مصر – السابعة الإخبارية
عمرو دياب .. عاد الفنان المصري عمرو دياب، المعروف بلقب “الهضبة”، بقوة إلى الساحة الغنائية متصدرًا التريند العربي والعالمي، بعد النجاح اللافت لأغنيته الجديدة “بابا”، التي استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة بارزة بين أهم الأعمال الموسيقية لهذا العام.
منصة “يوتيوب” وحدها سجّلت أكثر من 81 مليون مشاهدة للأغنية في فترة قصيرة، في مؤشر واضح على الشعبية الجارفة التي ما زال يتمتع بها عمرو دياب بعد أكثر من ثلاثة عقود من التألق المتواصل في عالم الموسيقى.

نجاح رقمي واسع وتفاعل شبابي غير مسبوق
لم يقتصر تأثير أغنية “بابا” على الأرقام، بل تجاوزها إلى حالة جماهيرية تفاعلية، حيث أصبحت الأغنية رائجة على مختلف التطبيقات الاجتماعية، وعلى رأسها “تيك توك” و”إنستغرام”، إذ استخدمها آلاف المستخدمين في مقاطع الفيديو والتحديات، ما زاد من انتشارها وأدخلها في ذاكرة الجمهور اليومي.
الكلمات البسيطة واللحن العصري القريب من الذوق الشبابي، لعبا دورًا كبيرًا في جعل الأغنية محببة لفئات عمرية مختلفة، فضلًا عن التوزيع الموسيقي المبتكر الذي جمع بين الطابع الشرقي والإلكتروني العصري.
“بابا” تتصدر قوائم “بيلبورد” وتتفوق على أبرز نجوم الغناء
في خطوة نادرة لفنان عربي، نجح عمرو دياب من خلال “بابا” في تصدّر قائمة “Hot 100” الخاصة بمجلة “بيلبورد” العالمية، إلى جانب أكثر من عشر أغانٍ من ألبومه الجديد “ابتدينا”، ما يرسّخ مكانته ليس فقط كنجم عربي بل كـ”ظاهرة فنية” تمتد خارج الحدود.
وبهذا الإنجاز، تفوق عمرو دياب على عدد من نجوم الغناء في المنطقة، من بينهم الفنان اللبناني فضل شاكر، الذي ظهر في القائمة بـ7 أغنيات فقط من آخر ألبوماته.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُسجّل فيها دياب حضورًا عالميًا، لكنه اليوم يثبت مجددًا أن النجومية الحقيقية لا تعترف بالزمن، بل بالقدرة على التجديد والاتصال بجمهور اليوم.
الهضبة: مزيج من الاستمرارية والتجديد
يُعد هذا النجاح الأخير فصلًا جديدًا في المسيرة الاستثنائية لعمرو دياب، الذي استطاع عبر سنواته الفنية أن يُحافظ على هويته الموسيقية الخاصة، دون أن يتوقف عن التجديد والمغامرة.
نجاح “بابا” يؤكد أن الهضبة لا يزال يمتلك أدوات التأثير والابتكار، في وقتٍ تتغير فيه أذواق المستمعين وتتسارع فيه إيقاعات الصناعة الفنية، سواء من حيث الإنتاج أو الاستهلاك الرقمي.
وعلى الرغم من بروز أسماء جديدة في الساحة، لا يزال عمرو دياب يحتفظ بمكانته كـ”رقم صعب”، لا ينافسه فيه أحد بسهولة.

حفله الأخير في بيروت: عودة إلى الجذور والجماهير
في سياق هذا النجاح المتواصل، أحيا الفنان عمرو دياب حفلاً جماهيريًا ضخمًا على الساحة البحرية لمنتجع “وترفرونت بيروت”، ضمن جولته الصيفية لعام 2025.
وقدّم خلال الحفل مجموعة من أغاني ألبومه الجديد “ابتدينا”، إلى جانب باقة من أشهر أغانيه القديمة التي شكّلت وجدان أجيال كاملة من المستمعين في مصر والوطن العربي.
وتميز الحفل بحضور جماهيري كبير تجاوز التوقعات، حيث امتلأت المدرجات بمحبّي “الهضبة”، الذين تفاعلوا مع كل مقطع غنائي وكأنهم يستعيدون معه ذكريات لا تُنسى.
عمرو دياب… نجم لا تغيب شمس حضوره
اللافت في تجربة عمرو دياب الفنية، هو قدرته الفائقة على التكيّف مع المتغيرات، دون أن يتخلى عن أسلوبه المتفرّد في الأداء، أو عن حسه العالي في انتقاء الكلمات والألحان.
ففي حين يركّز عدد كبير من النجوم على البقاء ضمن نفس النمط، يبدو أن دياب دائم السعي إلى التجريب والتجديد الموسيقي، وهو ما يجعل كل إصدار جديد له حدثًا فنيًا بحد ذاته.
وتُعد “بابا” امتدادًا منطقيًا لهذا المسار، فهي تحمل بصمته المألوفة، لكنها في الوقت ذاته مُعاصرة بشكل مثالي لما يطلبه جمهور هذا الجيل، من ناحية الإيقاع والموضوع والجرأة اللحنية.
ختام: الهضبة لا يُشبه إلا نفسه
مع تجاوز أغنية “بابا” لحاجز الـ81 مليون مشاهدة، وتصدرها قوائم “بيلبورد”، ومواصلة نجاح حفلاته في العواصم العربية، يؤكد عمرو دياب من جديد أنه لا يُشبه إلا نفسه، وأن الهضبة سيبقى عنوانًا ثابتًا في قمة الغناء العربي، في وجه المتغيرات والتحديات.
ومع حديثه المتكرر عن تحضيرات لأغنيات جديدة وأفكار مبتكرة لألبومه القادم، يبدو أن جمهور عمرو دياب لا يزال على موعد دائم مع الإبهار الموسيقي… فالهضبة، باختصار، لم ولن تغيب عن القمة.
