بريطانيا، السابعة الإخبارية، في خطوة رائدة، قامت هيئة الخدمات الصحية البريطانية “NHS” بإجراء أول تجربة من نوعها لاستخدام جهاز يعتمد على الموجات فوق الصوتية لتحفيز نشاط الدماغ، في محاولة لتطوير طرق جديدة لعلاج مجموعة من الأمراض النفسية والعصبية.
يعتمد الجهاز على واجهة الكمبيوتر الدماغية (BCI) التي تقوم بتغيير النشاط الدماغي من خلال إرسال نبضات موجهة من الموجات فوق الصوتية إلى خلايا الدماغ.
ما هو الجهاز وكيف يعمل؟
تم تصميم الجهاز ليُزرع تحت الجمجمة ولكن خارج الدماغ نفسه، يستخدم الجهاز الموجات فوق الصوتية لرسم خريطة دقيقة لنشاط الدماغ، ويقوم بإرسال نبضات موجهة لتحفيز أو تعديل الخلايا العصبية.
يعتمد الجهاز على أقطاب كهربائية تُزرع في مكان معين في الدماغ لتساعد في قراءة النشاط العصبي وتعديله.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للموجات فوق الصوتية اكتشاف التغيرات الطفيفة في تدفق الدم، مما يسمح بإنتاج خرائط ثلاثية الأبعاد لنشاط الدماغ بدقة تفوق الفحص التقليدي بالرنين المغناطيسي الوظيفي بـ100 مرة.
الفوائد العلاجية للجهاز
تعد الفوائد العلاجية للجهاز واعدة بشكل كبير، حيث يهدف إلى علاج مجموعة من الاضطرابات العصبية والنفسية مثل الاكتئاب، والإدمان، والوسواس القهري، والصرع، واضطرابات الأكل.
من خلال تعديل الأنماط غير المتوازنة في النشاط الدماغي، يعزز الجهاز من مزاج المرضى ويحسن حياتهم اليومية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الجهاز لعلاج مرضى الشلل والسكتة الدماغية، مما يساعد في معالجة المشكلات العصبية التي قد تكون معقدة وصعبة العلاج باستخدام الأساليب التقليدية.
احتياطات السلامة قبل الاستخدام
قبل بدء التجربة، عملت هيئة الخدمات الصحية البريطانية على التأكد من سلامة المرضى عن طريق تقليل الحرارة الناتجة عن الجهاز لضمان عدم التأثير سلبًا على صحة الدماغ. تم تمويل هذه التجربة، التي بلغ إجمالي تكلفتها 6.5 مليون جنيه إسترليني، من قبل وكالة الأبحاث المتقدمة والاختراع في المملكة المتحدة (Aria).
المشاركة في التجربة تتطلب أن يقوم المرضى بارتداء الجهاز لفترة تصل إلى ساعتين على فروة الرأس في موقع محدد من الجمجمة، مع متابعة دقيقة لقياس النشاط الدماغي خلال هذه الفترة.
تجربة سريرية طويلة الأمد
من المتوقع أن تستمر هذه التجربة السريرية لمدة ثلاث سنوات ونصف، مع التركيز على الأشهر الثمانية الأولى لضمان الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة.
وفي حال نجاح التجربة، تأمل الشركة المطورة “فورست” في توسيع التجربة لتشمل علاج حالات مثل الاكتئاب بشكل أكثر شمولًا.
هذه التجربة هي واحدة من 19 مشروعًا أعلنت عنها المملكة المتحدة كجزء من برنامج تقنيات الأعصاب الدقيقة، والذي تبلغ قيمته 69 مليون جنيه إسترليني، مما يعكس التزام الحكومة البريطانية بتطوير أساليب مبتكرة في العلاج العصبي والنفسي.
تعتبر هذه التجربة خطوة هامة نحو الثورة في علاج الأمراض المزمنة والاضطرابات العصبية من خلال تقنيات حديثة تعتمد على تعديل النشاط الدماغي.
إذا أثبتت هذه التقنية نجاحها في التجارب السريرية القادمة، قد تشهد العلاجات المستقبلية تحولًا جذريًا في كيفية التعامل مع الأمراض النفسية والعصبية