الإمارات – السابعة الإخبارية
في مشهد ينبض بالألوان والطاقة الإبداعية، احتضن مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ16 ركنًا فنيًا مميزًا تحت عنوان “الرسم الحر”، ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية والتقنية التي تستمر في مركز إكسبو الشارقة حتى 4 مايو المقبل، ساعيًا إلى تعزيز قدرات الأطفال التعبيرية وتنمية خيالهم في أجواء تفاعلية مُلهمة.
وسط أروقة معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2025، حيث تلتقي إبداعات رسامي كتب الأطفال من مختلف أنحاء العالم، جذب ركن “الرسم الحر” أنظار الصغار وأسرهم، وفتح أمامهم أبواب عالم فني لا يخضع لقواعد أو قيود، بل يحتفي بالابتكار، ويُشجع على التجريب والتعبير الذاتي.
التعبير بلا قيود.. مساحة للابتكار
في أجواء يغلب عليها المرح والاندماج، امتلأت طاولات الركن بالأطفال من سن 8 سنوات فما فوق، وهم يغمسون الفرشاة في الألوان، يرسمون بحرية ويطلقون العنان لأفكارهم ومشاعرهم، في تجربة تفاعلية تؤمن بأن قيمة الفن تكمن في الرحلة الإبداعية نفسها، وليس في الشكل النهائي للعمل.
أشرف على هذه التجربة كوكبة من المدربين والرسامين المحترفين الذين لم يفرضوا أساليب أو قوالب جاهزة، بل ساعدوا الأطفال على اكتشاف أساليبهم الخاصة في الرسم، باستخدام أدوات متنوعة مثل:
الألوان المائية السائلة، الأحبار، الخامات الطبيعية، الأقمشة، وحتى المواد المعاد تدويرها. هذه المواد فتحت أمام الأطفال أبوابًا لا محدودة للتعبير، وشجعتهم على الاستكشاف والتجريب وتنمية الحس الفني لديهم.
فن من القلب.. ومشاعر على الورق
لم تكن التجربة مجرد نشاط ترفيهي، بل تضمن تمارين بسيطة لإثراء الخيال، مثل الرسم بناءً على المشاعر أو استخدام الطلاء العشوائي لتكوين أشكال فريدة، ما يعزز إدراك الطفل لنفسه ومحيطه بطريقة فنية مبتكرة.
كما أُتيح للمشاركين الاطلاع على نماذج لأعمال فنية حرة، لتلهمهم وتوسع آفاقهم، وتحثهم على التحرر من النمطية، وتبني طرق جديدة في التفكير الفني والتعبير عن الذات.
الإبداع في خدمة النمو والتعلم
ركن “الرسم الحر” لم يكن معزولًا عن أهداف المهرجان الكبرى، بل يُعد امتدادًا لرؤية مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تجمع بين المعرفة، الفن، والتكنولوجيا، وتسعى إلى توفير بيئة تعليمية ممتعة تُمكن الطفل من التعلم عبر التفاعل والتجربة.
وفي ظل هذه البيئة الفنية الداعمة، وجد الأطفال فرصة ليس فقط لصقل مواهبهم، بل أيضًا لتبادل الأفكار والتجارب مع أقرانهم والرسامين، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم، ويُشجعهم على مواصلة الإبداع خارج حدود الورش الفنية.