دبي – السابعة الإخبارية
شرطة دبي.. مع بدء الإجازة الصيفية، يعود الحديث مجددًا حول التأثير المتزايد للألعاب الإلكترونية على سلوكيات الأطفال والمراهقين، وتحديدًا من ناحية التهديدات الرقمية التي قد يتعرضون لها خلال ساعات طويلة من التفاعل مع هذه الألعاب.
وفي هذا السياق، شددت إدارة الجرائم الإلكترونية في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بـ شرطة دبي على أهمية الدور الحيوي للرقابة الأسرية في التصدي لتلك المخاطر، وضمان سلامة الأبناء على الفضاء الإلكتروني.

شرطة دبي: الألعاب الإلكترونية… بين الترفيه والخطر
لا شك أن الألعاب الإلكترونية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الجيل الجديد، حيث توفر لهم بيئة ترفيهية جذابة وتفاعلية. ومع ذلك، فإن لهذه البيئة الرقمية وجهًا آخر ينطوي على تهديدات خفية يمكن أن تتسلل إلى حياة الأطفال دون أن يشعروا بها، لا سيما في ظل التواصل المفتوح الذي تتيحه بعض الألعاب مع مستخدمين غرباء حول العالم.
وأكدت شرطة دبي أن العطلة الصيفية تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في أوقات استخدام الأبناء لهذه الألعاب، ما يرفع من مستوى احتمالية تعرضهم لجرائم إلكترونية متعددة، مثل الاحتيال، أو الابتزاز، أو حتى الانخراط في سلوكيات غير سليمة مثل التنمر الإلكتروني أو الإدمان الرقمي.
دور الأسرة في الوقاية والتحصين
وأشارت إدارة الجرائم الإلكترونية إلى أن الأسرة تمثل خط الدفاع الأول لحماية الأطفال من هذه الأخطار، مشددة على ضرورة أن يكون الآباء والأمهات أكثر وعيًا بطبيعة الألعاب التي يمارسها أبناؤهم، سواء من حيث محتواها أو تفاعلها مع الآخرين.
ومن أبرز التوصيات التي قدمتها شرطة دبي لأولياء الأمور:
• معرفة محتوى الألعاب: يجب أن يتحقق الوالدان مما إذا كانت اللعبة مناسبة للفئة العمرية للطفل، وأن يتعرفا على ميزات التفاعل داخلها، خصوصًا إذا كانت تتيح المحادثات مع الغرباء.
• استخدام أدوات الرقابة الأبوية: تفعيل هذه الأدوات على الأجهزة الذكية والحواسيب يساعد على مراقبة المحتوى وتحديد فترة الاستخدام.
• متابعة السلوك الرقمي للأبناء: لا يقتصر الأمر على مراقبة مدة اللعب، بل يجب فهم نوعية التفاعل داخل الألعاب والتأكد من خلوها من التأثيرات السلبية أو المشبوهة.
• التوعية بعدم مشاركة البيانات: يجب غرس الوعي لدى الأطفال بعدم الإفصاح عن أي معلومات شخصية، مثل الاسم الكامل أو رقم الهاتف أو حتى الصور، عبر الألعاب.
• تنظيم وقت اللعب: من المهم وضع جدول زمني للعب يتناسب مع عمر الطفل ويمنع الإدمان.
• توفير البدائل: تقديم أنشطة ترفيهية وتعليمية بديلة يشغل وقت الطفل ويحد من اعتماده الكامل على الألعاب الإلكترونية.

حماية قانونية ومجتمعية
وفي حال وقوع أي جريمة رقمية أو تعرض الطفل لأي سلوك مريب أو تهديد داخل الألعاب، أكدت شرطة دبي إمكانية التواصل الفوري مع الجهات المختصة. وتوفر الشرطة عدة قنوات لتقديم البلاغات، منها منصة “e-Crime” الإلكترونية، أو الاتصال بالرقم 901، بالإضافة إلى تطبيق شرطة دبي والموقع الرسمي.
استغلال الألعاب في الابتزاز والتنمر
من الأخطار المتزايدة التي أشارت إليها إدارة الجرائم الإلكترونية، استغلال بعض المجرمين للبيئة التفاعلية في الألعاب الإلكترونية لاستدراج الأطفال، وابتزازهم لاحقًا بعد جمع معلومات شخصية أو صور منهم. وتزداد خطورة الأمر حين لا يكون الطفل مدركًا لطبيعة التهديدات الرقمية أو لا يشعر بالأمان الكافي للبوح بما تعرض له.
كما أن التنمر الإلكتروني عبر الألعاب بات من الظواهر المنتشرة، حيث قد يتعرض الطفل للتنمر من قبل مستخدمين آخرين في اللعبة، ما قد يؤثر سلبًا على نفسيته وسلوكه الاجتماعي.
التكنولوجيا أداة بناء… إن أحسنا استخدامها
في ختام توجيهاتها، شددت شرطة دبي على أن التكنولوجيا ليست شرًا بحد ذاتها، بل يمكن أن تكون أداة فعالة للبناء والتعلم والترفيه الإيجابي، إذا ما وُظّفت بطريقة صحيحة وتحت رقابة واعية من الأسرة. ودعت جميع أولياء الأمور إلى عدم التراخي في هذا الدور، خصوصًا في فترات الإجازات التي يتسع فيها وقت الفراغ، ما قد يدفع الأطفال إلى التوجه غير الآمن للفضاء الرقمي.
وفي ظل التطور السريع للتقنيات الرقمية وتزايد اعتماد الأطفال على الإنترنت في الترفيه والتواصل، يصبح دور الأسرة أكثر أهمية من أي وقت مضى. الرقابة لا تعني المنع الكامل، بل تعني المتابعة الواعية والتوجيه المستمر. فالأطفال بحاجة إلى من يرشدهم لفهم ما هو آمن وما هو خطر في هذا العالم الرقمي. كما أن تعزيز الثقة بين الأهل والأبناء يساهم في بناء علاقة مفتوحة تُشجع الطفل على الحديث عن أي موقف غريب أو مقلق قد يتعرض له. الوقاية تبدأ بالحوار، والمعرفة، والوجود الحقيقي للوالدين في تفاصيل الحياة الرقمية لأبنائهم.
