متابعات- السابعة الإخبارية
يقول علماء وخبراء التغذية إن إعطاء الأطفال الصغار -الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 6 أشهر- حصصًا صغيرة من زبدة الفول السوداني السلسة يمكن أن تقلل بشكل كبير من حساسية الفول السوداني.
وأشار العلماء إلى أن نصيحة الحكومة بشأن الفطام -التي تدعو إلى عدم إعطاء الأطفال أطعمة صلبة حتى حوالي ستة أشهر- بحاجة إلى التغيير.
ويحذر الخبراء من أن المكسرات والفول السوداني الكامل أو المفروم يزيد من مخاطر الاختناق ولا ينبغي إعطاؤه للأطفال دون سن الخامسة.
وتشير إرشادات خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا NHS الحالية إلى أنه يمكن إدخال الفول السوداني (المسحوق أو المطحون أو الزبدة) من عمر ستة أشهر تقريبًا.
ويكون الطفل مستعدا لتناول أول طعام صلب إذا توفرت الشروط التالية:
1- أن يكون الطفل قادراً على الثبات في وضع الجلوس، وإبقاء الرأس ثابتا.
2- أن يتمكن الطفل من التحكم بعينيه ويديه وفمه ويقدر على النظر إلى طعامه والتقاطه ووضعه في فمه.
3- أن يتمكن من ابتلاع الطعام بدلًا من بصقه للخارج.
لماذا الحساسية؟
تتزايد حساسية الفول السوداني في المملكة المتحدة مع إصابة طفل واحد من بين كل 50 طفلاً.
تحدث الحساسية تجاه الطعام نتيجة اعتقاد جهاز المناعة بأن شيئًا غير ضار يمثل تهديدًا خطيرًا.
بالنسبة للبعض، فإن كمية صغيرة من الفول السوداني يمكن أن تؤدي إلى رد فعل مناعي ساحق لدرجة أنها تصبح مهددةً للحياة.
وأصبحت حساسية الفول السوداني شائعة لدرجة أن بعض المدارس تحظره.
وكانت هناك نصائح طويلة الأمد لتجنب الأطعمة التي يمكن أن تسبب الحساسية أثناء الطفولة المبكرة، وطُلب من العائلات ذات مرة تجنب الفول السوداني حتى يبلغ الطفل سن الثالثة.
ومع ذلك، فإن الأدلة على مدى السنوات 15 الماضية قلبت ذلك رأساً على عقب.
وبدلاً من ذلك، فإن تناول الفول السوداني أثناء تطور الجهاز المناعي -وتطوير قدرة تمييز الصديق من العدو- يمكن أن يقلل من ردود الفعل التحسسية، كما يقول الخبراء.
وهذا يعني أيضًا أن أول تجربة للجسم للفول السوداني تكون في البطن حيث من المرجح أن يتم التعرف عليه كغذاء، بدلا من أن تكون التجربة الأولى على الجلد حيث من المرجح أن يتم التعامل معه على أنه تهديد.
وفي إسرائيل، حيث الوجبات الخفيفة بالفول السوداني شائعة عند الصغار، لديها معدلات حساسية أقل بكثير.
واقترحت دراسات أخرى أن إدخال أطعمة أخرى مرتبطة بالحساسية -مثل البيض والحليب والقمح- يقلل أيضًا من الحساسية في وقت مبكر.
وفي أحدث الأبحاث المنشورة في مجلة الحساسية والمناعة السريرية تم حساب أفضل وقت لبدء إدخال الأطعمة التي تحتوي على الفول السوداني.
تم إجراء التحليل من قبل جامعة ساوثهامبتون، كينجز كوليدج لندن والذراع البحثي في NHS – المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية.
ووجدوا أن الفترة الحرجة للبدء كانت ما بين أربعة وستة أشهر، والتي يمكن خلالها خفض الحساسية بنسبة 77٪.
وهذا يعادل منع 10000 حالة من أصل 13000 حالة من حالات حساسية الفول السوداني كل عام.
ووفقًا للبحث، فإن تأخير إدخال الأطعمة التي تحتوي على الفول السوداني حتى يبلغ الطفل عامًا واحدًا من شأنه أن يقلل فقط من حالات الحساسية بنسبة 33 ٪.
بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الإكزيما، وهي عامل خطر للحساسية، يوصي الباحثون بالبدء في عمر أربعة أشهر – طالما أن الطفل جاهز.
يقولون إن على الآباء البدء بتقديم كميات صغيرة من الفاكهة أو الخضار.
ثم عندما يكون الطفل مرتاحًا، يجب تقديم حوالي ثلاث ملاعق صغيرة ممتلئة من زبدة الفول السوداني أسبوعيًا والحفاظ عليها لسنوات. ويمكن إعطاء زبدة الفول السوداني، التي يمكن أن تكون جافة جدًا، مع حليب الأم.
قال البروفيسور جراهام روبرتس، من جامعة ساوثهامبتون، إن عقودًا من النصائح لتجنب الفول السوداني “أدت بشكل مفهوم إلى خوف الوالدين” من إعطاء الأطفال الفول السوداني، وأدى تغيير القواعد إلى قدر كبير من الارتباك من داخل الطب ومن الوالدين.
ومع ذلك، قال روبرتس إن هذا “تدخل بسيط ومنخفض التكلفة وآمن من شأنه أن يحقق فوائد كبيرة للأجيال القادمة”.
النصيحة الرسمية هي البدء في تقديم الأطعمة الصلبة جنبًا إلى جنب مع الحليب في عمر ستة أشهر تقريبًا، وقد أطلقت الحكومة حملة في الوقت المناسب للفطام نظرًا لأن الآباء يبدأون مبكرًا.