القاهرة – السابعة الاخبارية
ياسمين رحمي، في لحظة غير متوقعة، وبينما كانت الفنانة الشابة ياسمين رحمي تمارس يومها بشكل طبيعي، اصطدمت بها سيارة يقودها شخص مجهول الهوية، في حادث مروري مروّع أثار الكثير من القلق في الوسط الفني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
الخبر جاء عبر منشور مؤلم كتبته والدتها، الفنانة المعروفة عفاف مصطفى، والتي نقلت تفاصيل الحادث بأسلوب يحمل في طياته الغضب والخوف والخذلان، خصوصًا بعد أن هرب السائق من موقع الحادث دون أن يقدّم أي نوع من المساعدة أو الاعتذار.
ياسمين رحمي تواجه الموت.. التفاصيل كما روتها عفاف مصطفى
في رسالة مباشرة إلى جمهورها عبر حسابها على فيسبوك، عبّرت عفاف مصطفى عن استيائها العميق من سلوك السائق الذي لم يكتفِ بالتسبب في الحادث، بل ترجل من سيارته وبدأ في مشاجرة كلامية حادة مع ياسمين، محاولًا تحميلها المسؤولية بأسلوب وصفته بـ”خدوهم بالصوت”، قبل أن يفرّ هاربًا بمجرد أن علم بأن والدة ياسمين قادمة إلى المكان.
قالت عفاف:
“قدر الله وما شاء فعل، عربية ياسمين بنتي اتخبطت، واحد كسر عليها بغشم ونزل اتخانق معاها بطريقة خدوهم بالصوت، واتصلت بينا، وقبل ما نوصلها، سابها وجري.. حسبنا الله ونعم الوكيل”.
كلمات تعكس حجم الصدمة النفسية التي تعرضت لها الأم قبل أن تطمئن على ابنتها، ومرارة الإحساس باللاعدالة في موقف كهذا.
تفاعل واسع وتضامن جماهيري
فور نشرها للتفاصيل، انهالت تعليقات الجمهور والمحبين، معبرين عن تضامنهم الكامل مع ياسمين، ومتمنين لها السلامة والتعافي من آثار الحادث. البعض طالب بملاحقة السائق الهارب قانونيًا، معتبرين أن التصرف يُعد جريمة متكاملة لا يمكن التغاضي عنها.
في مثل هذه المواقف، يظهر الوجه الإنساني للجمهور الذي لا يتعامل مع الفنانين كمجرد شخصيات على الشاشة، بل كأفراد حقيقيين يمرّون بما يمر به أي شخص آخر من أزمات ومواقف صعبة.
ياسمين رحمي.. نجمة شابة تخطو بثبات
بعيدًا عن الحادث، تشق ياسمين رحمي طريقها في عالم التمثيل بخطى واثقة، بعد أن تمكنت من ترك بصمتها في عدد من الأدوار المميزة التي أبرزت موهبتها وقدرتها على التعبير عن الشخصيات المعقدة بواقعية عالية.
آخر أعمالها كانت مشاركتها في حكاية “هند” ضمن مسلسل “ما تراه ليس كما يبدو”، وهي قصة اجتماعية جريئة تسلط الضوء على قضايا المرأة، والعنف النفسي الذي قد تتعرض له في إطار الزواج، من خلال شخصية فتاة تتعرض للتنمر والتلاعب من قبل زوجها، الطبيب الفاسد، قبل أن تنتفض ضده بمساعدة صديقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أداء لافت في “هند”
في هذا العمل، لم تكن ياسمين مجرد وجه جميل على الشاشة، بل كانت ركيزة محورية في الأحداث. أدت دورها بانفعالات حقيقية عكست عمق الشخصية، فبدت وكأنها لا تؤدي دورًا، بل تعيشه بكل تفاصيله.
أشادت شريحة كبيرة من النقاد بأدائها، خصوصًا قدرتها على التحول من شخصية مستسلمة وضعيفة إلى امرأة قوية تكشف الظلم وتواجهه. وهو ما اعتبره كثيرون نقطة تحوّل في مسيرتها الفنية، ومؤشرًا على نضج مبكر في الاختيارات والتمثيل.
دعم الأم… فنيًا وإنسانيًا
وراء كل نجاح، يقف دعم لا يُقدّر بثمن. في حالة ياسمين، كانت والدتها عفاف مصطفى خير داعم، ليس فقط كأم، بل كفنانة تعرف خبايا المهنة وما تتطلبه من صبر وتضحيات.
عفاف مصطفى، المعروفة بجرأتها وصدقها، لا تتوانى في إظهار فخرها بابنتها، كما لا تتردد في الدفاع عنها والدفاع عن حقوقها، كما حدث في موقف الحادث. وقد ظهر هذا الدعم مرارًا من خلال منشوراتها، وتعليقاتها في اللقاءات الإعلامية.
الأمر لم يقتصر على الحوادث أو المواقف الشخصية، بل يتعداه إلى المجال الفني نفسه، حيث تظهر العلاقة بينهما كنوع من التكامل الفني والروحي، الذي يعكس جيلين من النساء يعملن في الوسط الفني، كلٌ بطريقتها ورؤيتها.
عفاف مصطفى.. حضور متجدّد في الدراما
رغم أن الخبر الرئيسي تعلق بابنتها، فإن عفاف مصطفى لم تغب عن الساحة مؤخرًا، بل كانت حاضرة في أكثر من عمل خلال موسم دراما رمضان 2025، وهو ما يؤكد استمرارها في تقديم أدوار قوية تحترم خبرتها ومكانتها الفنية.
شاركت هذا العام في مسلسلين لاقيا اهتمامًا من الجمهور والنقاد:
- “80 باكو”
- “قهوة المحطة”
في كليهما، قدّمت شخصيات متفاوتة في الطرح والأسلوب، لكن يجمع بينها الحس الواقعي والتمثيل الصادق. وهو ما يميز أداء عفاف مصطفى منذ بداياتها، إذ تتقن تقديم الشخصيات القريبة من الناس، سواء كانت أمًا، أو سيدة بسيطة، أو صاحبة موقف.
ظهور سينمائي لافت في “الدشاش”
بعيدًا عن الدراما، اختارت عفاف أيضًا التواجد على الشاشة الكبيرة من خلال فيلم “الدشاش” الذي يقوم ببطولته الفنان محمد سعد. وبالرغم من أن العمل ينتمي إلى الكوميديا، إلا أن وجودها أضاف له عمقًا تمثيليًا مختلفًا، وبرزت كعنصر توازن في قصة تميل للمرح ولكنها تتناول قضايا مجتمعية بلمسة ساخرة.
حادث.. لكنه كشف جوانب إنسانية
رغم قسوة الموقف، إلا أن الحادث الذي تعرضت له ياسمين رحمي سلط الضوء على العديد من القيم:
- التضامن الجماهيري مع الفنانين في أزماتهم
- العلاقة الإنسانية القوية بين الأم وابنتها في الوسط الفني
- أهمية المساءلة القانونية لكل من يتهور في الطريق، ويظن أن بإمكانه الهرب من المسؤولية
الحدث أيضًا كان تذكيرًا مؤلمًا بأن الشهرة لا تعني الحصانة، وأن الفنانين مثلهم مثل الجميع، يتعرضون للظلم، والمخاطر، ويحتاجون للدعم تمامًا كما يُسعدون الآخرين بفنهم.
ختام: سلامة القلب قبل الشهرة
في النهاية، تبقى سلامة ياسمين رحمي أهم من كل شيء. فالفن يمكن تعويضه، والأدوار ستتوالى، لكن الحياة والصحة لا تُقدران بثمن.
نتمنى للفنانة الشابة تمام التعافي من أي آثار جسدية أو نفسية للحادث، وأن تعود سريعًا إلى جمهورها الذي ينتظر منها المزيد من التألق. كما نوجّه تحية تقدير لوالدتها، الفنانة عفاف مصطفى، التي أثبتت أن الأمومة لا تغيب لحظة، حتى في أكثر المواقف قسوة.