العراق – السابعة الإخبارية
فقد الوسط الفني اليوم الثلاثاء أحد أبرز نجوم الغناء الديني والإنشاد، حيث توفي المنشد العراقي بلال الكبيسي عن عمر يناهز 56 عامًا، بعد مسيرة فنية طويلة ومتميزة في عالم الإنشاد الذي غلب عليه الطابع الديني والمحافظ، موجهًا رسائل فنية هادفة للأطفال والكبار على حد سواء.
من بغداد إلى العالم العربي.. بداية مشوار الكبيسي الفني
وُلد بلال الكبيسي في العاصمة العراقية بغداد عام 1969، ومنذ سنواته الأولى كان محاطًا بجو من الفن والموسيقى، مما دفعه للانخراط في عالم الإنشاد بشكل مبكر.
في تسعينيات القرن الماضي، بدأ نشاطه الفني من خلال مشاركته في فرقة “البشائر” التي كانت تديرها مجموعة من المنشدين المعروفين، وكان يتعاون بشكل خاص مع صديقه المقرب المنشد مصطفى العزاوي.
ورغم بداياته في بغداد، فإن شهرة الكبيسي قد تجاوزت حدود العاصمة والعراق ليصبح واحدًا من الأسماء اللامعة في مجال إنشاد الأطفال على المستوى العربي، حيث انضم لعدة قنوات موجهة للأطفال، من أبرزها قناة “طيور الجنة” و”نون”.
كانت تلك القنوات بمثابة نقطة انطلاق له نحو الشهرة، وحققت له قاعدة جماهيرية واسعة بين الأجيال الجديدة.
نجومية في قنوات الأطفال والإنشاد
حظي الكبيسي بشعبية كبيرة خلال فترة التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثانية، عندما كانت قنوات الأطفال المتخصصة في تقديم الأنشودة الدينية والفنية تحظى بشعبية ضخمة.
وكان الكبيسي، جنبًا إلى جنب مع العديد من المنشدين المبدعين، يشكل جزءًا من الحقبة الذهبية لهذه القنوات، التي شهدت تنافسًا بين العديد من النجوم اللامعين في الساحة العربية.
من بين أبرز الأسماء التي عاشت هذه الفترة الذهبية مع الكبيسي، نجد المنشد الراحل محمد العزاوي، وشقيقه مصطفى العزاوي، بالإضافة إلى المنشدين المعروفين مثل عمر الصعيدي ومحمد بشار.
قدم هؤلاء جميعًا أنشوداتهم التي تحاكي القيم الأخلاقية والدينية للأطفال وتساهم في تنمية ذائقتهم الفنية على مر السنين.
أغاني لا تُنسى ورسائل خالدة
من بين أشهر الأناشيد التي قدمها الكبيسي خلال مسيرته الفنية، نجد أغاني مثل “الألوان”، “يا مستجيب للداعي”، و”شكو ماكو”، والتي لاقت استحسانًا واسعًا بين الجمهور، سواء من الأطفال أو الكبار.
كانت أغانيه دائمًا تحاكي القيم الإنسانية والدينية، ما جعلها تحظى بقبول كبير في الأوساط العربية.
ورغم توقف نشاطه الفني في السنوات الأخيرة، إلا أن بصماته الفنية لا تزال حاضرة في ذاكرة الأجيال التي تربت على أناشيده، إذ أصبحت تلك الأغاني جزءًا من ذاكرتهم الطفولية، وتُعيد لهم في كل مرة تلك اللحظات البريئة من نشوءهم.