إسبانيا – السابعة الإخبارية
فينيسيوس.. تتزايد وتيرة الحديث في الصحافة الإسبانية والإنجليزية حول الصفقة المحتملة التي قد تهز سوق الانتقالات الأوروبية، والمتمثلة في انتقال النجم النرويجي إيرلينغ هالاند، مهاجم مانشستر سيتي، إلى ريال مدريد، في ظل مؤشرات متزايدة على أن مستقبل البرازيلي فينيسيوس جونيور سيكون العامل الحاسم في إتمام الصفقة من عدمها.
فبحسب تقارير نشرتها صحف إسبانية كـ”ماركا” و”آس”، إلى جانب تأكيدات من الصحافي المعروف خورخي بيكون، فإن هالاند يبدي رغبة واضحة في ارتداء قميص الميرينغي في المستقبل القريب، معتبرًا أن ريال مدريد هو “الوجهة المثالية” لمواصلة مسيرته وتحقيق المجد الأوروبي.
لكن هذه الرغبة، وفقًا للمصادر ذاتها، تصطدم بعقبتين واضحتين:
الأولى تتمثل في وجود فينيسيوس جونيور الذي يشغل مركزًا هجوميًا متقدماً يشترك جزئيًا في أدوار مشابهة لهالاند ومبابي، والثانية في تمسك مانشستر سيتي بمهاجمه الذي يُعد أحد أهم أعمدة مشروع المدرب بيب غوارديولا في السنوات المقبلة.

توتر في البيت الملكي بعد “الكلاسيكو”
تجدد الحديث عن مستقبل فينيسيوس بعد الأحداث المثيرة في الكلاسيكو الأخير أمام برشلونة، حين أبدى اللاعب غضبه العلني من قرار المدرب تشابي ألونسو باستبداله في الدقيقة الأخيرة من المباراة.
ورغم أن فينيسيوس قدّم اعتذارًا رسميًا بعد اللقاء وأكد احترامه الكامل للمدرب، إلا أن تلك الواقعة أعادت فتح النقاش حول علاقته بإدارة النادي والجهاز الفني، خصوصًا أن هذه ليست المرة الأولى التي يُظهر فيها اللاعب انفعالاً مفرطاً داخل الملعب.
هذا الموقف، إلى جانب بعض الأحاديث عن شعور اللاعب بعدم التقدير الكافي في ظل بروز النجم الفرنسي كيليان مبابي، جعل البعض يرى أن رحيله في الصيف المقبل بات احتمالًا قائمًا، خاصة مع العروض الضخمة التي وصلت للنادي من أندية الدوري السعودي.
عرض سعودي ضخم قد يفتح الباب أمام “صفقة الحلم”
بحسب صحيفة “ذا صن” البريطانية، تلقى ريال مدريد عرضًا أوليًا من أحد الأندية السعودية لضم فينيسيوس مقابل ما يقارب 200 مليون يورو، وهو رقم وصفته الصحف الإسبانية بأنه قد يكون “الكلمة السر” في إتمام صفقة هالاند المنتظرة.
فهذا المبلغ الضخم كفيل بتمويل انتقال النجم النرويجي من مانشستر سيتي، إضافة إلى راتبه الكبير، دون أن يتأثر الهيكل المالي للنادي الملكي الذي يسعى دومًا للحفاظ على توازنه وفق قوانين اللعب المالي النظيف.
وبحسب محللين رياضيين، فإن رحيل فينيسيوس سيُحدث فراغًا في الخط الأمامي، لكنه في المقابل سيفتح المجال لتشكيل هجومي مثالي بقيادة مبابي وهالاند، وهي الثنائية التي يحلم بها جمهور ريال مدريد منذ سنوات.

هالاند.. “الماكينة” التي يريدها فلورنتينو بيريز
لطالما كان إيرلينغ هالاند أحد أحلام رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، الذي يرى فيه “البديل الطبيعي” لنجوم الماضي مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما.
وتشير تقارير مقربة من إدارة النادي إلى أن بيريز يعتبر هالاند القطعة الأخيرة في مشروع “الجيل الذهبي الجديد”، إلى جانب مبابي وجود بيلينغهام وكامافينغا وتشواميني.
غير أن الصفقة تواجه تحديات قانونية ومالية، أبرزها أن عقد هالاند مع مانشستر سيتي يمتد حتى عام 2034، ويتضمن شرطًا جزائيًا غير مُعلن قد يتجاوز 250 مليون يورو، إضافة إلى رغبة غوارديولا في الاحتفاظ به كلاعب لا يمكن المساس به ضمن خطط النادي المستقبلية.
سيناريوهات محتملة للموسم المقبل
بحسب محللين إسبان، هناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة أمام إدارة ريال مدريد في صيف 2026:
1. الاحتفاظ بفينيسيوس وتأجيل صفقة هالاند حتى انتهاء عقده الحالي أو انخفاض قيمته السوقية.
2. بيع فينيسيوس والاستفادة من العائد المالي الضخم لتمويل صفقة هالاند وجلبه ليقود الهجوم بجوار مبابي.
3. التعاقد مع هالاند دون بيع فينيسيوس، وهو خيار صعب ماليًا وتكتيكيًا، لكنه يبقى مطروحًا إذا قرر بيريز المجازفة لبناء فريق أحلام حقيقي.
ورغم أن السيناريو الثاني يبدو الأقرب وفقًا للتسريبات الحالية، إلا أن مستقبل الصفقة سيعتمد بدرجة كبيرة على علاقة فينيسيوس بالإدارة والجهاز الفني في الأشهر المقبلة، ومدى قناعته بالاستمرار في “البيت الملكي”.

الختام: بين الحلم والواقع
في الوقت الذي يحلم فيه عشاق ريال مدريد برؤية مبابي وهالاند في الهجوم معًا، يدرك الجميع أن الصفقة، رغم كونها ممكنة، ليست سهلة على الإطلاق.
فالتحديات المالية، والعقود الطويلة، وارتباطات الأندية الحالية بنجومها، تجعل من المفاوضات معقدة للغاية. ومع ذلك، يظل بيريزمعروفًا بقدرته على تحويل المستحيل إلى ممكن، كما فعل في صفقات سابقة غيّرت وجه النادي للأبد.
ومهما كانت النهاية، فإن صيف 2026 يبدو مرشحًا ليكون أحد أكثر فترات الانتقالات إثارة في تاريخ كرة القدم الأوروبية، حيث تتقاطع طموحات الأندية الكبرى مع أحلام الجماهير ومشاريع النجوم العالميين.
 
		 
									 
					