أمريكا – السابعة الإخبارية
يوتيوب.. أعلنت شركة اليوتيوب عن إضافة ميزة جديدة تتيح للمستخدمين إخفاء التوصيات والنوافذ المنبثقة التي تظهر في نهاية مقاطع الفيديو، والمعروفة باسم “شاشات النهاية” (End Screens)، وهي خطوة جاءت استجابة لطلبات عديدة من المشاهدين الذين أعربوا عن رغبتهم في تقليل عوامل التشتيت عند متابعة مقاطع الفيديو على المنصة.
هذه الخطوة، إلى جانب تغييرات أخرى كشفت عنها الشركة، تعكس توجه يوتيوب نحو تحسين تجربة المشاهدة وتقديم المزيد من المرونة والتحكم للمستخدمين، دون أن تؤثر بشكل ملموس على صانعي المحتوى.

آلية عمل الميزة الجديدة
عند مشاهدة أي مقطع فيديو على اليوتيوب، يمكن أن تظهر شاشات النهاية في آخر ثوانٍ منه، وغالبًا ما تتضمن توصيات بمقاطع أخرى، أو روابط للاشتراك في القناة، أو الترويج لقوائم تشغيل جديدة. لكن اعتبارًا من التحديث الجديد، سيجد المستخدم زرًا باسم “إخفاء” في الزاوية العلوية اليمنى من مشغل الفيديو.
بمجرد الضغط على هذا الزر، تختفي النوافذ المنبثقة من الفيديو الحالي، ما يتيح للمشاهد متابعة اللحظات الأخيرة من المقطع بوضوح تام. وفي حال رغب المستخدم في إعادة ظهورها، يكفي الضغط على زر “إظهار” الذي سيظهر في نفس المكان.
اللافت أن الميزة لا تُعطل شاشات النهاية بشكل دائم على المنصة كلها، بل تمنح المستخدم تحكمًا فرديًا بالمقطع الجاري فقط، وهو ما يوازن بين حاجة المشاهد لتجربة أكثر تركيزًا، وحرص يوتيوب على دعم أدوات صانعي المحتوى للترويج لأعمالهم.
لماذا تبنت يوتيوب هذه التغييرات؟
أوضحت الشركة أن السبب الرئيسي وراء هذه الخطوة يعود إلى ملاحظات المستخدمين المتكررة. كثير من المشاهدين اشتكوا من أن شاشات النهاية قد تحجب أجزاء مهمة من الفيديو، خصوصًا في اللحظات الأخيرة التي قد تكون الأكثر إثارة أو التي تحمل رسالة أساسية من صانع المحتوى.
تقول يوتيوب إن هذه الميزة الجديدة ستجعل تجربة المشاهدة أكثر انسيابية وتركيزًا على المحتوى، دون أن تُلغي دور شاشات النهاية بالكامل، حيث تبقى متاحة لمن يرغب في الاستفادة منها.
تغييرات أخرى مرافقة
لم يتوقف التحديث عند خيار إخفاء شاشات النهاية، بل شمل تعديلات إضافية على واجهة المنصة:
1️⃣ إزالة زر الاشتراك العائم:
قررت يوتيوب إلغاء زر الاشتراك الذي كان يظهر عند تمرير مؤشر الماوس فوق العلامة المائية للفيديو. ووفقًا للشركة، فإن وجود زر اشتراك رئيسي أسفل مشغل الفيديو مباشرةً يكفي، ما يجعل الزر العائم غير ضروري ويقلل من ازدحام الشاشة.
2️⃣ تأثير ضئيل على منشئي المحتوى:
قد يخشى بعض صانعي المحتوى من أن تؤدي هذه التغييرات إلى تقليل نسب المشاهدات أو الاشتراكات. لكن تجارب يوتيوب الداخلية أظهرت أن نسبة الانخفاض في المشاهدات القادمة من شاشات النهاية لم تتجاوز 1.5%، في حين أن نسبة الاشتراكات عبر العلامة المائية كانت أقل من 0.05% من إجمالي الاشتراكات.
هذه الأرقام تعكس أن اعتماد القنوات على تلك الأدوات كان محدودًا، وأن التغييرات الجديدة لن تؤثر بشكل جوهري على أدائها.
يوتيوب بين راحة المشاهد وأدوات المبدعين
تُظهر هذه التحديثات فلسفة يوتيوب في الموازنة بين احتياجات جمهورها الواسع، الذي يتجاوز ملياري مستخدم نشط شهريًا، ومتطلبات صانعي المحتوى الذين يعتمدون على المنصة كمساحة للترويج والإبداع وتحقيق الدخل.
فبينما قد يرى البعض أن إزالة بعض الأدوات يضعف فرص القنوات في الوصول لمزيد من المشاهدات، فإن الشركة تؤكد أن الأولوية هي تجربة المشاهدة نفسها. إذ إن جعل المستخدم أكثر ارتياحًا في متابعة الفيديوهات قد يعزز ولاءه للمنصة على المدى الطويل، وبالتالي يعود بالنفع على صانعي المحتوى أيضًا.
آفاق التطوير القادمة
التغييرات الأخيرة ليست سوى حلقة ضمن سلسلة مستمرة من تحديثات يوتيوب، التي تسعى دائمًا لمواكبة توقعات المشاهدين. فخلال السنوات الماضية، أدخلت الشركة ميزات مثل تسريع التشغيل، وضبط جودة الفيديو، وأدوات التحكم بالترجمة، وخيارات التصفية في التعليقات.
ومع تزايد المنافسة من منصات الفيديو الأخرى مثل “تيك توك” و”إنستغرام ريلز”، تدرك يوتيوب أن أي عامل تشتيت قد يدفع المستخدم إلى مغادرة المنصة. لذلك فإن التركيز على تجربة بسيطة ومرنة بات خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه.
ومع تزايد المنافسة من منصات الفيديو الأخرى مثل “تيك توك” و”إنستغرام ريلز”، تدرك يوتيوب أن أي عامل تشتيت قد يدفع المستخدم إلى مغادرة المنصة. لذلك فإن التركيز على تجربة بسيطة ومرنة بات خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه.