دبي – السابعة الإخبارية
فقدت دبي واحدة من أروع الشخصيات التي شهدتها المدينة، هالة الميداني، التي غادرت عالمنا بعد حياة مليئة بالإيجابية والعطاء، تاركةً بصمة عميقة في قلوب كل من عرفوها.
رحيلها كان مؤلمًا، إذ أن هالة كانت جزءًا لا يتجزأ من نسيج المدينة الاجتماعي، ومثالاً يحتذى به في التسامح والحب.
كلمات مؤثرة من الشيخ محمد بن راشد
أعرب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، عن حزنه الكبير على فقدان هالة الميداني، وذلك عبر تغريدة على منصة إكس، حيث قال: “أحبها الناس بسبب إيجابيتها الكبيرة.. وحبها للحياة.. وحبها للناس.. وإطعامها للطيور والقطط وتسامحها مع جميع الكائنات.. أحبت الجميع.. فأحبها الجميع.. رحمها الله.. وأسكنها أعلى جنانه”.
تُعبّر هذه الكلمات عن المكانة الرفيعة التي كانت تحتلها هالة في قلوب الجميع، وعن الأثر الإيجابي الذي تركته في حياة من حولها.
من هي هالة الميداني ؟
تنحدر هالة الميداني من أصول سورية، وقد انتقلت إلى دبي في السبعينيات، لتصبح جزءًا محوريًا من مجتمع المدينة. كانت تتمتع بمكانة خاصة لدى أهلها وزوارها، حيث اعتاد الكثيرون على رؤيتها في أسواق دبي القديمة، التي كانت تنبض بحيويتها وشغفها،لكن تأثير هالة لم يتوقف عند تعاملها مع الناس، بل امتد أيضًا إلى حبها العميق للطبيعة.
كانت تكرس جزءًا من يومها لإطعام القطط والطيور في الصباح الباكر، حتى أصبحت رمزًا للرحمة والعطاء في المدينة، مما أكسبها حب الجميع.
لم تكن حياة هالة الميداني سهلة، فقد مرت بعدد من الصعاب التي لم تمنعها من الاستمرار في العطاء. فقد تعرضت لحادث سير مروع ترك لها عدة كسور، لكنه لم يكن عقبة أمام إرادتها.
تحدثت في لقاء تلفزيوني على قناة دبي عن عودتها للحياة بعد الحادث، مؤكدةً أن نجاتها كانت بمثابة “المعجزة”.
لم يكن الحادث وحده من ضمن التحديات التي واجهتها، بل كانت حياتها اليومية مليئة بالمثابرة، حيث كانت تمارس الرياضة بانتظام، مثل السباحة والمشي، في محاولة للحفاظ على نشاطها رغم تقدم العمر.
عبارات خالدة عن حبها لدبي
من أبرز التصريحات التي تركتها هالة الميداني كانت قولها في أحد اللقاءات: “أنا قلبي مريض، لكن لو فتحوا قلبي، سيجدونه ينبض باسم دبي”.
تلك الكلمات تعكس مدى حبها العميق للمدينة التي احتضنتها، حيث لم تكن دبي بالنسبة لها مجرد مكان، بل وطنًا روحانيًا يعيش في قلبها.
إرث لا يُنسى
كانت هالة الميداني رمزًا للعطاء والمحبة في مجتمعها، حيث زرعت في قلوب من حولها قيم الخير والتسامح.
رحيلها في 22 فبراير/شباط 2025 ترك فراغًا كبيرًا، ولكنها ستظل حية في الذكريات بفضل أعمالها وإنسانيتها التي لا تنسى.