مصر السابعة الإخبارية
التيكتوكر مروة.. تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، منشورات تفيد بإلقاء القبض على سيدة تُعرف باسم مروة، التي اشتهرت بادعائها أنها “ابنة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك”. وبينما لم يصدر أي بيان رسمي من الجهات الأمنية أو القضائية يؤكد هذه المزاعم، فإن القضية أثارت جدلاً واسعًا، لا سيما بعدما تصاعدت بشكل دراماتيكي وتحوّلت إلى اتهامات علنية تطال شخصيات معروفة في الوسط الفني والرياضي.
التيكتوكر مروة: ظهور مثير على “تيك توك”
بداية هذه الأزمة تعود إلى ظهور التيكتوكر مروة، المعروفة على “تيك توك”، في مقطع مصوَّر خلال الأيام القليلة الماضية، زعمت فيه تورط الفنانة وفاء عامر في قضية تتعلق بتجارة الأعضاء البشرية. وزادت من حدة الاتهامات حين صرّحت أن الفنانة هي السبب الحقيقي وراء وفاة لاعب كرة القدم الراحل إبراهيم شيكا، نافية أن يكون قد توفي بسبب مرض السرطان، ومؤكدة – دون دليل – أن وفاته جاءت نتيجة “بيع أعضائه”، على حد تعبيرها.
لم تكتفِ التيكتوكر مروة بذلك، بل وجّهت أيضًا اتهامات مباشرة إلى زوجة اللاعب الراحل، ما دفع الأزمة إلى التفاقم بشكل كبير وفتح باباً واسعاً للتكهنات وردود الفعل القانونية.

رد رسمي من وفاء عامر
من جهتها، لم تقف الفنانة وفاء عامر مكتوفة الأيدي، بل خرجت عن صمتها سريعًا وأصدرت بيانًا رسميًا نفت فيه جميع المزاعم التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء في البيان:
“أرفض تمامًا الزجّ باسمي أو الإساءة لي أو لأي فرد من أسرتي في شائعات تمسّ مكانتي كفنانة وإنسانة. وسأتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد من يقف خلف هذه الادعاءات الكاذبة”.
ولم تمضِ ساعات حتى أعلنت وفاء عامر أنها قامت بتحرير أربعة بلاغات رسمية ضد السيدة المعروفة باسم مروة، تتهمها فيها بنشر أخبار كاذبة، والإساءة، والتشهير، واستغلال اسمها في قضايا خطيرة تمسّ سمعتها ومكانتها.
فيديو من داخل مقر النيابة؟
وفي تطور لافت، ظهرت التيكتوكر مروة مرة أخرى في فيديو جديد، زعمت فيه أنها داخل مقر النيابة العامة، وأكّدت أنه لم يُسجل بحقها أي بلاغ رسمي حتى تلك اللحظة. وأثار هذا الفيديو مزيداً من الجدل، حيث شكك البعض في صحة ما ورد فيه، وسط غياب تأكيد رسمي من الجهات المختصة.
دعم نقابي وفني واسع
الأزمة لم تتوقف عند حدود البلاغات والردود الإعلامية، بل وصلت إلى نقابة المهن التمثيلية، التي أعلنت تضامنها الكامل مع الفنانة وفاء عامر، مؤكدة أنها شكّلت لجنة قانونية لمتابعة الملف واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أعضائها من حملات التشهير الممنهجة.
وفي السياق ذاته، أعرب عدد كبير من نجوم الفن عن تضامنهم مع وفاء عامر، من بينهم الفنان هاني رمزي، والفنانة منة فضالي، وداليا مصطفى، حيث أكدوا في منشورات عبر حساباتهم الشخصية أن وفاء معروفة في الوسط الفني بمواقفها الإنسانية وكرمها، مشيرين إلى أن ما تتعرض له حملة تشويه تستهدف شخصها ومكانتها.
شهادة إنسانية من أرملة شيكا
وفي خطوة مفاجئة، خرجت هبة التركي، أرملة اللاعب الراحل إبراهيم شيكا، عن صمتها، وأدلت بتصريحات هامة نفت فيها كل المزاعم التي ربطت وفاة زوجها بقضية بيع الأعضاء، وقالت:
“وفاء عامر كانت الفنانة الوحيدة اللي وقفت جنبنا وقت تعب إبراهيم، وكانت دايمًا بتقولي: أنا مامتك وهفضل جنبك مهما حصل، واللي ييجي عليكي كأنه جاي عليا”.
واعتبرت هبة أن تلك الادعاءات الكاذبة تشكّل إساءة لعائلة اللاعب الراحل، ولا تمتّ للحقيقة بصلة، مؤكدة أن وفاته كانت نتيجة مضاعفات المرض الخبيث، وأنه تلقى الرعاية والدعم حتى اللحظة الأخيرة.

قانون الجرائم الإلكترونية حاضر في المواجهة
الخبراء القانونيون يرون أن الواقعة تدخل في نطاق الجرائم الإلكترونية، والتي تشمل نشر الشائعات والإساءة لسمعة الأشخاص والتشهير عبر منصات التواصل الاجتماعي. ويُرجَّح أن يتم استدعاء مروة للتحقيق، خصوصًا في حال تقدم جهات رسمية ببلاغات متعلقة بتعمد نشر أخبار كاذبة تمس النظام العام أو سمعة شخصيات عامة.
ختام: فوضى المحتوى والتشهير عبر الإنترنت
تعكس هذه الأزمة وجهًا سلبيًا لمنصات التواصل الاجتماعي، إذ بات البعض يستخدمها ساحة لنشر ادعاءات غير موثقة، وترويج نظريات مؤامرة، والإساءة للآخرين دون خوف من العقوبة.
وفي وقت يزداد فيه التأثير الرقمي، فإن التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية القانونية يظل أمرًا ملحًا، خاصة حين تتجاوز الأمور حدود النقد إلى الترويج لمعلومات غير مثبتة قد تُلحق أضرارًا نفسية واجتماعية ومهنية بالآخرين.
