البرتغال – السابعة الإخبارية
أحدث اعتراف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدته في إعداد خطابه قبل استلامه جائزة جلوب بريستيج في حفل جوائز كرة القدم بالبرتغال، ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وأثار نقاشات حول مدى اعتماد الرموز العالمية على التكنولوجيا الحديثة في حياتهم اليومية والمهنية.
الذكاء الاصطناعي ودوره في خطاب رونالدو
في منشور على منصة X (تويتر سابقًا)، نشرت شركة Perplexity AI مقطعًا يوضح كيف استخدم رونالدو منصتها لإعداد خطابه قبل الحفل، مع تعليق: “استخدم رونالدو منصة بيربلكسيتي لإعداد خطابه في حفل جائزة جلوب بريستيج”.
وفي مقطع الفيديو، اعترف رونالدو بأنه كان يشعر بتوتر كبير قبل كتابة الخطاب، وقال:”جلستُ بعد ظهر اليوم على الطاولة أفكر فيما سأقوله في هذا الخطاب. قلتُ لنفسي: ما هي جائزة ‘برستيج جلوب’؟ هل هي جائزةتُنهي مسيرتي المهنية؟ شعرتُ ببعض التوتر وقلت: لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا. ثم بحثتُ عن ‘الحيرة’ – إن لم تكن تعرفها، فابحث عنها لاحقًا – وقد أفادني ذلك قليلًا.”
هذا الاعتراف الصريح من أحد أعظم لاعبي كرة القدم في العالم أثار تفاعلًا واسعًا بين الجمهور، حيث أعرب كثيرون عن إعجابهم بتواضع رونالدو وانفتاحه على مشاركة لحظة ضعفه، بينما أثار النقاد جدلاً حول الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي وأثره على القدرة البشرية على التفكير المستقل.
هل يضعف الذكاء الاصطناعي التفكير البشري؟
أثار اعتراف رونالدو نقاشات واسعة بين خبراء التكنولوجيا وعشاق الرياضة حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي. فالبعض يرى أن الإفراط في الاعتماد على هذه الأدوات قد يقلل من مهارات الإنسان مثل الذاكرة، التحليل النقدي، وصناعة القرار.
وفي المقابل، يؤكد آخرون أن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول يمكن أن يكون مفيدًا للغاية، حيث يساعد على توفير الوقت، تعزيز الأفكار، وتقديم اقتراحات دقيقة تساعد على اتخاذ قرارات أفضل. وفي حالة رونالدو، كان الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة لتخفيف التوتر، ومساعدته على صياغة خطاب مرتب وواضح قبل الوقوف أمام الجمهور.
Perplexity AI بين المنافسة والانتشار
سلطت الواقعة الضوء على منصة Perplexity AI بشكل غير متوقع، في وقت تتنافس فيه الشركة مع روبوتات دردشة شهيرة مثل ChatGPT من OpenAI وGemini من Google. ويجمع Perplexity بين الردود الحوارية والاقتباسات الفورية من الويب، ما يمنح المستخدمين ملخصات سريعة مع مراجع مباشرة للمصادر، بخلاف محركات البحث التقليدية التي تكتفي بعرض روابط.
وقد تأسست المنصة على يد رجل الأعمال الهندي الأصل أرافيند سرينيفاس، ولاقت شعبية كبيرة بين الباحثين والمهنيين الذين يسعون للحصول على إجابات سريعة ودقيقة. والآن، يبدو أن حتى نجوم كرة القدم العالميين يتجهون لاستخدام هذه الأدوات للحصول على مساعدة سريعة في المواقف الحاسمة، مثل تحضير خطاب رسمي قبل حفل مهم.
ردود فعل الجمهور والإعلام
تفاعل الجمهور مع اعتراف رونالدو بشكل واسع، حيث عبر كثيرون عن تقديرهم لصراحته وانفتاحه، معتبرين أن مشاركة هذه اللحظة تجعله أكثر قربًا من محبيه. وفي الوقت نفسه، كتب بعض النقاد مقالات ومشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي يناقشون فيها أثر الذكاء الاصطناعي على الأداء البشري، خصوصًا في المجالات الإبداعية مثل الكتابة والخطابة.
ويرى بعض الخبراء أن استخدام أدوات مثل Perplexity وChatGPT يجب أن يكون تكميلًا للمهارات البشرية وليس بديلًا عنها، وأن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من أدوات الإنتاج الشخصي والمهني، سواء في الرياضة أو الأعمال أو التعليم.
خطوة جديدة في العلاقة بين الرياضة والتكنولوجيا
حالة رونالدو تعتبر مثالًا واضحًا على التقاطع بين الرياضة والتكنولوجيا، حيث لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على التحليل الفني للعبة فقط، بل يمتد إلى الإعداد الشخصي، إدارة الضغوط، وصياغة المحتوى. وتعكس هذه الواقعة كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تساعد حتى الرموز الرياضية في التعامل مع لحظات القلق والتوتر أمام الجمهور ووسائل الإعلام.
اعتماد كريستيانو على الذكاء الاصطناعي قبل حفل جلوب بريستيج يسلط الضوء على التغيرات الجذرية في حياة الرياضيين المعاصرين، حيث أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا من روتينهم اليومي. وبينما أثار الاعتراف جدلاً واسعًا حول تأثير هذه التكنولوجيا على التفكير البشري، فإن تجربة رونالدو تثبت أنها يمكن أن تكون أداة داعمة وفعالة عند استخدامها بحكمة، مما يتيح للفرد التركيز على الإبداع والأداء الشخصي.
ومع استمرار التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يبقى السؤال مطروحًا: إلى أي مدى سيعتمد الرياضيون والمبدعون في المستقبل على هذه الأدوات، وكيف سيتوازن ذلك مع الحفاظ على المهارات الإنسانية التقليدية؟