الصين – السابعة الإخبارية
في خطوة تكنولوجية تحمل ملامح أفلام الخيال العلمي إلى أرض الواقع، أعلنت شركة «بايدو» الصينية عن تقديمها طلبًا رسميًا للحصول على براءة اختراع لتقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، قادرة على تحليل وفهم أصوات الحيوانات وتحويلها إلى لغة مفهومة للبشر.
وكشفت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” عن تفاصيل هذه التقنية التي قد تحدث تحولًا جذريًا في علاقة الإنسان بالحيوان، وتفتح آفاقًا غير مسبوقة في عالم التفاعل البيولوجي الذكي.
كيف تعمل التقنية؟
يعتمد نظام بايدو الجديد على مجموعة ضخمة من البيانات الحيوية يتم تحليلها بشكل متكامل، وتشمل:
المؤشرات الصوتية: مثل نبرة الصوت، الترددات، الإيقاع، ودرجة الحدة.
الحركات الجسدية: كتعابير الوجه، أوضاع الجسم، ونمط الحركة.
الاستجابات الفسيولوجية: مثل تغيرات معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم.
أنماط السلوك اليومية: كالتفاعلات الاجتماعية، السلوك الغذائي، والنشاطات المتكررة.
ويتم تحليل هذه العناصر من خلال خوارزميات تعلم آلي متقدمة، وشبكات عصبية عميقة، وتقنيات متطورة لمعالجة اللغات الطبيعية (NLP)، بما يتيح للجهاز ترجمة الإشارات الحيوانية إلى كلمات أو تعبيرات مفهومة للبشر.
هل نقترب من “حديث الحيوانات” فعليًا؟
رغم أن مشروعات مشابهة ظهرت في السوق الصينية سابقًا، إلا أن شركة بايدو تؤكد أن تقنيتها الجديدة تتفوق من حيث الدقة، التعميم، وتعدد الأنواع التي يمكنها التعامل معها.
وقال يو يونتينغ، المستشار القانوني للشركة في شنغهاي، إن التقنية ما تزال في مرحلة التقديم البرائي، وإنه لم تُعلن حتى الآن أية خطط رسمية لإطلاق المنتج تجاريًا.
وأشار إلى أن مراجعة طلب البراءة قد تستغرق ما بين عام إلى خمسة أعوام، حسب الإجراءات القانونية المتبعة.
التطبيقات المحتملة: من رعاية الحيوانات إلى حماية البيئة
إذا نجحت التقنية في الوصول إلى السوق، فقد تحدث ثورة حقيقية في مجالات عدة، منها:
الطب البيطري: حيث يمكن فهم آلام الحيوان بدقة أكبر، مما يسهل التشخيص والعلاج.
تربية الحيوانات الأليفة: بتمكين المالكين من التواصل العاطفي والعملي مع حيواناتهم.
الزراعة والمزارع: من خلال فهم احتياجات الأبقار أو الدواجن أو الحيوانات العاملة.
حماية الحياة البرية: برصد سلوك الحيوانات في البيئات الطبيعية وتفسيره للمساعدة في دراسات السلوك الحيوي أو حالات الطوارئ.
بين الطموح والواقع
ورغم ما تحمله هذه التقنية من آمال، فإنها لا تخلو من تحديات علمية وأخلاقية، أبرزها:
مدى قدرة الخوارزميات على فهم التنوع الهائل بين أصناف الحيوانات.
التفسير الدقيق للنوايا، وليس فقط المشاعر أو الألم.
الحفاظ على خصوصية الكائنات، خاصة في البيئة البرية، في حال استخدام التقنيات بطريقة مفرطة.
في الوقت الذي يُسابق فيه الذكاء الاصطناعي الزمن لاختراق مختلف مجالات الحياة، تقدم شركة بايدو نموذجًا فريدًا من الذكاء العاطفي الحيوي، قد يكون مقدمة لعصر يستطيع فيه البشر أن يفهموا حقًا أصوات الحيوانات لا بالحس فقط، بل بالكلمات.