الشارقة – السابعة الاخبارية
مهرجان الشارقة القرائي للطفل، أكد أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أن المشاركة المصرية في الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025 تمثل إضافة نوعية ومميزة، من خلال مشاركة واسعة من الناشرين والكتّاب المصريين، وبرامج ثقافية غنية تعكس مكانة مصر التاريخية في المشهد الثقافي العربي.
أحمد بن ركاض العامري: نعمل على مشاريع مشتركة مع مصر لتعزيز الثقافة العربية
وكشف العامري في حوار خاص مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط عن وجود مشاريع ثقافية مشتركة قيد الإعداد مع وزارة الثقافة المصرية، تم مناقشتها خلال زيارة الوزير الدكتور أحمد فؤاد هنو لحفل الافتتاح، مؤكدًا الإعلان عن تفاصيلها قريبًا.
وأوضح أن الهيئة تسير وفق رؤية ثقافية واضحة تسعى إلى دعم الثقافة العربية في مختلف أنحاء العالم، انطلاقًا من قناعة بأن التقدم الثقافي يعكس تطور الإنسان العربي، مؤكدًا أن العمل يجري بالشراكة مع كافة الجهات الثقافية العربية لتحقيق هذه الأهداف.
وتحدث العامري عن خصوصية الدورة الحالية من المهرجان، مشيرًا إلى أنها تقدم برامج شاملة تم تصميمها لتناسب مختلف الفئات العمرية من الأطفال، إلى جانب ورش توعوية موجهة للآباء والأمهات، وأنشطة متخصصة في مجال صناعة كتاب الطفل، امتدت على مدار أحد عشر يومًا في أجواء تعليمية وترفيهية.
مهرجان الشارقة يجمع أكثر من سبعين دولة ويحوّل القراءة إلى مغامرة تفاعلية للأطفال
ولفت إلى أن المهرجان نجح في التحول إلى منصة دولية متعددة الثقافات، إذ استقطب مشاركين من أكثر من سبعين دولة حول العالم، ما أضفى على الفعاليات طابعًا غنيًا بالتنوع والابتكار، وأتاح للأطفال فرصًا للاحتكاك بتجارب أدبية وفكرية متنوعة.
وشدد على إيمان دولة الإمارات بأهمية القراءة والكتابة كركيزة لبناء الأجيال، مؤكدًا أن المهرجان يقدم محتوى يمتد أثره إلى المجتمعات العربية والدولية، من خلال ورش عمل ومبادرات ثقافية يقودها متخصصون من مختلف دول العالم.
وأشار العامري إلى أن أكبر التحديات التي تواجه المهرجان تتمثل في جذب اهتمام الأطفال للقراءة وسط هيمنة التكنولوجيا، لكنه أكد أن الهيئة استطاعت تحويل القراءة إلى مغامرة تعليمية شيقة، باستخدام أدوات بصرية وتفاعلية حديثة، تتضمن الرسوم المتحركة والتجارب العلمية.
وأوضح أن قطاع النشر في دولة الإمارات شهد تطورًا ملحوظًا خلال العقود الماضية، بعد أن كان يفتقر للناشرين المحليين، ليصبح اليوم نموذجًا يحتذى على مستوى الوطن العربي.
وأكد أن الهيئة تسعى من خلال هذه الفعاليات إلى خلق بيئة ثقافية متكاملة تشمل كتابًا وفنانين من مختلف أنحاء العالم العربي، في ظل مشاركة مغربية وخليجية ولبنانية لافتة، ما جعل من الإمارات مركزًا ثقافيًا جامعًا لكل أطياف الإبداع العربي.
كما أشار إلى حرص الهيئة على تطوير برامج ثقافية خارج حدود الشارقة، مع ترحيب واسع بتنظيم نسخ من المهرجان في دول عربية أخرى، ضمن استراتيجية لتوسيع قاعدة التأثير الثقافي.
كما تحدث عن مشاريع ثقافية عالمية تنفذها الهيئة في دول مثل إيطاليا، منها برامج تعليم اللغة العربية، وأرشفة مخطوطات، وإنشاء مكتبات في المؤسسات الإصلاحية، ومبادرات موجهة للأطفال اللاجئين.
وتطرّق إلى معرض الرسوم المتحركة المصاحب للمهرجان، والذي انطلقت فعالياته بحضور كبير، مشيرًا إلى أن الإقبال اللافت دفع الهيئة إلى تخصيص مساحات موسعة لهذا المجال ضمن البرنامج الرسمي.
من جانبها، أكدت خولة المجيني، المدير التنفيذي لمؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، أن المؤتمر يمثل خطوة استراتيجية نحو تأسيس بيئة مستدامة لصناعة المحتوى العربي، تربط بين المبدعين والناشرين ومنصات الإنتاج، عبر مسارات تطوير تمتد على مدار العام.
وأضافت أن المؤتمر يطمح إلى تمكين المواهب العربية في مجال الرسوم المتحركة، بهدف إنتاج أعمال بجودة عالمية تحمل الطابع الثقافي العربي، وتلبي تطلعات الأجيال الجديدة.
وأشارت المجيني إلى تخصيص فعاليات مميزة هذا العام، منها معرض لأعمال الفنان الياباني الراحل أوزامو تيزوكا، إلى جانب عروض أفلام مختارة، ولقاءات مباشرة بين رسامين ومنتجين وناشرين من مختلف الدول.
ويستمر المهرجان حتى الرابع من مايو، ويقدم أكثر من 150 فعالية يومية، تتنوع بين الورش التعليمية والعروض التفاعلية والأنشطة العلمية، في تجربة متكاملة تجعل من القراءة والكتابة رحلة ممتعة ومليئة بالاكتشاف.