الشارقة – السابعة الإخبارية
في خطوة جديدة تعكس التزام إمارة الشارقة برؤية واضحة في دعم الكوادر الوطنية وتمكين شبابها، أعلن عبد الله إبراهيم الزعابي، رئيس دائرة الموارد البشرية في الشارقة، أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اعتمد 450 وظيفة جديدة لأبناء الإمارة في مختلف المجالات والتخصصات الجامعية، وذلك ضمن خطة شاملة لتلبية احتياجات الجهات الحكومية في مدن ومناطق الشارقة كافة.
وجاء تصريح الزعابي خلال مداخلة هاتفية له عبر برنامج “الخط المباشر”، الذي يبث عبر إذاعة وتلفزيون الشارقة، موضحًا أن هذه المبادرة تأتي استكمالًا لجهود الإمارة في تعزيز سياسات التوظيف وتوفير فرص العمل المناسبة للمواطنين المؤهلين، بما يواكب توجيهات القيادة الحكيمة في بناء الإنسان وتنمية الكفاءات الوطنية.

أولوية التعيين لمنتسبي برامج التدريب والتأهيل
وأوضح الزعابي أن الأولوية في شغل الوظائف الجديدة ستكون لمنتسبي برنامج الشارقة لتدريب وتأهيل الباحثين عن عمل، وهو البرنامج الذي أطلقته حكومة الشارقة في وقت سابق بهدف رفع كفاءة الباحثين عن فرص وظيفية وتزويدهم بالمهارات المطلوبة في سوق العمل.
وأشار إلى أن عملية التعيين ستبدأ خلال الأشهر المقبلة مع بداية العام الجديد 2026، مؤكدًا أن الدائرة تعمل بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية لضمان سرعة الإجراءات وتحقيق التكامل بين الاحتياجات الفعلية والتخصصات المطروحة.
إنجازات ملموسة في ملف التوظيف
وفي سياق متصل، كشف رئيس دائرة الموارد البشرية أن جهود التوظيف خلال العام الجاري أثمرت عن تعيين أكثر من 2100 مواطن ومواطنة من خريجي الجامعات، في مختلف التخصصات والمجالات الإدارية والفنية والتعليمية والهندسية.
وأضاف أن بعض التخصصات شهدت إقبالًا ملحوظًا من الجهات الحكومية، إذ تم تعيين خريجين من دفعات عامي 2024 و2025، ما يعكس مدى حرص الحكومة على استقطاب الكفاءات الشابة فور تخرجها، ومنحها الفرصة لتطبيق معارفها الأكاديمية في بيئة عمل مهنية متطورة.
ترجمة عملية لتوجيهات القيادة
يأتي اعتماد الوظائف الجديدة استجابةً مباشرة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي يولي ملف التوظيف وتمكين أبناء الإمارة اهتمامًا كبيرًا ضمن رؤيته الشاملة لبناء مجتمع متوازن ومتكامل.
وقد حرص سموه، على مدى السنوات الماضية، على إطلاق مشاريع ومبادرات تنموية تُعنى برفع مستوى المعيشة وتوفير بيئة داعمة للمواطنين، من خلال سياسات واقعية تعزز الاستقرار الأسري والاجتماعي وتفتح آفاقًا أوسع أمام الشباب في ميادين العمل والإبداع.
التخصصات المطلوبة تعكس احتياجات المستقبل
وبيّن الزعابي أن الوظائف الجديدة تشمل جميع التخصصات الجامعية التي تلبي متطلبات الدوائر الحكومية في الإمارة، بما في ذلك التخصصات الإدارية، الهندسية، التقنية، الصحية، التعليمية، والإعلامية، إضافةً إلى مجالات التحول الرقمي والابتكار التي تشهد اهتمامًا متزايدًا من قبل الحكومة.
وأوضح أن الهدف من هذا التنوع هو تحقيق التوازن بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل المحلي، بما يضمن توظيف الخريجين في المجالات التي تتيح لهم فرص التطور المهني المستدام.
برامج تأهيل مستمرة وتعاون مؤسسي
وأكد الزعابي أن دائرة الموارد البشرية في الشارقة لا تكتفي بعمليات التوظيف فقط، بل تعمل بشكل متكامل مع الجهات الحكومية لتنفيذ برامج تطوير وتأهيل مستمرة للموظفين الجدد، بهدف رفع كفاءتهم وتمكينهم من أداء مهامهم بفعالية.
كما أشار إلى أن التعاون مع الجامعات المحلية ومراكز التدريب يساهم في إعداد جيل من الكفاءات المؤهلة علميًا وعمليًا، بما يعزز من قدرات المؤسسات الحكومية في تقديم خدمات نوعية تواكب تطلعات الإمارة في مختلف القطاعات.

الشباب محور التنمية في رؤية الشارقة
تؤكد هذه الخطوة أن حكومة الشارقة ماضية في نهجها الراسخ لجعل الشباب محورًا أساسيًا في التنمية المستدامة، إذ تحرص على توفير بيئة محفزة لهم في مجالات التعليم والعمل والابتكار.
ويعكس هذا التوجه إيمان القيادة بأن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأنجح، وأن تمكين أبناء الإمارة من العمل والمشاركة الفاعلة في خدمة وطنهم هو الطريق الأمثل لتحقيق التقدم والازدهار.
تفاعل مجتمعي وترحيب واسع
وقد لقي إعلان اعتماد الوظائف الجديدة ترحيبًا واسعًا من المواطنين، الذين أعربوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن امتنانهم للقيادة الحكيمة على ما تقدمه من دعم متواصل لأبناء الإمارة.
وأكد العديد من الخريجين أن هذه المبادرات تمنحهم الثقة في مستقبل مهني مشرق، وتخفف من أعباء البحث عن فرص العمل في ظل التحديات التي يشهدها سوق العمل الإقليمي والعالمي.
نحو عام جديد بآمال متجددة
ومع اقتراب العام الجديد، تواصل إمارة الشارقة رسم ملامح مرحلة جديدة من التنمية القائمة على العدالة الوظيفية وتكافؤ الفرص، لتثبت مرة أخرى أنها نموذج يحتذى به في تمكين الكفاءات الوطنية وصنع مستقبل واعد للأجيال القادمة.
ففي ظل قيادة تؤمن بالإنسان أولًا، تواصل الشارقة خطاها بثبات نحو بناء مجتمع منتج ومتماسك، يجعل من العمل والإخلاص والعلم ركائز أساسية لمسيرة نجاحها المستمرة.

