في مشهد يجمع بين الجمال الروحي والفني، وثّقت النجمة المصرية ياسمين عبد العزيز زيارتها إلى جامع الشيخ زايد الكبير في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، عبر مقطع فيديو نشرته على حسابها الرسمي بموقع “إنستغرام”. حيث ظهرت وهي تتجول بهدوء في أرجاء المسجد، تنقل بكاميرا هاتفها تفاصيله المعمارية الفريدة، وسط أجواء تفيض بالسكينة والجلال.
الزيارة لم تكن مجرد محطة سياحية أو جولة عابرة، بل لحظة تأمل وتقدير لهذا المعلم الإسلامي الذي يعدّ من أهم المساجد في العالم من حيث المساحة والتصميم والرمزية الدينية والثقافية.
View this post on Instagram
ياسمين عبد العزيز في لحظة روحانية
ظهرت ياسمين في الفيديو وهي ترتدي عباءة خضراء أنيقة، تغطي جسدها بالكامل، مع غطاء رأس باللون نفسه، احتراماً لقدسية المكان. بدت ملامحها هادئة، تحمل انبهاراً ووقاراً وهي تتنقل في ساحات المسجد الرحبة، وتلتقط بكاميرا هاتفها أبرز ملامح الزخارف والهندسة الإسلامية البديعة.
لم تتحدث ياسمين كثيراً، بل تركت الصورة تعبّر عن الإحساس، ورافق الفيديو موسيقى هادئة أضفت بعداً روحياً على المشاهد، في لحظةٍ وجدانية بدت فيها النجمة وكأنها في حالة تأمل وتأثر بهذا الصرح الديني الشامخ.
وقد لاقى الفيديو تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أثنى متابعوها على اختيارها زيارة واحد من أعظم معالم الإسلام المعماري، مشيدين بتواضعها واحترامها للمكان.
جامع الشيخ زايد الكبير.. تحفة معمارية ودينية
يقع جامع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، ويُعرف أيضاً بـ”المسجد الكبير”، وهو ليس مجرد مكان للصلاة، بل معلم حضاري وثقافي يعكس رؤية المغفور له الشيخ زايد، مؤسس دولة الإمارات، الذي أراد أن يبني مكاناً يجمع بين الجمال المعماري والسمو الديني، ويجسد روح التسامح والانفتاح.
تم الانتهاء من بناء المسجد عام 2007، بعد نحو 11 عامًا من العمل، ويصنَّف اليوم ضمن أكبر 10 مساجد في العالم، إذ تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 412 ألف متر مربع دون احتساب البحيرات العاكسة المحيطة به، كما يتّسع لأكثر من 40 ألف مصلٍّ في مختلف أروقته وساحاته.
هندسة تمزج بين التراث والحداثة
يمتاز الجامع بتصميم معماري إسلامي مهيب، يمزج بين الطرز الفارسية والمملوكية والعثمانية والمغربية، في توليفة غنية بالزخارف النباتية والهندسية التي تُجسّد تنوع التراث الإسلامي.
يتألف المسجد من أربعة مآذن شاهقة، يبلغ ارتفاع كل منها 107 أمتار، ومكسوة بالكامل بالرخام الأبيض النقي المستورد من مقدونيا، ما يمنحه إشراقاً فريداً تحت الشمس، خصوصًا في النهار حيث تنعكس عليه أشعة الضوء، وفي الليل حيث يُضاء بأسلوب هندسي يضفي عليه هالة نورانية آسرة.
ومن أبرز ملامح الجامع قبة رئيسية تُعد الأكبر في العالم، بارتفاع يصل إلى 83 متراً وقطر داخلي يبلغ حوالي 33 متراً، إضافة إلى 82 قبة فرعية موزعة على أرجاء المبنى، جميعها مغطاة بالرخام الأبيض ومزينة بزخارف نباتية ملونة تم تنفيذها بدقة بالغة.
سجادة وصناديق تاريخية من الحرف اليدوي
يضم الجامع أكبر سجادة يدوية في العالم، تم نسجها في إيران على يد أكثر من 1200 حرفي من أمهر النسّاجين، وتزن حوالي 47 طناً، وتغطي أرضية قاعة الصلاة الرئيسة بالكامل. تتداخل في السجادة ألوان وخيوط دقيقة بنقوش هندسية إسلامية تنبض بالحياة.
كما تتدلى من سقف المسجد ثريات ضخمة من الكريستال النمساوي المغطى بورق الذهب عيار 24 قيراطًا، صنعت خصيصًا لهذا الصرح، وتعكس مزيجًا من الفخامة والروحانية.
وجهة للزائرين من مختلف الديانات والثقافات
منذ افتتاحه، أصبح الجامع وجهة بارزة للزوار من مختلف أنحاء العالم، مسلمين وغير مسلمين، لما يحمله من رسالة تعايش ديني وثقافي، حيث يستقبل الزوار من كل الخلفيات لتأمل جمالية العمارة الإسلامية والتعرف على الثقافة الإسلامية عن قرب، ما يجعله ليس فقط مزارًا دينيًا، بل منارة للحوار الحضاري.
ويضم مركزًا للزوار يقدم جولات تعريفية متعددة اللغات، إضافة إلى مكتبة إسلامية ضخمة تحتوي على آلاف الكتب في مختلف فروع المعرفة الإسلامية.
فنانون ومشاهير في رحاب المسجد
زيارة ياسمين عبد العزيز تأتي ضمن سلسلة زيارات لعدد من الفنانين والمشاهير العرب والعالميين لهذا المعلم الفريد، إذ سبقتها نجمات مثل هند صبري، أمل بوشوشة، نيللي كريم، وغيرهن ممن أبدين إعجابهن بعظمة المكان وروحانيته.
وتعكس هذه الزيارات تقدير الفنانين لأهمية الثقافة الدينية والحضارية، وإبراز الوجه الإنساني والمشرق للإسلام عبر فن العمارة والمكان.
رسالة صامتة من ياسمين عبد العزيز
من خلال هذه الزيارة، وجّهت ياسمين عبد العزيز رسالة صامتة ملؤها التقدير والاحترام لرموز الدين الإسلامي ومعالمه الكبرى. لم تتحدث كثيرًا، لكن الصور والفيديو كانوا أبلغ من الكلمات، وشكّل حضورها الهادئ في هذا المكان المهيب لحظة تواصل مع الروح، ومع معمار يعبّر عن عبقرية الإنسان في التعبير عن إيمانه بالجمال والسلام.