القاهرة – السابعة الاخبارية
مسلسل معاوية، أوضح الكاتب محمد اليساري، أحد مؤلفي مسلسل “معاوية”، رؤيته حول العمل ورد على الانتقادات التي وُجهت إليه، متناولًا الجدل الذي رافق عرضه خلال شهر رمضان.
أكد اليساري أنه كان يتوقع الجدل المثار حول العمل منذ البداية، مشيرًا إلى أنه اعتاد التعامل مع المشاريع الدرامية التي تتناول شخصيات تاريخية مثيرة للنقاش، مثل “الحسن والحسين”، و”الإمام”، و”فتح الأندلس”، حيث تدور جميعها حول قضايا حساسة تتطلب دقة في الطرح والمعالجة.
أوضح أن مسلسل “معاوية” ليس توثيقًا تاريخيًا بقدر ما هو عمل درامي يحمل رؤية فنية تعتمد على التناول الإبداعي للأحداث، معتبرًا أن المبالغة الدرامية أمر ضروري، خاصة في الأعمال التي تتناول شخصيات قيادية، مثل معاوية، الذي كان قائدًا وصاحب دور سياسي كبير. كما أكد أن المسلسل لم يتجاهل الجوانب غير الإيجابية في حياة معاوية، بل عالجها ضمن السياق التاريخي لمسيرته.
شدد اليساري على أن متابعة العمل حتى نهايته ستوضح أن المسلسل لم يعرض معاوية بصورة مبالغ في تمجيدها، بل قدمه كشخصية تاريخية بكل أبعادها، وفقًا للأحداث التي مر بها، موضحًا أن التمييز بين “الإيجابي” و”الضروري” في رسم ملامح الشخصية هو أمر يتطلب فهمًا عميقًا لسياق المسلسل.
أكد أن العمل تعامل مع جميع الشخصيات التاريخية بحذر ودقة، مستندًا إلى المصادر الموثوقة التي توثق أدوارهم في مسار الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
أشار اليساري إلى أنه تلقى انطباعات إيجابية كثيرة عن العمل، لكنه لاحظ أيضًا بعض الانتقادات التي وصفها بأنها “انطباعية ومستعجلة”، حيث رأى بعض رجال الدين يهاجمون أداء الممثلين، وآخرين يركزون على تفاصيل الملابس والديكورات بدلًا من مناقشة الرؤية الدرامية للعمل، مؤكدًا أن النقد البناء من داخل التخصص أمر مرحب به، ويمكن أن يكون إضافة لأي مشروع فني.
اليساري: الحكم على مسلسل معاوية متسرع وربما كان لا بد من وجود تعديلات
أوضح أن أي كاتب، بعد عرض عمله، يصبح ناقدًا له، ولو أُتيحت له الفرصة، لربما أجرى بعض التعديلات.
واستشهد بمقولة العماد الأصفهاني التي تفيد بأن أي مؤلف يتمنى دومًا إعادة النظر في عمله بعد نشره.
اعتبر اليساري أن هناك فرقًا واضحًا بين “المنع” و”المقاطعة”، حيث إن المنع هو تقييد لحرية الآخرين، بينما المقاطعة قرار شخصي يعود لكل فرد. وأوضح أن تلك الدعوات قد تصدر عن نوايا مختلفة، لكنها لا تلغي حقيقة أن المسلسل يعرض رؤية تاريخية قابلة للنقاش، ويجب التعامل معها بمرونة، دون فرض آراء محددة على الجمهور.