متابعات السابعه الاخباريه
في عصر أصبحت فيه منصات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك”، “إكس”، “إنستغرام”، و”تيك توك” جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، يظهر تحدٍ جديد يثير جدلاً واسعًا بين المستخدمين والمختصين.
تشير دراسة حديثة أجرتها جامعة “ماين” إلى أن عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بلغ 4.8 مليارات شخص، أي 59% من سكان العالم و91% من مستخدمي الإنترنت.
هذا الانتشار الواسع أدى إلى مشاركة مليارات المنشورات يوميًا، مما فرض على هذه المنصات تطوير آليات جديدة لتنظيم المحتوى.
إحدى هذه الآليات هي “شادو بان” (Shadow Ban) أو الحظر الخفي، وهي تقنية تعاقب المستخدمين دون إعلان صريح، ما يجعلها محط جدل كبير في أوساط مستخدمي الإنترنت.
ما هو “شادو بان”؟
ظهر مصطلح “شادو بان” لأول مرة في عام 2016 واكتسب شعبية واسعة بحلول 2017، إلا أنه لا يزال حتى اليوم أسطورة يرفض كثير من المنصات الاعتراف بها.
يعبر هذا المصطلح عن حظر خفي للمستخدمين يقيّد وصول منشوراتهم دون منعهم بشكل كامل من استخدام المنصة.
يشير خبراء التسويق الرقمي مثل نيل باتيل إلى أن هذا الإجراء يُستخدم عندما تنتهك بعض المنشورات سياسات المنصة بشكل غير صريح.
فعلى الرغم من أن المحتوى لا يستحق الحظر التام، إلا أن المنصات ترى في تقليص انتشاره وسيلة للحفاظ على معاييرها.
أهداف الحظر الخفي
تكمن أسباب استخدام “شادو بان” في الموازنة بين إرضاء المستخدمين والمعلنين.
تعتمد المنصات على الإعلانات كمصدر رئيسي للإيرادات، مما يدفعها لتقديم بيئة ملائمة تخلو من المحتوى الذي قد يعتبره المعلنون ضارًا أو مسيئًا.
وفي الوقت نفسه، فإن فرض حظر صريح على المستخدمين قد يؤدي إلى نفورهم وهجرتهم إلى منصات بديلة.
لذلك، تُستخدم هذه الآلية كحل وسط، حيث تمنع انتشار المحتوى غير المرغوب فيه دون التسبب في ردود فعل غاضبة من المستخدمين، إذ يمكن للمنصة دائمًا إنكار وجود “شادو بان” وتبرير ضعف انتشار المحتوى بأنه لا يحقق معايير الخوارزميات.
أمثلة بارزة على “شادو بان”
أحد الأمثلة الشهيرة هو ما حدث مع “ميتا” خلال حرب غزة الأخيرة، حيث أبلغ العديد من المستخدمين عن صعوبة وصول منشوراتهم المتضامنة مع الفلسطينيين إلى جمهور واسع.
ووفق تقرير نشره موقع The Conversation، فقد قُيدت المنشورات التي تدعم القضية الفلسطينية بطرق خفية، مما أثار اتهامات ضد الشركة باستخدامها آلية الحظر الخفي لخدمة مصالح معينة.
كيفية اكتشاف “شادو بان”؟
رغم غياب اعتراف رسمي، يمكن للمستخدمين رصد علامات تشير إلى وقوعهم ضحية لهذه الآلية.
إذا لاحظ المستخدم تراجعًا مفاجئًا وغير مبرر في تفاعل منشوراته أو في مدى انتشارها، فقد يكون ذلك مؤشرًا على تطبيق “شادو بان”.
كما طوّر بعض المستخدمين أدوات مخصصة لاكتشاف الحظر الخفي، لكنها ليست فعّالة دائمًا ولا تقدم نتائج مؤكدة لجميع المنصات.
هل يمكن التغلب عليه؟
لا توجد حلول رسمية أو مؤكدة لتجنب “شادو بان”. لكن يُنصح بتعديل أساليب النشر لتجنب إثارة الخوارزميات، مثل استخدام رموز بديلة أو تحوير الكلمات.
وإذا استمر الحظر، قد يكون الحل الوحيد هو إنشاء حساب جديد.
يعد “شادو بان” أحد الأدوات المثيرة للجدل في عالم التواصل الاجتماعي، حيث يسهم في فرض رقابة خفية تخدم مصالح المنصات والمعلنين على حساب حرية المستخدمين.
وبينما تسعى الشركات لإبقاء هذه الآلية طي الكتمان، يظل المستخدم العادي في مواجهة مباشرة مع تحدياتها، دون امتلاك أدوات فعالة للتغلب عليها.