القاهرة – السابعة الاخبارية
ياسمين غيث، في لقاء مؤثر ضمن برنامج “ست ستات” الذي تقدمه الإعلامية القديرة سناء منصور، أطلت الفنانة ياسمين غيث لتشارك جمهورها كواليس أصعب فترة مرت بها في حياتها، وهي فترة إصابتها بمرض السرطان، كاشفة عن لحظات الألم الجسدي والنفسي التي اختبرتها، وكيف أن الإيمان والحب، خصوصًا حبها لابنها، كانا دافعًا قويًا لمواصلة المعركة.
ياسمين غيث: “حسيت إن الزمن وقف”
استعادت ياسمين بداية الاكتشاف المفاجئ للمرض، قائلة:
“لما حسيت بورم حسيت إن الزمن وقف عندي، ورحت أطمن من دكتورة النساء وعرفت إنه سرطان.”
تلك اللحظة المفاجئة لم تكن مجرّد صدمة، بل كانت بداية رحلة مليئة بالتحديات، خاصة أنها جاءت دون مقدمات تُذكر، لتدخل الفنانة الشابة في صراع طويل مع العلاج والعمليات والتعافي النفسي.
“علاج السرطان مميت”
بكلمات مؤثرة، عبّرت ياسمين عن قسوة العلاج قائلة:
“كان بييجي عليا وقت بقولهم سيبوني أموت أرحم من وجع العلاج والكيماوي، لأن علاج السرطان مميت.”
ورغم تلك اللحظات القاتمة، لم تستسلم، وكان لابنها الدور الأكبر في بقائها متماسكة، إذ أضافت:
“ابني كان السبب الرئيسي بعد ربنا اللي خلاني أستحمل وأقوم تاني.”
تلك العبارة لخصت مشاعر كل من مرّ بتجربة مشابهة، حين يصبح الأمل متعلقًا بوجوه من نحبهم أكثر من أي شيء آخر.
قرار سريع وعملية مفاجئة
كشفت غيث أن التشخيص لم يترك لها الكثير من الوقت للتفكير، وقالت:
“أخدت خطوات سريعة وذهبت للجراح فأكد لي أني مصابة بالفعل بالسرطان وقال هنعمل عملية دلوقت.”
وتابعت:
“دعوت الله أني أعدي من المحنة دي، وبعد ساعة واحدة دخلت العمليات. كانت أصعب تجربة في حياتي.”
وأعربت عن أمنيتها بأن لا يمر أحد بما مرّت به، مؤكدة أن مرض السرطان ليس فقط رحلة علاج عضوي، بل تجربة نفسية مؤلمة ومعقدة.
معاناة مستمرة… والسرطان يعود مجددًا
ياسمين غيث ليست فقط ممثلة ناجحة، بل أيضًا واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي في مجال التوعية بالسرطان. فقد اعتادت أن تشارك جمهورها تطورات حالتها الصحية بكل شفافية وشجاعة.
وفي منشور قديم منذ عامين، كتبت عبر حسابها في “فيسبوك”:
“خلاص الدكاترة أجمعوا إني لازم هعمل العملية قريب، وهتكون open chest مش منظار، حجم الورم أكبر من إنه يتشال بمنظار.”
وبعد أن أعلنت عن تعافيها، عادت للأسف لتكشف عن إصابة جديدة بالسرطان، وخضوعها لعملية معقدة في الصدر، قالت عنها:
“ألم لا يُحتمل… في عضمي، في ضلوعي، في أعصابي. والعملية مكانها صعب والفتح في عضم الصدر ألمه مش طبيعي.”
تأثير العملية على حياتها اليومية
المضاعفات الجسدية كانت مرهقة للغاية، حيث تابعت:
“الفتح في نص القفص الصدري والقطع في العضلة والعضم والأعصاب بيأثر على الذراعين، لأن معظم قوة حركتهم بتكون من عضلة الصدر.”
وأوضحت أنها لم تستطع استخدام ذراعيها لفترة بعد العملية، وكانت تحتاج إلى وقت طويل من العلاج الطبيعي، مع ألم دائم، خصوصًا في ذراعها اليمنى، نتيجة آثار العملية السابقة المرتبطة بسرطان الثدي.
دعم الجمهور ووعي متزايد
قصة ياسمين غيث ألهمت كثيرين، ليس فقط ممن يعانون من المرض، بل أيضًا من محيطهم من الأصدقاء والعائلات، الذين بدؤوا يفهمون أكثر عن الجانب الخفي والمؤلم من رحلة مريض السرطان.
جمهورها تفاعل دائمًا مع منشوراتها بكل حب ودعم، معتبرينها رمزًا للقوة والتحمل، ومرآة حقيقية لمعاناة المرضى بعيدًا عن الأضواء.
رسالة أمل رغم الألم
رغم الوجع الذي لا زالت تعاني منه، لا تحمل ياسمين في كلماتها سوى الأمل، وتختار دائمًا أن تتحدث بصدق، دون تزيين للواقع أو مبالغة في الشكوى، بل تسعى لأن توصل رسالة لكل من يمر بتجربة مماثلة:
“أنا مش بطلة، أنا بني آدمة بتتألم وبتمشي في رحلة طويلة، لكن اللي ربنا بيعديه من المحن، بيرجع أقوى حتى لو بيحس بالضعف في كل لحظة.”
مشوار فني بدأ بالألم
يُذكر أن ياسمين غيث، ابنة شقيقة النجمة أنغام، بدأت مشوارها الفني لأول مرة من خلال مشاركتها في مسلسل “حلاوة الدنيا”، الذي جسّدت فيه دور مريضة سرطان أثناء فترة علاجها الحقيقي من المرض، فكان المسلسل بمثابة انعكاس حقيقي لقصتها الشخصية، وجعلها أكثر ارتباطًا بالجمهور الذي شاهد فيها نموذجًا للمرأة القوية والمثابرة.
تجربة ياسمين غيث مع السرطان ليست مجرد سرد لمعاناة، بل شهادة حيّة على الشجاعة، والحب، والإيمان، في وجه الألم. كلماتها في البرنامج، وتصريحاتها على منصات التواصل، تحمل كثيرًا من الحقيقة التي قلّما نسمعها بهذا الوضوح من فنانة.
إنها ليست فقط فنانة موهوبة، بل إنسانة صادقة استطاعت أن تُلهم الآخرين من خلال أصعب تجربة يمكن أن يمر بها أي إنسان. ورغم استمرار معركتها مع الألم، فإن صوتها يبقى صوت أمل، ودعوة للوعي والدعم والتضامن مع مرضى السرطان في كل مكان.