شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في “اجتماعات الرياض الوزارية حول سوريا” التي انطلقت اليوم في العاصمة السعودية الرياض.
هذه الاجتماعات التي تأتي في سياق التحركات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إيجاد حل شامل للأزمة السورية، ناقشت مجمل التطورات في الجمهورية العربية السورية وسبل تعزيز الجهود الرامية إلى ضمان وحدة سوريا واستقرارها.
تعتبر هذه الاجتماعات استمرارًا لمسار “اجتماعات العقبة” التي كانت قد عقدت في 14 ديسمبر 2024 في مدينة العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية، حيث تم التباحث حول الخطوات المستقبلية للملف السوري.
وفي سياق هذه الاجتماعات، أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على ضرورة بناء سوريا موحدة وآمنة خالية من الإرهاب والتطرف، وهي دعوة تستند إلى رؤية الإمارات في دعم الاستقرار الإقليمي وضمان أمن الشعوب العربية.
أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية
أوضح سمو الشيخ عبدالله بن زايد أن هذا الاجتماع الوزاري الموسع يشكل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين الدول العربية والأصدقاء في المجتمع الدولي من أجل إيجاد حلول جذرية للقضية السورية.
وشدد سموه على أن الإمارات تلتزم دائمًا بموقف ثابت يدعم استقلال سوريا وسيادتها على كامل أراضيها، وأن الحل في سوريا يجب أن يكون حلاً شاملًا يحترم حقوق الشعب السوري وتطلعاته في الأمن والاستقرار.
في هذا الصدد، قال سموه: “يجب أن تتوحد جهودنا من أجل ضمان أن سوريا ستكون دولة آمنة ومستقرة، حيث لا مكان للإرهاب ولا للإقصاء، إن التحديات التي تواجهها سوريا تتطلب تعاونًا مستدامًا من جميع الأطراف الدولية والإقليمية، بما يحقق آمال الشعب السوري في العيش بسلام وازدهار”.
مشاركة فاعلة من دول المنطقة والدول الكبرى
وقد شهد الاجتماع الوزاري الدولي في الرياض حضورًا بارزًا من مجموعة من وزراء الخارجية والمسؤولين الدوليين الذين يمثلون عددًا من الدول الشقيقة والصديقة.
ومن بين الحاضرين كان الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، و الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير خارجية قطر، وأيمن الصفدي، وزير خارجية الأردن، بالإضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى من العراق ولبنان وسوريا ومصر وسلطنة عمان والبحرين.
كما ضم الاجتماع عددًا من المسؤولين الدوليين، مثل آن كلير لجاندر مستشارة الرئيس الفرنسي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وأنالينا بيربوك، وزيرة خارجية ألمانيا، وهاكان فيدان، وزير خارجية تركيا، فضلاً عن ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس الأهمية الكبيرة التي تحظى بها هذه الاجتماعات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
دور الإمارات في دعم عملية السلام
سجل سمو الشيخ عبدالله بن زايد دعم دولة الإمارات المستمر لجميع الجهود الرامية إلى توفير الحلول السلمية للأزمة السورية، وأكد على ضرورة تكاتف الشعب السوري بكل أطيافه من أجل بناء سوريا جديدة خالية من الصراعات والعنف، دولة تسود فيها العدالة والحرية.
كما ثمن سموه جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، ودعا إلى توفير الدعم الكامل له من أجل قيادة عملية سياسية شاملة تحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري في الأمن والتنمية.
شكر وتقدير للمملكة العربية السعودية
وفي ختام كلمته، توجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بالشكر والتقدير إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة على استضافتها هذا الاجتماع المهم، كما عبر عن امتنانه لجميع الدول الشقيقة والصديقة التي شاركت في هذا الاجتماع. وقد حضر الاجتماع إلى جانب سموه معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، وسعادة الشيخ نهيان بن سيف بن محمد آل نهيان، سفير دولة الإمارات لدى المملكة العربية السعودية.
مستقبل سوريا
من خلال هذا الاجتماع، تواصل دول المنطقة العمل نحو إيجاد حل مستدام للأزمة السورية، مع تأكيد ضرورة أن يتماشى هذا الحل مع تطلعات الشعب السوري، في إطار من الاستقرار والازدهار.
إن بناء سوريا موحدة وآمنة، خالية من الإرهاب، يتطلب تكاتف الجميع من أجل إعادة بناء هذا البلد الشقيق الذي يعاني منذ سنوات من صراع داخلي دمر الكثير من مقدراته وأدى إلى مئات الآلاف من الضحايا.
تسعى الإمارات ودول المنطقة إلى تبني مقاربة شاملة تسهم في تحقيق السلام الدائم وتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما يعكس التزام دول المنطقة الراسخ بحقوق الشعوب في العيش بسلام وكرامة.