الشارقة – السابعة الاخبارية
ويل سميث، يواصل معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين تألقه بوصفه أحد أكبر الأحداث الثقافية في العالم العربي والعالمي، جامعًا نخبة من الأدباء والمفكرين والفنانين الذين يلتقون تحت سقف واحد للاحتفاء بالكلمة والمعرفة والإبداع. وفي هذا العام، حمل المعرض مفاجأة مميزة لجمهوره، تمثلت في مشاركة النجم العالمي ويل سميث كضيف شرف، ليكون أحد أبرز الحاضرين وأكثرهم جذبًا للاهتمام والإعجاب.
ويل سميث على رأس الحاضرين في ملتقى الثقافات والأفكار
منذ انطلاقه، اعتاد معرض الشارقة الدولي للكتاب أن يستضيف أسماء لامعة من مختلف مجالات الفكر والفن والأدب، ليؤكد بذلك رسالته في أن الثقافة جسرٌ للتواصل الإنساني، وليست حكرًا على فئة دون أخرى. في هذا العام، تنوّعت أسماء الحاضرين ما بين كُتّاب عالميين، ومفكرين عرب، وشخصيات فنية مؤثرة، اجتمعوا جميعًا في إمارة الشارقة ليجعلوا من الحدث مهرجانًا للمعرفة والفكر والابتكار.

فقد شهدت قاعات المعرض حضور مئات الكتّاب من أكثر من ستين دولة، إلى جانب فعاليات جمعت الشعر بالرواية، والفكر بالعلم، والتاريخ بالفن. لكنّ المشاركة التي خطفت الأضواء كانت بلا شك مشاركة الممثل والنجم الأمريكي ويل سميث، الذي حضر للمرة الأولى إلى حدث ثقافي من هذا النوع في العالم العربي، حاملاً معه طاقة إيجابية وحكاية ملهمة عن الشغف والنجاح والتجديد المستمر.
ويل سميث… من هوليوود إلى عالم الكتب
لطالما عُرف ويل سميث كواحد من أبرز نجوم السينما في هوليوود، بفضل أفلامه التي جمعت بين الكوميديا والدراما والإثارة. لكنّ حضوره في معرض الشارقة كشف جانبًا آخر من شخصيته، وهو شغفه بالكتابة والقراءة والتجربة الإنسانية التي يعيشها الإنسان حين يعبر عن ذاته بالكلمات.
في حديثه خلال جلسة حوارية خاصة ضمن فعاليات المعرض، تحدّث سميث عن رحلته الطويلة في عالم الفن، وعن الدروس التي تعلمها من التحديات التي واجهها في حياته المهنية والشخصية. لم يكن حديثه عن النجومية أو الشهرة بقدر ما كان دعوة للتأمل في معنى الإصرار والإبداع والبحث عن الذات.
وأشار إلى أنّ الكتاب بالنسبة له لم يكن مجرد وسيلة للمعرفة، بل كان صديقًا في الأوقات الصعبة، ومعلمًا حين ضاعت البوصلة، ونافذة يطلّ منها على أفكار الآخرين. وتحدث أيضًا عن تجربته في تأليف سيرته الذاتية التي لاقت رواجًا عالميًا، مبينًا كيف ساعدته الكتابة في فهم نفسه أكثر، وفي مصالحة ماضيه وتقدير حاضره.
إلهام لجيل جديد
كان حضور ويل سميث في المعرض حدثًا مميزًا بكل المقاييس، إذ لم يجذب فقط عشّاق السينما، بل أيضًا القراء الشباب الذين رأوا فيه مثالًا للنجاح المتوازن بين الإبداع العملي والفكري. وقد امتلأت القاعة التي استضافت جلسته بالحضور من مختلف الأعمار والجنسيات، يستمعون إلى كلماته بإنصات، ويشاركونه أسئلتهم وتجاربهم.
لم يتحدث سميث عن الشهرة بوصفها غاية، بل تحدث عن السعي الدائم إلى التطور، وعن ضرورة أن يتعلّم الإنسان كيف يعيد بناء نفسه كلما واجه أزمة أو تحديًا. هذا الطرح الإنساني جعل من وجوده في المعرض أكثر من مجرد ظهور إعلامي؛ كان حضورًا يحمل رسالة عميقة بأن الإبداع لا يقتصر على الكتابة أو التمثيل، بل هو أسلوب حياة.
لقاء الثقافات في مدينة واحدة
ما يميز معرض الشارقة الدولي للكتاب هو قدرته على الجمع بين الثقافات في مكان واحد، بحيث يتحول إلى مساحة مفتوحة للحوار بين الشرق والغرب. وفي هذا السياق، مثّل حضور ويل سميث تجسيدًا لفكرة التلاقي الإنساني، حيث شارك جمهوره العربي تجاربه وقصصه، وأبدى إعجابه الكبير بالاهتمام بالقراءة الذي وجده في الإمارات، خاصة بين فئة الشباب.
كما عبّر عن دهشته من حجم الإقبال الجماهيري على المعرض، مؤكدًا أن ما رآه في الشارقة يعكس حبًا حقيقيًا للثقافة واحترامًا عميقًا للكلمة، وهو أمر يحتاجه العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى.
المعرض منصة الإلهام والإبداع
إلى جانب حضور ويل سميث، ضم المعرض هذا العام نخبة من الأسماء البارزة في عالم الأدب والفكر من مختلف الدول. وقد تنوعت فعالياته بين ندوات أدبية، وجلسات حوارية، وورش عمل للأطفال، مما جعل المعرض حدثًا ثقافيًا شاملًا يثري كل من يزوره.
لكن رغم تعدد الضيوف، بقي حديث ويل سميث هو الأكثر تداولًا بين الزوار ووسائل الإعلام، لأنّه جمع بين البساطة والعمق، وبين التجربة الفنية والرؤية الإنسانية، مقدّمًا نموذجًا عالميًا للنجاح المبني على الشغف والمعرفة.

ختام يترك الأثر
ومع اقتراب ختام معرض الشارقة الدولي للكتاب، يمكن القول إن حضور ويل سميث أضفى على الدورة نكهة خاصة، وأضاف بُعدًا جديدًا للفكرة التي ينادي بها المعرض كل عام: أن الثقافة عالم بلا حدود، وأن الكتاب هو الجسر الذي يربط بين البشر مهما اختلفت لغاتهم وخلفياتهم.
لقد أثبتت الشارقة مجددًا أن الثقافة قادرة على الجمع بين نجوم السينما، وأقلام الأدباء، وأحلام القراء، في فضاء واحد يحتفي بالجمال والفكر والإنسان. أما ويل سميث، فقد ترك بصمة ستظل علامة فارقة في تاريخ المعرض، ورسالة ملهمة بأن الكلمة — مثل الصورة — قادرة على تغيير العالم.
