مصر – السابعة الإخبارية
ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر جزيرة كريت اليونانية صباح اليوم الأربعاء، في هزة أرضية شعر بها عدد كبير من سكان محافظات مصر، لا سيما في القاهرة الكبرى، والساحل الشمالي، وبعض مناطق الدلتا.
الزلزال، رغم أنه وقع على بُعد مئات الكيلومترات، إلا أن شدته جعلت ارتداداته محسوسة بوضوح، ما أثار حالة من القلق والارتباك بين المواطنين.
الهزة، التي استمرت لبضع ثوانٍ، دفعت كثيرين للتوجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي بحثًا عن تفسير، أو مشاركة ما شعروا به. كما أنها أعادت إلى الأذهان ذكريات مريرة عن زلازل سابقة ضربت مصر وخلفت خسائر بشرية ومادية جسيمة.
تحذيرات جيولوجية من هزات لاحقة
في تعليقات متخصصة، حذر عدد من خبراء الجيولوجيا من إمكانية تكرار الهزات خلال الساعات أو الأيام المقبلة، وهو أمر طبيعي في أعقاب زلازل عنيفة، مشيرين إلى أن قوة الزلزال وموقعه البحري قد تثير احتمالية حدوث تسونامي محلي، وإن كانت ضعيفة التأثير على مصر.
أبرز الزلازل في تاريخ مصر الحديث
إليكم قائمة بأقوى الزلازل التي ضربت مصر، والتي تركت بصماتها في الذاكرة الجماعية للشعب المصري:
زلزال 1847 – الفيوم
من أقدم الزلازل المدمرة في العصر الحديث، ضرب جنوب غرب القاهرة، وأسفر عن مئات القتلى والمصابين.
زلزال 1903
زلزال عنيف أودى بحياة أكثر من 10,000 شخص، وكان الدافع الرئيسي لإنشاء مرصد حلوان الزلزالي لرصد النشاط الأرضي.
زلزال 1969 – جزيرة شدوان
بلغت قوته 6.9 درجة، وتأثرت به أغلب محافظات مصر، إضافة إلى السودان، إثيوبيا، وفلسطين. لم يخلف خسائر بشرية لكنه تسبب في تشققات جيولوجية بالبحر الأحمر.
زلزال 1981 – بحيرة ناصر
بلغت قوته 5.6 درجة، ووقع قرب السد العالي، ولم يؤثر على السد نتيجة تصميمه المقاوم للزلازل حتى قوة 8 درجات.
زلزال 1992 – القاهرة الكبرى
أحد أكثر الزلازل دمارًا في مصر، بلغت قوته 5.6 درجة، وأودى بحياة 541 شخصًا، مع إصابة أكثر من 6,500 وتدمير آلاف المباني في القاهرة، الجيزة، القليوبية، والفيوم.
زلزال 1995 – نويبع
وقع يوم 22 نوفمبر، وبلغت قوته 7.2 درجة، ليكون أقوى زلزال حديث. تسبب في 5 وفيات، وأصيب العشرات، وامتد تأثيره إلى دول مجاورة.
زلزال 1997 – القاهرة
بلغت قوته 5.9 درجة، شعر به سكان القاهرة وضواحيها، لكنه لم يسفر عن أية خسائر بشرية أو مادية.
بين الواقع والخوف: هل نحن على أعتاب دورة زلزالية جديدة؟
يرى بعض الجيولوجيين أن المنطقة تقع في نطاق نشط نسبيًا من الناحية الزلزالية، خصوصًا مع قربها من الصدوع النشطة في البحر الأحمر والبحر المتوسط.
وبرغم أن مصر ليست من الدول عالية الخطورة، إلا أن التغيرات الجيولوجية العالمية والتوسع العمراني العشوائي، خاصة في مناطق غير مؤهلة إنشائيًا، قد يجعل الهزات الأرضية أكثر تأثيرًا في المستقبل.
دعوات للهدوء.. واستعدادات مطلوبة
وسط المخاوف، شدد الخبراء على ضرورة التوعية المستمرة حول كيفية التعامل مع الزلازل، خصوصًا في المدارس والمؤسسات العامة، إلى جانب تحديث أكواد البناء لتشمل معايير مقاومة الزلازل، خاصة في المدن الجديدة والمناطق الساحلية.