مصر – السابعة الإخبارية
يتساءل العديد من المسلمين عن موعد ليلة القدر، ومعناها، وما إذا كان بالإمكان رؤيتها كما يظن البعض، بالإضافة إلى الحكمة من إخفائها والعلامات التي تشير إليها.
تُعتبر هذه الليلة محور اهتمام الجميع خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، لما تحمله من فضل عظيم وأجر مضاعف.
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن ليلة القدر تمثل المغفرة وقبول الأعمال والعتق من النار، والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر. في هذه الليلة تنزل الملائكة إلى الأرض لتسلم على المؤمنين الصائمين وتستغفر لهم.
وأشارت الدار إلى أن الله أخفى هذه الليلة العظيمة في العشر الأواخر من رمضان، ليحث المسلمين على السعي في طلبها والعمل من أجل نيل خيرها. كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر: 2-3].
كما نبهت دار الإفتاء إلى أن ليلة القدر ليست مجرد حدث يُنتظر، بل هي دعوة للاجتهاد في العبادة واستغلال الفرصة لزيادة الأعمال الصالحة من صلاة واستغفار وقراءة القرآن وطلب الرحمة من الله، حيث إن قبول الدعاء في هذه الليلة يكون أفضل مما هو عليه في سواها.
وأوضحت أنه كما أخفى الله رضاه في طاعته ليحث الناس على زيادة أعمالهم، فإنه أخفى غضبه في معصيته ليُنبههم إلى ضرورة الابتعاد عن السيئات. وهذا يشمل أيضاً إخفاء أعمار الناس وآجالهم، حتى يسعى كل شخص في طاعة الله. كما قال تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [الأعراف: 34].
وأضافت الدار أن الله أخفى أيضاً موعد الساعة، كما جاء في قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ﴾ [الأعراف: 187].
وتابعت أن إخفاء ليلة القدر في شهر رمضان يشجع الصائمين على البحث عنها، خاصة في العشر الأواخر، ويحثهم على الاجتهاد في العبادة.
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُوقظ أهله في تلك الأيام، آملاً أن يصادف ليلة القدر التي قال الله فيها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 3-5]. لذلك، فإن إخفاء ليلة القدر يُشجع المسلمين على تكثيف جهودهم في العبادة خلال شهر رمضان المبارك.