- أمريكا- السابعة الإخبارية
ميتا .. في إطار السباق العالمي المحموم على قيادة مشهد الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة ميتا (Meta) رسميًا عن استحواذها على شركة PlayAI الناشئة، المتخصصة في تقنيات استنساخ وتوليد الصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير نشرته وكالة “بلومبرج”. الخطوة، التي تم تأكيدها بمذكرة داخلية حصلت عليها الوكالة، تعد جزءًا من استراتيجية ميتا الكبرى لتوسيع حضورها في مجال الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط، لا سيما ما يتعلق منه بالصوت.
ميتا: استحواذ استراتيجي في لحظة تنافس حرجة
تأتي هذه الصفقة في وقت تسعى فيه شركات التكنولوجيا العملاقة إلى بسط نفوذها على مجالات الذكاء الاصطناعي المختلفة، مثل الرؤية الحاسوبية، التفاعل اللغوي، والتوليد الصوتي، وهي المجالات التي باتت تُشكّل العمود الفقري للجيل القادم من التطبيقات الذكية، سواء في التواصل الاجتماعي، أو الأجهزة القابلة للارتداء، أو حتى الروبوتات التفاعلية.
PlayAI، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، نالت إشادة واسعة في السنوات الأخيرة بفضل تقنياتها المتقدمة في توليد أصوات بشرية شبه حقيقية، إضافة إلى قدرتها على استنساخ صوت المستخدم بدقة مذهلة. وأفادت تقارير بأن فريق عمل الشركة سينضم بالكامل إلى الشركة، ليعمل تحت إشراف الخبير الصوتي المعروف يوهان شالكفيك، أحد أبرز الأسماء السابقة في قسم الذكاء الاصطناعي الصوتي في غوغل.

صوتك في كل مكان: من الشبكات الاجتماعية إلى الأجهزة الذكية
بحسب مذكّرة داخلية مسرّبة، وصفتها عمل PlayAI بأنه “يتماشى بشكل ممتاز مع خارطة الطريق الخاصة بمنتجاتنا”، في إشارة واضحة إلى أن الشركة تخطط لإدماج هذه التقنيات في منتجات مثل Meta AI و”شخصيات الذكاء الاصطناعي” التي بدأت بالفعل في الظهور عبر تطبيقات التواصل التابعة لها، مثل واتساب وإنستغرام.
ويتوقع خبراء أن يتم توظيف هذه القدرات في تطوير مساعدات شخصية صوتية أكثر واقعية، وشخصيات رقمية متفاعلة (AI Avatars)، فضلًا عن استخدامات محتملة في الواقع الافتراضي والواقع المعزز ضمن مشروع الميتافيرس الذي تراهن عليه ميتا منذ سنوات.
استثمار ضخم في طريق “الذكاء الفائق”
لم يكن هذا الاستحواذ معزولًا، بل يأتي ضمن خطة أوسع يقودها المدير التنفيذي مارك زوكربيرغ بنفسه، لتأسيس مختبر جديد تحت اسم “مختبر الذكاء الفائق” (AI Superintelligence Lab). الهدف المُعلن: تطوير ذكاء اصطناعي يمكنه التفوق على القدرات البشرية، وهو طموح بات مشتركًا بين عمالقة مثل أوبن إيه آي (OpenAI)، غوغل، وأمازون.
وفي هذا السياق، كانت ميتا قد أعلنت في يونيو الماضي عن استثمار بقيمة 14.3 مليار دولار في شركة Scale AI، ضمن صفقة تضمنت استقدام مؤسسها ومديرها التنفيذي ألكسندر وانج لقيادة المختبر الجديد، في خطوة وُصفت بأنها مؤشر قوي على نية ميتا كسر سقف قدرات النماذج الحالية والانتقال إلى جيل جديد من الذكاء الاصطناعي.
صيد الكفاءات: من وادي السيليكون إلى كوبرتينو
استحواذ ميتا على PlayAI ليس إلا فصلًا من فصول حملة استقطاب غير مسبوقة تنفذها الشركة، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن المنظمة تقدم عروضًا مالية تصل إلى مليون دولار لبعض كبار المهندسين والباحثين للانضمام إلى مشاريعها. ووفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”، فإن الشركة تمكنت بالفعل من استقطاب عدد من مطوري نموذج GPT-4 من OpenAI، ومهندسين رئيسيين من مشروع Google Gemini، وحتى مسؤول الذكاء الاصطناعي السابق في شركة آبل.
هل تنتصر شركة ميتا في معركة الصوت؟
في عالم الذكاء الاصطناعي المتسارع، يبدو أن الصوت سيكون ساحة المعركة المقبلة، وميتا تدرك ذلك جيدًا. استحواذها على PlayAI يُعزز قدراتها ليس فقط في تطوير أدوات متقدمة، بل في صناعة شخصيات رقمية يمكنها التفاعل صوتيًا بطرق طبيعية ومقنعة، وهو ما سيكون حاسمًا في خلق تجارب واقعية في فضاءات الميتافيرس أو عبر مساعدات شخصية تتحدث وتفهم بذكاء يشبه البشر.
ولم تكشف الشركة عن القيمة المالية للصفقة، وهو ما يعكس حساسية هذا النوع من الاستحواذات في بيئة شديدة التنافس. لكنها، من خلال هذا التحرك، تُرسل رسالة واضحة: المستقبل للصوت.. وهي تنوي أن تكون في مقدمته.
وفي عالم الذكاء الاصطناعي المتسارع، يبدو أن الصوت سيكون ساحة المعركة المقبلة، والشركة تدرك ذلك جيدًا. استحواذها على PlayAI يُعزز قدراتها ليس فقط في تطوير أدوات متقدمة، بل في صناعة شخصيات رقمية يمكنها التفاعل صوتيًا بطرق طبيعية ومقنعة، وهو ما سيكون حاسمًا في خلق تجارب واقعية في فضاءات الميتافيرس أو عبر مساعدات شخصية تتحدث وتفهم بذكاء يشبه البشر.
شركة ميتا المالكة لفيسبوك وانستجرام تعلن عن انضمام رومينغ بانغ أحد أبرز مهندسي أبل منصبا قياديا في فريقها للذكاء الاصطناعي#نشرة_التاسعة pic.twitter.com/gr0NRikQBP
— MBC أخبار (@MBC24News) July 9, 2025
>
