفيديوهات، فإن الإشارات كانت واضحة وموجهة نحوها، ما أدى إلى تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بوقف تداول هذه الادعاءات إلى حين التحقق منها. أمام هذا المشهد، لم تقف الفنانة صامتة، بل اختارت الرد سريعًا على ما وصفته بـ”الاتهامات الخطيرة والملفقة”، مؤكدة عزمها اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد من وصفتهم بـ”مروّجي الإشاعات”.

وفاء عامر: منشور غامض يثير الجدل
وفاء عامر، التي تحظى بمكانة مرموقة في الوسط الفني، بدأت بالرد بشكل غير مباشر عبر منشور مقتضب على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، قالت فيه:“راحة البال كنز لا يملكه إلا من تعلم التجاهل الذكي”.
رغم بساطة الرسالة، إلا أن جمهورها فسّرها على الفور بأنها رد مبطن على الحملة التي تستهدفها، خصوصًا في ظل تصاعد وتيرة الشائعات على بعض حسابات “تيك توك” و”إنستغرام”، والتي باتت تؤثر سلبًا على صورة النجوم دون رقابة حقيقية.
مداخلة هاتفية تكشف الموقف الكامل
لاحقًا، وفي أول رد مباشر منها، شاركت وفاء عامر في مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد علي في برنامجه “حضرة المواطن” عبر قناة “الحدث اليوم”، حيث تحدثت بتأثر شديد عن الصدمة التي شعرت بها عندما طالعتها اتهامات “غير منطقية” على حد وصفها.
قالت الفنانة:“تفاجأت مما ورد على منصة مشهورة جدًا، بدأت واحدة تجر شكل من غير ذكر اسمي، وبعدين بدأت تلقح وتقول إني بتاجر في الأعضاء، وفي الآخر أخدت الموضوع بطريقة طريفة كأنها بتمزح”.
ورفضت وفاء بشدة التلميح إلى اسمها في مثل هذه القضايا الحساسة، مؤكدة أن الأمر تجاوز حدوده، ولم يعد يحتمل السكوت أو التساهل.
وأضافت:“الوضع زاد عن حده، وأشياء لا تمت للحقيقة بصلة، وهي مش لوحدها، في أكتر من واحدة ماشية بنفس الأسلوب، وكلهم عاملين حسابهم إن معاهم شهادة معاملة أطفال! لا، هي المفروض تتعالج في مستشفى أمراض عقلية، وأنا معروفة إني ما بسيبش حقي”.

الفن والإعلام… وحدود النقد
في سياق حديثها، شددت وفاء عامر على أنها تحترم حرية التعبير، لكنها ترفض أن تُستخدم منصات التواصل الاجتماعي لتشويه السمعة أو خلق محتوى زائف على حساب كرامة الآخرين. وانتقدت بعض ما يُنشر على “تيك توك”، قائلة:
“أنا ضد أن حد يقول علي بلوجر، وأنا بحارب دا، وكل الفنانين على تيك توك محترمين وأنا عارفاهم، لكن فيه ناس داخلة تهدم مش تبني”.
وتساءلت: “هل من المقبول أن يُستخدم اسمي كوسيلة لجلب مشاهدات؟”، مشيرة إلى أنها ترفض الزج باسمها في محتوى تافه أو مسيء، وأنها تحتفظ بحقها في مقاضاة كل من تورط في هذا الهجوم الإلكتروني.
ردود الأفعال… بين الدعم والاستفهام
المتابعون تفاعلوا بقوة مع ما قالته وفاء عامر، وانقسمت الآراء بين من يرى أنها ضحية حملة تشويه منظمة، ومن طالبها بتقديم بلاغ رسمي وملاحقة كل من يسهم في نشر الاتهامات دون أدلة.
في المقابل، حذر بعض النشطاء من “الانزلاق وراء ما يُنشر على السوشيال ميديا دون تحقق”، خاصة في قضايا تمس السمعة الشخصية والحياة المهنية.
قضية وفاء عامر ليست مجرد حادثة فردية، بل تكشف أزمة أوسع تتعلق بمسؤولية المحتوى الرقمي، وانتشار الشائعات، وتراجع الخط الفاصل بين النقد والتشهير. وبينما تؤكد الفنانة أنها لن تصمت أمام هذا التجاوز، تفتح هذه الحادثة النقاش مجددًا حول دور القانون، والمنصات الرقمية، والجمهور، في حماية الخصوصية وكرامة الأفراد، خصوصًا من الشخصيات العامة.

ما حدث مع وفاء عامر يعكس تحولًا خطيرًا في العلاقة بين المشاهير ووسائل التواصل الاجتماعي. فبينما كانت هذه المنصات في بدايتها وسيلة للتواصل المباشر مع الجمهور، تحولت تدريجيًا إلى ساحة للنقد العشوائي، بل والتشهير العلني في بعض الحالات. وفاء، التي عرفها الجمهور لسنوات كوجه فني ملتزم، تجد نفسها اليوم في موقف الدفاع عن السمعة والشرف، لا بسبب خطأ مهني أو عمل فني، بل نتيجة مقاطع مرئية مفبركة أو موّجهة، هدفها الأساسي جذب التفاعل والمشاهدات.
هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لكنها تُسلّط الضوء على أهمية المسؤولية الرقمية، وضرورة أن تكون هناك رقابة قانونية وإعلامية حقيقية لضبط المحتوى المنشور، لا سيما عندما يطال حياة الآخرين وكرامتهم. فالفنان في النهاية إنسان، له حقوق كما له جمهور، ويستحق أن تُحترم خصوصيته، لا أن يُحوّل إلى مادة لإثارة الجدل والسبق الرقمي.