لبنان – السابعة الاخبارية
وليد توفيق، في عمل فني يعكس نضج التجربة ودفء المشاعر، طرح الفنان اللبناني القدير وليد توفيق فيديو كليب أغنيته الجديدة “انتي بالناس كلهم” من ألبومه المرتقب “وليد 2025“، الذي يعيد من خلاله ترسيخ مكانته كأحد أعمدة الأغنية الرومانسية العربية، بعد مشوار فني طويل تجاوز الأربعة عقود.
جاء الكليب ليجمع بين الرقيّ البصري والعمق العاطفي، حاملاً توقيع المخرج إيهاب عبد اللطيف، الذي وظّف عدسة الكاميرا بذكاء لتُعبّر عن الحب الصادق والانتماء العاطفي، بأسلوب بسيط ولكن فعّال.
وليد توفيق في عودة مختلفة.. ونضوج فني
لم تكن أغنية “انتي بالناس كلهم” مجرد إصدار جديد في أرشيف وليد توفيق، بل بدت وكأنها رسالة شخصية من فنان إلى جمهوره، يعبّر فيها عن الحب بشكله الأنقى، ويغنّي للمحبوبة كأنها العالم بأسره. تميّزت الأغنية بلحن دافئ من توقيع وليد سعد، وكلمات شعرية كتبها إسماعيل رأفت، تلامس مشاعر أي مستمع عاش الحب في صوره المختلفة.
الأغنية برزت أيضًا بتوزيع موسيقي عصري حمل بصمة أحمد عادل، الذي حافظ على طابع الأغنية الكلاسيكي مع إضافة نَفَس شبابي متناغم مع الذوق المعاصر، دون أن يُفقدها روح وليد توفيق المألوفة لدى جمهوره العريض.
الرومانسية لا تعترف بالعمر
رغم تجاوزه سن السبعين، أطل وليد توفيق في الكليب بروح شابة وحضور ساحر، مؤكدًا أن الإحساس الصادق لا يشيخ، وأن الحب لا يعرف التوقيت. ببذلة أنيقة وحركات هادئة وواثقة، وقف أمام الكاميرا متحدثًا بلغة العيون والنظرات العاشقة، مُترجمًا كلمات الأغنية بمشاعر واضحة وصافية.
الكليب الذي ظهرت فيه الممثلة ندى بهجت بشخصية الحبيبة، اتخذ طابعًا دراميًا بسيطًا ولكن معبرًا، حيث يدور حول علاقة بين شخصين يعيشان مشاعر دفينة رغم كل ما يدور حولهما. كانت المشاهد مليئة بلقطات تركز على التفاصيل الصغيرة التي تعبّر عن الحب: ابتسامة، لمسة يد، أو نظرة ممتنة.
كلمات تُحاكي القلوب
حملت كلمات الأغنية صدىً صادقًا وشعورًا بالحماية والانتماء، إذ يقول:
“تيجي طبعاً قبلهم
والناس اللي تزعلك
ملناش مكان وسطهم”
البيت الأول وحده يكفي ليعبّر عن مركزية المحبوبة في حياة الحبيب. لا يشبه هذا النمط من الغناء أي محاولات سابقة للغزل؛ هنا لا يتحدث الشاعر عن جمالها أو ملامحها، بل عن أولويتها، عن الراحة النفسية التي يمنحها وجودها، وعن الاستغناء عن العالم في سبيل سعادتها.
ويمضي في الإعلان الصريح عن إخلاصه:
“إنتي أغلى متخافيش
إنتي من بعدك ماليش
لو قالولي الجنة بعدك
فيها مش عايز أعيش”
في هذا البيت تندمج مشاعر الولاء والافتتان والتضحية في آنٍ واحد، بأسلوب بسيط في الظاهر، لكن عميق في المضمون.
كليب بطابع سينمائي
من الناحية البصرية، أتى الكليب أقرب إلى الفيلم القصير. لم يعتمد على المبالغة أو المؤثرات التقنية الفاخرة، بل ركّز على انسجام الأداء، وتوزيع الضوء، والتناغم بين الكادر والموسيقى. الإضاءة كانت دافئة، والديكورات بسيطة، لترتكز الرسالة على مشاعر الحبيبين دون تشويش بصري.
المشاهد توزعت بين لقطات في أماكن مغلقة توحي بالحميمية، وأخرى في الهواء الطلق، لتعكس الحرية التي يمنحها الحب. هذا التوازن خلق سردًا بصريًا ناعمًا، يزيد من قوة التأثير العاطفي للكليب.
صدى واسع وردود فعل إيجابية
مع طرح الكليب، عبّر جمهور وليد توفيق عن إعجابهم بالعمل الجديد، وامتلأت التعليقات بكلمات الثناء والإشادة، ليس فقط لجمال الأغنية، بل أيضًا لقدرة فنان بهذا العمر على تقديم محتوى عاطفي بمثل هذه الحيوية والصدق.
العديد من المستمعين رأوا في “انتي بالناس كلهم” عودة حقيقية إلى الأغاني الرومانسية الهادئة، البعيدة عن صخب السوق الموسيقي الحالي. بينما اعتبرها آخرون تذكيرًا بما يمكن أن يكون عليه الحب حين يُعبّر عنه بأمانة وبدون تصنّع.
“وليد 2025”: وعد بألبوم غني
تمثّل الأغنية جزءًا من ألبوم “وليد 2025″، الذي بدأ وليد توفيق بالترويج له من خلال هذه الإطلالة الأولى. وقد وعد جمهوره أن الألبوم سيحمل طابعًا متجددًا يجمع بين الأصالة والتجديد، ويضم أغاني تليق بمسيرته الطويلة، التي لطالما كانت مزيجًا بين الفن الرفيع والحس الجماهيري.
ومن المتوقع أن يحتوي الألبوم على ألوان موسيقية مختلفة، تُرضي أذواقًا متنوعة، ولكن مع احتفاظ كل أغنية بروح وليد توفيق المعروفة: البساطة، والإحساس، والهوية الشرقية الأصيلة.
ختامًا: تجديد وفاء الفنان لجمهوره
أثبت وليد توفيق من خلال “انتي بالناس كلهم” أن الفنان الحقيقي لا يُقاس بعمره، بل بإخلاصه لما يقدمه. هو لم يخرج في هذا العمل ليجاري موجات الموضة الموسيقية، بل خرج ليقول ما يشعر به، بالطريقة التي يعرفها ويحترفها.
وقد نجح بذلك فعلاً، إذ أعاد عبر هذه الأغنية رسم صورة الفنان الرومانسي الذي لا يُغني للكاميرا، بل يغني للقلب. ومع “انتي بالناس كلهم”، نكون أمام عمل يُضاف برقي إلى أرشيف فني ممتد، ويرسّخ اسم وليد توفيق كأحد أكثر الأصوات صدقًا وعذوبة في تاريخ الأغنية العربية.