الشارقة – السابعة الاخبارية
ويل سميث، في حدث ثقافي استثنائي يجمع بين السينما والأدب والإلهام الإنساني، يُطل النجم العالمي ويل سميث لأول مرة في تاريخه الممتد لأكثر من ثلاثة عقود على جمهور الأدب من خلال مشاركته في الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، في خطوة تؤكد قدرة الشارقة على استقطاب رموز الفن والإبداع من مختلف أنحاء العالم.
يُقام اللقاء المنتظر يوم الجمعة 14 نوفمبر في تمام الساعة الثامنة مساءً بقاعة الاحتفالات الكبرى في مركز إكسبو الشارقة، حيث سيقدّم سميث جلسة حوارية مميزة بعنوان “رحلة الإبداع: من الشاشة إلى الصفحة”، يتحدث خلالها عن تجربته الفنية والإنسانية في عالم السينما والموسيقى والكتابة.
ويل سميث.. من هوليوود إلى الشارقة رحلة نجم يعيد اكتشاف نفسه
مشاركة ويل سميث في معرض الشارقة الدولي للكتاب ليست مجرد حضور احتفالي، بل هي تحوّل نوعي في مسيرته الشخصية التي اتخذت خلال السنوات الأخيرة منحى أكثر عمقًا وتأملًا.
فبعد أن شق طريقه من حيٍّ متواضع في فيلادلفيا إلى قمة هوليوود، قرر سميث أن يتجه نحو الكتابة والتواصل المباشر مع جمهوره من خلال الكلمة، معتبرًا أن الفن لا يكتمل إلا عندما يلامس العقول والقلوب في آنٍ واحد.

الشارقة، التي طالما كانت جسرًا بين الثقافات ومركزًا للتفاعل الحضاري، بدت المكان المثالي لاحتضان هذا اللقاء. فالمعرض الذي يحمل شعار “اقرأ العالم” يستضيف سنويًا رموز الفكر والإبداع من القارات الخمس، ليمنح الزوار فرصة العبور من صفحات الكتب إلى تجارب الحياة الواقعية التي تقف وراءها.
التفاصيل الكاملة لجلسة ويل سميث في معرض الشارقة
سيصعد النجم العالمي إلى منصة الحوار مساء 14 نوفمبر أمام آلاف الحضور من عشاق السينما والأدب، في جلسة ينتظرها الجمهور بشغف كبير.
وستتناول الجلسة محطات من حياة سميث المليئة بالتحولات، بدءًا من نجاحاته في عالم الغناء والراب في ثمانينيات القرن الماضي، مرورًا بانتقاله إلى عالم التمثيل وتحقيقه شهرة عالمية عبر أعمال خالدة مثل Men in Black وThe Pursuit of Happyness وAli، وصولاً إلى تجربته الكتابية التي كشفت جانبًا إنسانيًا جديدًا من شخصيته.
كما سيتحدث سميث عن فلسفته في العمل والنجاح، وكيف استطاع أن يحافظ على إبداعه رغم الضغوط الإعلامية والتحديات الشخصية.
وسيشارك الجمهور قصصًا عن المثابرة والتطوير الذاتي، وكيف يمكن للفن أن يكون وسيلة لاكتشاف الذات وتجاوز الخوف من الفشل.
خولة المجيني: “الشارقة تحتفي بالفن كقيمة إنسانية”
وفي تعليقها على مشاركة سميث، قالت خولة المجيني، المنسقة العامة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، إن استضافة نجم عالمي بحجم ويل سميث تمثل تجسيدًا لرؤية المعرض في الجمع بين أشكال الإبداع كافة، مضيفةً:
“تمثل مشاركة ويل سميث نموذجًا حيًا لرؤية المعرض في الاحتفاء بالإبداع الفني بكافة أشكاله، فهو يجمع بين التمثيل والموسيقى والكتابة والابتكار، وهو ما يعكس رسالة الشارقة في تقدير كل أشكال التعبير التي توسع آفاق المعرفة وتفتح مسارات جديدة للخيال.”
بهذا التصريح، تؤكد المجيني أن المعرض لم يعد مجرد حدث للكتب، بل منصة شاملة تحتفي بالفكر والموهبة الإنسانية في مختلف صورها.
من الشاشة إلى القلم: وجه آخر لويل سميث
على الرغم من شهرته العالمية كممثل ومنتج موسيقي، فإن القليلين كانوا يدركون مدى تعلق سميث بالكتابة.
في عام 2021، أصدر سيرته الذاتية بعنوان “Will” بالتعاون مع الكاتب الشهير مارك مانسون مؤلف كتاب فن اللامبالاة، حيث قدّم من خلالها سردًا صادقًا لتجربته الشخصية والمهنية، وكشف عن الجانب الإنساني خلف النجومية.
الكتاب لم يكن مجرد مذكرات، بل رحلة في فلسفة الحياة، تناول فيها سميث طفولته الصعبة، وعلاقته بوالده، وتجربته في عالم الموسيقى والسينما، وصولاً إلى الدروس التي تعلمها من النجاح والإخفاق.
لاقى الكتاب إشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء، ووُصف بأنه أحد أكثر السير الذاتية تأثيرًا في العقد الأخير.
كما خاض سميث تجربة الكتابة للأطفال من خلال كتابه “نحن الاثنان فقط” (Just the Two of Us) المستوحى من أغنيته الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه، حيث يحتفي من خلاله بعلاقة الأب بابنه، ويقدّم رسالة دافئة عن المسؤولية والحنان والأبوة.
رحلة فنية ممتدة بثلاثة عقود من الإبداع
منذ بداياته في أواخر الثمانينيات، تنقّل ويل سميث بين الموسيقى والتمثيل بخفةٍ نادرة جعلته أحد أكثر الفنانين تنوعًا في العالم.
بدأ مسيرته كمغني راب تحت اسم “The Fresh Prince”، قبل أن ينتقل إلى التلفزيون عبر المسلسل الشهير “The Fresh Prince of Bel-Air”، الذي كان نقطة انطلاقه نحو العالمية.
لاحقًا، شق طريقه في السينما محققًا نجاحًا باهرًا في أفلام الأكشن والدراما على حد سواء، من أبرزها:
- Independence Day (يوم الاستقلال)
- Men in Black
- I Am Legend
- Hancock
- The Pursuit of Happyness
وفي عام 2022، توّج سميث مسيرته بحصوله على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل رئيسي عن دوره في فيلم King Richard الذي جسّد فيه شخصية والد بطلتَي التنس الشهيرتين سيرينا وفينوس ويليامز.
نال عن الدور نفسه أيضًا جائزتي غولدن غلوب وبافتا، ليؤكد مكانته كأحد أعظم الممثلين في جيله.
أما في عالم الموسيقى، فقد حصل على أربع جوائز غرامي عن أعماله الغنائية التي مزج فيها بين الإيقاع والرسائل الإيجابية، وقدم مجموعة من الأغاني التي تصدرت قوائم الأكثر استماعًا حول العالم.
ويل سميث في الشارقة… ما وراء الزيارة
تأتي زيارة سميث إلى الشارقة ضمن أجندة ثقافية تعكس توجهه الجديد نحو الكتابة والتأمل في معنى الإبداع الإنساني.
فبعد سنوات من الانشغال في هوليوود، بدأ سميث يركّز على الجوانب الفكرية من مسيرته، معتبرًا أن “الكلمة هي الصورة الأعمق للفن”، وأن الكاتب والممثل يشتركان في هدف واحد: نقل التجربة الإنسانية بصدقٍ وجمال.
في لقائه المرتقب، من المتوقع أن يتحدث عن رؤيته للفن كأداة للتغيير، وعن كيف استطاع عبر شخصياته السينمائية أن يلهم الملايين حول العالم، من الطفل الذي يحلم بأن يصبح نجمًا، إلى الإنسان الذي يبحث عن معنى السعادة في خضم الحياة.
معرض الشارقة الدولي للكتاب… منصة تتجاوز حدود الكلمة
منذ انطلاقه عام 1982، نجح معرض الشارقة الدولي للكتاب في ترسيخ مكانته كواحد من أكبر معارض الكتب في العالم من حيث عدد الزوار والمشاركين.
وفي كل دورة، يثبت المعرض أنه ليس مجرد سوقٍ للكتب، بل فضاء للحوار الثقافي العالمي، حيث يلتقي الأدب بالفن، والعلم بالخيال، والتاريخ بالمستقبل.
تسعى الدورة الـ44 هذا العام إلى مواصلة هذا النهج من خلال استضافة رموز مؤثرة في الثقافة والفكر، من الروائيين والشعراء إلى المبدعين في السينما والموسيقى.
وتُعد مشاركة ويل سميث إحدى أبرز مفاجآت الدورة، إذ تمثل جسرًا بين العالم السينمائي الغربي والبيئة الثقافية العربية التي تحتضن التنوع وتحتفي بالإنسانية.
بين الإلهام والقيادة… دروس من مسيرة سميث
من أبرز الموضوعات التي يتناولها سميث دائمًا في أحاديثه فكرة الانضباط الذاتي كطريق للنجاح.
يقول في كتابه: “الموهبة لا تكفي، النجاح يحتاج إلى عملٍ متواصل حتى في الأوقات التي لا يراك فيها أحد.”
هذه الفلسفة جعلت منه رمزًا عالميًا للإصرار والإيجابية، ودفعت كثيرين حول العالم إلى اتخاذه قدوةً في تحقيق أحلامهم.
كما يُعرف سميث بشغفه في مساعدة الشباب على اكتشاف إمكاناتهم، سواء عبر أفلامه الملهمة أو عبر مشاركاته في المبادرات التعليمية والتنموية.
ومن المنتظر أن يتناول خلال جلسة الشارقة بعض هذه التجارب، وكيف يمكن للجيل الجديد أن يوازن بين الطموح الفني والمسؤولية الإنسانية.
حضور يُثري المشهد الثقافي العربي
تأتي مشاركة ويل سميث في معرض الشارقة ضمن توجه عالمي متزايد نحو دمج الفنون في الفعاليات الثقافية، حيث لم يعد الأدب وحده صاحب الكلمة في تشكيل الوعي، بل أصبح الفن السابع والموسيقى والكتابة معًا عناصر متكاملة في بناء التجربة الثقافية.
اختيار الشارقة لسميث يعكس إدراكها لقيمة الرمزية الإنسانية وراء الشهرة، فهو نجم عالمي لم يتوقف عند حدود الفن، بل تحوّل إلى صوتٍ للتأمل والإلهام والتغيير.
ولعل هذا ما يجعل ظهوره في الشارقة حدثًا عالميًا بامتياز، يتجاوز كونه جلسة حوارية ليصبح جسرًا بين الشرق والغرب في لغة واحدة هي الإبداع.
![]()
الختام: ويل سميث والشارقة… لقاء الفن بالحكمة
عندما يصعد ويل سميث على منصة معرض الشارقة الدولي للكتاب، لن يكون مجرد نجم هوليوودي يروي قصة نجاحه، بل إنسانٌ يشارك تجربته مع العالم في مدينة جعلت من الثقافة أسلوب حياة.
اللقاء المنتظر بين جمهور الشارقة وسميث سيكون احتفاءً مشتركًا بقوة الكلمة والفن، وبالقدرة على تحويل التحديات إلى قصص تُروى وتُلهم الأجيال القادمة.
بهذه المشاركة، تؤكد الشارقة مرة أخرى أنها ليست فقط عاصمة للثقافة العربية، بل منارة عالمية تجمع المبدعين من كل القارات، وتفتح أبوابها للحوار والتجديد، لتثبت أن الفن والأدب طريقان مختلفان يؤديان إلى غاية واحدة: الإنسان.
